كريتر نت .. متابعات
بعد تشكله بشكل مبكر وتسجيله أرقاماً قياسية، الاعصار بيريل ينذر بموسم أعاصير نشط في المحيط الأطلسي والمختصون في طقس العرب يكشفون إحصائيات حول أقوى الأعاصير واندرها في المحيط الأطلسي ( الإعصار بيريل ).
التفاصيل : تشكل الإعصار بيريل لأول مرة كمنخفض استوائي في 28 يونيو 2024 مع رياح تبلغ سرعتها 35 ميلاً /الساعة. خلال الـ 24 ساعة الأولى، واشتدت العاصفة بسرعة وتحولت إلى إعصار مع رياح بلغت سرعتها 75 ميلاً /الساعة حيث كانت هذه أقصى سرعة إعصار في شهر يونيو خلال 24 ساعة، وتطور الإعصار بيريل بشكل سريع ليصبح إعصاراً خطيراً للغاية من الفئة الرابعة حيث أصبح بذلك أول إعصار من الفئة الرابعة يتشكل في شهر يونيو، حيث تشير البيانات الأرشيفية أن الرقم القياسي السابق كان للإعصار دينيس عندما أصبح إعصاراً من الفئة الرابعة في 8 يوليو 2005. ويعد الارتفاع الكبير في حرارة مياه المحيط الأطلسي بفعل التغير المناخي من أهم الأسباب للتطور السريع للأعاصير المدارية في السنوات الأخيرة والتي من المتوقع أن تزداد عالميًا في الأعوام القادمة.
وبعد تطوره بشكل سريع، وصل الإعصار بيريل إلى اليابسة في جزيرة كرياكو في 1 يوليو 2024، كإعصار قوي من الفئة 4، مع رياح بلغت سرعتها 150 ميلاً في الساعة وهبات عاصفة شكلت خطراً حقيقياً على جزر ويندوارد الجنوبية أثناء تحرك الإعصار نحو البحر الكاريبي حيث ازداد قوة أثناء تحركه
في 2 يوليو 2024، أصبح بيريل أول إعصار من الفئة الخامسة تم تسجيله في المحيط الأطلسي وثاني إعصار من الفئة 5 يحدث في يوليو بعد إعصار إميلي في عام 2005، ووفقًا لمركز الأعاصير الوطني تغلب بيريل على الرقم القياسي للإعصار إميلي كأقصى قوة رياح، حيث أصبح بيريل أقوى إعصار أطلنطي مسجل في شهر يوليو، مع رياح بلغت سرعتها 165 ميلاً في الساعة حيث وصل الإعصار إميلي فقط إلى أقصى سرعة للرياح بلغت 160 ميلاً في الساعة.
ما علاقة ظاهرة اللانينا بالتطور السريع للإعصار بيريل؟
وقال القسم المختص بتتبع حركة الأعاصير في مركز “طقس العرب”، أنه علاوة على الحرارة المرتفعة لمياه المحيط، هناك عامل آخر يشير إلى موسم أعاصير نشط بشكل خاص في المحيط الأطلسي، وهو التطور المحتمل لظاهرة النينيا في وقت لاحق من هذا الصيف، حيث تشير الدراسات أن ظاهرة النينيا تقلل من الرياح التجارية عبر المحيط الأطلسي وتؤدي إلى تقليل رياح القص (تغير سرعة الرياح واتجاهها مع الارتفاع). ولأن ظاهرة النينيا لا تزال في مرحلة التطور الأولى فإن منطقة تطور الأعاصير الرئيسية (المنطقة الواقعة في المحيط الأطلسي الاستوائي حيث تتشكل معظم الأعاصير المدارية هناك) كانت قريبة من الدفء القياسي وهذا يعني أنه كان هناك ما يكفي من الوقود لتشكل الإعصار البريل في هذا الوقت من العام.
وصدرت عدة تقارير من مركز مراقبة الحالات الجوية في مركز “طقس العرب”، أثناء نشاط الإعصار بيريل وكانت أهم الرصدات الواردة لمركز المُراقبة الجوية حول الإعصار Beryl/بيريل كالتالي :
– بلغت سرعة الرياح القصوى حول جدار عين الإعصار : 266كم/ساعة وهي رياح عاتية وذات سرعة قياسية
أقل قيمة مرصودة للضغط الجوية في مركز عين الإعصار تبلغ : 935 مليبار وهي قيمة مُتدنية جداً
– أقصى ارتفاع رُصد للأمواج : 15 متر وهي ارتفاع بناية سكنية مُتعددة الطوابق
– وقد بلغت مساحة عين الإعصار وامتدادها الجغرافي حوالي 31 ألف كيلومتراً مربعاً و300 متر، ما يعني أن مساحتها قد تجاوزت مساحة 4 دول من الدول عربية ( قطر والبحرين والكويت ولبنان) مجتمعة.
لماذا يعتبر تطور الاعصار بيريل نادراً في مثل هذا الوقت من العام؟
قال المختصون في مركز “طقس العرب”، أن تطور الاعصار بيريل في مثل هذا الوقت من العام يعد أمر نادر الحدوث بالنسبة لإعصار كبير (قوة الفئة 3 أو أعلى)، ناهيك عن تطوره للفئة 5 ، حيث أن موسم الأعاصير يبدأ في الأول من سبتمبر، وفقًا للمركز الوطني للأعاصير حيث كان تطور الاعصار بيريل في وقت مبكر من الموسم مذهلاً لخبراء الطقس.
وكتب ماثيو روزنكرانس، كبير المتنبئين بموسم الأعاصير في مركز التنبؤ المناخي التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، عبر البريد الإلكتروني: “إن التطور المبكر لبيريل رائع”. وأوضح أن الموقع الجغرافي الذي تشكل فيه بيريل في المحيط الأطلسي الاستوائي، شرق جزر ويندوارد مباشرة كان استثنائيًا حيث توجد خصائص في تلك المنطقة، مثل زيادة الرياح التجارية وقص الرياح، والتي عادةً ما يمكن أن تعيق تكثيف الموجات الاستوائية.
وقال المتنبئون الجويون في مركز “طقس العرب”، أنه حتى من الناحية المناخية يتطور أقل من 5 أعاصير كل 100 عام في المنطقة التي تشكل فيها بيريل في شهري يونيو أو يوليو، حيث أنه في الوضع الطبيعي تتطور الأعاصير في هذه المنطقة في شهري أغسطس وسبتمبر.
توضح هذه الخريطة من وكالة نوا الأمريكية مسار العواصف الاستوائية التي تشكلت وضربت اليابسة في المحيط الأطلسي بين 15 يونيو و30 يونيو من عام 1972 إلى عام 2020 ، مع عدم وجود أي اعصار قد تشكل من قبل في هذا الفترة ما يثبت أن الإعصار بيريل يعتبر أمر نادر الحدوث في مثل هذا الوقت.
ارتفاع درجة حرارة مياه المحيط الأطلسي لعب دوراً مهماً في تطور الإعصار بيريل
ويقول المختصون الجويون في مركز “طقس العرب،”، أنه في مثل هذا الوقت من العام لا تكون درجات حرارة المحيطات دافئة بدرجة كافية سواء على السطح أو في الأعماق لتغذية مثل هذه الأعاصير القوية ، كما أن الرياح القاصة لا تزال موجودة عبر هذه المنطقة بفعل الجبهات الباردة والأحواض الباردة في أواخر الموسم. ولكن كما ذكرنا فإن درجات حرارة المحيطات دافئة بشكل قياسي هذا العام، كما أن قص الرياح كان منخفضًا جدًا أيضًا، مما خلق ظروفًا مثالية لتطور إعصار بيريل بسرعة.
وكمقارنة بين درجات حرارة سطح البحر في شمال المحيط الأطلسي في 29 يونيو 2024، مقارنة بـ 1 يوليو 2000. المناطق باللون البرتقالي تصور درجات حرارة أعلى من 80 درجة فهرنهايت – درجة الحرارة اللازمة لتغذية تطور الأعاصير. كانت درجات الحرارة عبر المنطقة الرئيسية لتطور الأعاصير في نهاية يونيو 2024 أكثر دفئًا ةاتساعاً مما كانت عليه في 1 يوليو 2000، حيث كانت درجات الحرارة أقرب إلى المتوسط.
وقال خبراء الطقس أنه قد يكون بيريل نذير شؤم لما سيأتي بعده، مع درجات حرارة المحيط الدافئة وانخفاض قص الرياح، حيث أثارت هذه الظروف قلق بعض العلماء حول كيفية تطور الموسم بمجرد بدء ظاهرة النينيا بالكامل في وقت لاحق من هذا الصيف ومع اقتراب ذروة موسم الأعاصير في شهر سبتمبر القادم.
المناطق التي مره بها بيريل والأضرار التي نجمت عنه
تحرك الإعصار بيريل من كارياكو وجزر كايمان وجامايكا وشبه جزيرة يوكاتان قبل أن يصل إلى اليابسة على ساحل تكساس باعتباره إعصارًا ضعيفًا من الفئة الأولى، لكنه تسبب في أضرار كارثية وحطم المزيد من الأرقام القياسية،حيث تم إطلاق أكثر من مائتي تحذير من الإعصار في يوم واحد، وهو أكبر عدد من التحذيرات من الإعصار على الإطلاق في يوم واحد من شهر يوليو. وشملت تأثيرات بيريل كل من تكساس و لويزيانا وأركنساس وميسيسيبي وكنتاكي وإنديانا وبنسلفانيا ونيويورك.
وفي تكساس
وصل بيريل إلى اليابسة بالقرب من ماتاجوردا بولاية تكساس في 8 يوليو كعاصفة من الفئة الأولى حيث تلقت بعض المناطق في مدينة هيوستن كميات امطار تعادل معدل الهطول في شهر يوليو كاملاً أول ساعتين بعد وصول بيريل إلى اليابسة، وانقطعت الكهرباء عن أكثر من 1.3 مليون شخص في تكساس في 11 يوليو، ولقي ثلاثة أشخاص على حتفهم.
لويزيانا
وفي لويزيانا، كانت التأثيرات الأكبر ناجمة عن الرياح العاتية والأمطار الغزيرة، حيث أصدرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية في شريفيبورت 67 تحذيرًا من الإعصار في 8 يوليو، وهو ما يقرب من ضعف الرقم القياسي السابق لتحذيرات الإعصار في يوم واحد.
المكسيك
ضرب بيريل شبه جزيرة يوكاتان المكسيكية كإعصار من الفئة الثانية في 5 يوليو قبل أن يضعف ويتحول إلى عاصفة استوائية. وهطلت أمطار غزيرة في كانكون وتولوم.وانقطعت الكهرباء عن الالف من الناس.
جامايكا
مر بيريل بالساحل الجنوبي لجامايكا في 4 يوليو كعاصفة من الفئة 3، مما أدى إلى أضرار كبيرة في البنية التحتية لوسائل النقل والكهرباء والاتصالات، وتسببت العاصفة في أضرار بقيمة 6.4 مليون دولار للمحاصيل الغذائية والبنية التحتية، كما تأثر قطاعا صيد الأسماك والثروة الحيوانية.
ولم تتعرض جامايكا لإعصار قوي منذ أكثر من 30 عاما، حيث ضرب المنطقة إعصاران فقط وهما اعصار ساندي من الفئة 1 في عام 2012 واعصار جيلبرت من الفئة 4 في عام 1988.
سانت فنسنت وجزر غرينادين
وفي كانوان، تأثر 100% من السكان (12600 شخص)، وتعرض 90% من المنازل لأضرار أو دمار كبير.
شهدت جزيرة يونيون (التي يبلغ عدد سكانها 3000 نسمة) تدمير 98% من المباني ودمر برج المراقبة بالمطار كما لحقت أضرار بمحطة الكهرباء.
شهدت مدينة مايرو (التي يبلغ عدد سكانها 300 نسمة) من الأضرار التي لحقت بـ 90% من مبانيها، بما في ذلك 95% من المنازل.
تعرضت جزيرة النخلة (التي يبلغ عدد سكانها 329 نسمة) لأضرار جسيمة في المنتجع ومحطة تحلية المياه.
شهدت مدينة بيكيا (التي يبلغ عدد سكانها 6000 نسمة) أضرارًا ب 10٪ من المنازل.
بربادوس
وفي بربادوس، تضرر ما لا يقل عن 40 منزلاً و200 قارب، كما لحقت أضرار كبيرة بالبنية التحتية للساحل الجنوبي، وتعرض قطاع صيد الأسماك لخطر شديد.
غرينادا
تم تدمير عدد كبير من الشركات والمنازل في جزر كارياكو (التي يبلغ عدد سكانها 6000 نسمة) ومارتينيك الصغيرة (التي يبلغ عدد سكانها 900 نسمة).
وقال سيمون ستيل، الأمين التنفيذي للأمم المتحدة المعني بتغير المناخ، لشبكة CNN، إن كارياكو “شهد حدثًا” مؤلمًا ” حيث دمرت مبانٍ بأكملها وتطايرت أسطحها.