خالد سلمان
تم رفع حظر بيع الأسلحة الهجومية الإمريكية للسعودية بعد ثلاث سنوات من إنفاذ قرار الإيقاف ، ومن المتوقع أن يكون رفع الحظر سارياً الأسبوع المقبل.
مسؤول إمريكي برر هذا القرار بأن السعودية وفت بكل إلتزاماتها، دون أن يوضح ماهية هذه الإلتزامات ، في ما أشارت الخارجية الإمريكية إلى أن السعودية وسيطاً نشطاً في تسوية حرب اليمن لا طرفاً فيها.
الوساطة السعودية لم تثبت الوقائع صحتها ، بل مازالت من وجهة نظر صنعاء طرفاً رئيساً في حرب السنوات العشر ، بكل مايترتب على هذا التوصيف ، من دفع ثمن هذه الحرب على هيئة تعويضات مليارية وإعادة إعمار للبنية التحتية.
الحوثي لا يعترف بالحكومة الشرعية ولا يتعاطى معها ، ويفتح أبواب الحوار المباشر مع الرياض ، للتوافق على ترتيبات الحل النهائي ، في تغييب كلي للسلطة المعترف بها دولياً ، وكأنها تابعة للرياض لا كيان مستقل والطرف الثاني على طاولة التفاوض.
ولكن ما حاجة السعودية للأسلحة الهجومية الإمريكية، إن هي أوقفت إطلاق النار منذ العام ٢٠٢٢ ، على طول الحدود المشتركة مع اليمن ، ولم تشن أي غارة جوية بإقرار الإدارة الإمريكية ؟
الحقيقة أن الدول تبني قدراتها العسكرية الدفاعية والهجومية ، ليس وفق معطيات الراهن بل تحسباً للمستقبل، في منطقة تموج بالتقلبات السياسية وتتسم بعدم الإستقرار ، وبالتالي تظل مثل هذه الصفقات التسليحية حاجة سعودية مستمرة ، كما هي حاجة لشركات بيع السلاح الإمريكية الغربية.
التحديات القادمة للسعودية وإن خفت حضورها من جهة الحدود الجنوبية مع اليمن ، فإنها مفتوحة على دور محتمل للرياض في حال إنفلت زمام السيطرة على كبح جماح إندلاع حرب إقليمية ، وفرضت تطورات الأحداث المتسارعة خلق تحالفات وكيانات عسكرية عابرة للدول ، تكون السعودية مجبرة أن تكون طرفاً فيها ، حيث لا حياد بحكم الجغرافية السياسية والثروات والخيارات المنحازة للغرب ، في حرب تلوح نذرها في المنطقة، طرفاها إسرائيل وإيران وتحالفاتهما ، الأول واشنطن وعموم أو جُل دول المنطقة، والثاني الوكلاء المدججين بالولاء العقائدي لطهران وبالأسلحة.
مع تبريد الجبهة السعودية المتداخلة مع اليمن مؤقتاً ، إلا أن المملكة تظل في عين الخطر مع تصاعد إحتمالات حرب إقليمية ، يمكن لها لسبب أو آخر أن تخرج عن السيطرة، وبالتالي يبقى اليمن من دون تقليص سلطة الحوثي ، وبتبعيته لمحور إيران ، مصدر قلق للسعودية كما هو للداخل ، غير قابل للإحتواء بالرشى الإقتصادية السياسية أو حتى بتمكينه من حكم اليمن .
من صغحة الكاتب في الفيسبوك