كتب .. جهاد عوض
يعاني الناس ظروف ووضع معيشي واجتماعي صعبا وشاقا، من حيث غلاء الأسعار وعدم توفر الخدمات الأخرى من
مياه وكهرباء وما تشكله من ضغط آخر على رب الأسرة.
هذا وضع وواقع الناس عامة، فكيف يكون حال أحمد محمد النداف من محافظة أبين، المعاق الحركي بإعاقة في أحد الاطراف السفلى, والمعيل لأسرة مكونه من 7 أفراد, لا شك لهم متطلبات يومية من أكل وملبس وعلاج, يجب عليه تلبية وتوفير ما يحتاجونه ويطلبونه,
وبحكم إعاقته الحركية وما تسببه من عجز نسبي واضح في حركته وتنقله, ايضا لعدم وجود راتب او مصدر دخل له يساعده في حياته,
يشكلان معاناة وتحدي آخران يعيقان طريقه, ومع هذا لم يجلس أسيرا لهمومه وذاته, ويثنياه ويحدان من نشاطه وارادته, بل جعله ذلك حافز ودافع له بطرق كل الأبواب والمسارات, ويخرج مكافحا وساعيا في طلب العمل والرزق, ولو كان عمل شاقا وغير مناسب له ولحالته الصحية, حيث يعمل حاليا كعامل ضمن فرقة عمال لقطع وتعبية الموز لأرساله للسوق والمستهلك.
هذا هو حال وواقع أحمد وكثير من المعاقين أمثاله, يعملون طوال نهار اليوم الى المساء, مكافحين واقعهم القاسي والمرير, وبنفس الوقت لا يريدون شفقة او احسانا من أحد, بل يريدون فرصة عمل ومشروع حقيقي ينفعهم ويسد حوائجهم ومتطلباتهم, ويجعلهم يعتمدون على أنفسهم ولا ينظرون الى ما تمده لهم أيادي الأخرين.
لهذا نستغرب ونستعجب, أين تذهب أعمال وبرامج المنظمات والمؤسسات العاملة, في مشاريع زيادة الدخل ومكافحة الفقر في محافظة أبين ؟ في دعم واسناد هذه الحالات الخاصة, بما يتناسب مع قدراتهم وإمكانياتهم المحدودة, الذين تنطبق عليهم مشاريع الخدمة والرعاية الاجتماعية, لكونهم معاقون وايضا فقراء ومعدمون وليس معهم أي دخل يساعدهم ويخفف معاناتهم في الحياة, خاصة أنه يحرم هؤلاء المعاقين من الوظائف السنوية المقررة لهم من التوظيف العام والاستفادة منها خلال السنوات الماضية,
لهذا كواجب وطني واجتماعي من سلطة ومؤسسات خيرية ومجتمعية, الوقوف معهم وتقديم كل المساعدة والعون لهم, واعطاهم الاولوية في هكذا مشاريع مدرة للدخل, واشراكهم ودمجهم في المجتمع.