كريتر نت – متابعات
قال جوناثون كوك، في تقرير لموقع ميدل إيست آي، إن وسائل الإعلام الغربية، وخاصة بي بي سي، تدعم تصعيد إسرائيل لعملياتها العسكرية في الشرق الأوسط عبر استخدام اللغة سلاحا ضد الحقيقة لتضليل الجماهير الغربية، وتُصوّر القنوات الهجمات الإسرائيلية في لبنان -ومن قبل في غزة– على أنها دفاع عن النفس بدلا من الاعتراف بطبيعتها “الإجرامية”.
واستخدمت بي بي سي كلمات مثل “التصعيد” و”الأهداف العسكرية” لوصف هجمات إسرائيل على لبنان في الأسابيع الماضية وتغطية ما عدّه الكاتب “جرائم واضحة ومرعبة وإبادة جماعية”.
كذلك خصصت القناة 10 دقائق من النصف ساعة التي غطت فيها التصعيدات بلبنان لإعادة عرض أحداث هجمات السابع من أكتوبر، مما أدى إلى تعزيز سردية إسرائيل بأن الإسرائيليين هم الضحايا وتجاهل المعاناة اليومية للفلسطينيين واللبنانيين تحت القصف الإسرائيلي.
وانتقد الكاتب تصوير الوضع في لبنان على أنه حرب بين خصمين متساويين بالقوة والتدمير، وسلط الضوء على التفاوت الواضح في أعداد الضحايا جراء القصف المتبادل بين إسرائيل وحزب الله منذ بداية حرب إسرائيل على غرة، إذ قتلت إسرائيل أكثر من 750 لبنانيا بينما توفي 33 إسرائيليا فقط، كما كانت إسرائيل مسؤولة عن 7 آلاف و845 ضربة من أصل 9 آلاف و600 ضربة مسجلة.
تواطؤ الإعلام الغربي
وأكد الكاتب أن وسائل الإعلام الغربية، وعلى رأسها بي بي سي، فشلت في تقديم سياق واضح لأفعال حزب الله الذي أكد بدوره أنه سيوقف إطلاق الصواريخ إذا ما انسحبت إسرائيل من غزة، وسمح ذلك لسردية إسرائيل بالهيمنة على الإدراك العام للجماهير الغربية.
ويعقد الوصول إلى الحقيقة “تواطؤ إعلامي غربي مقلق” يتجلى في تجاهل وسائل الإعلام الضحايا المدنيين اللبنانيين. وبرأي الكاتب، فإن الهدف الحقيقي من “التصعيد” هو تطهير الجنوب اللبناني عرقيا لتأمين عودة المستوطنين الإسرائيليين، وهو ما يتم تبريره إعلاميا.
وصاحب تصعيد إسرائيل، وفقا للكاتب، تصريحات مضللة من طاقم بي بي سي، ونقل عن محرر الشرق الأوسط بالبي بي سي جيريمي بوين قوله إن محاربة إسرائيل هي في “الحمض النووي” لحزب الله، وهي “سبب وجوده”.
لكن الكاتب رفض هذا التصوير العسكري البحت، مشيرا إلى أن العديد من اللبنانيين يرون في الحزب “درعا واقيا يحميهم ضد عقود من العدوان الإسرائيلي”.
وأشار كوك إلى أن توسيع الحرب يهدف إلى تشتيت الانتباه بعيدا عن معاناة غزة وتخفيف الضغط الذي يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يسعى لتجنب وقف إطلاق النار خوفا من أن يؤثر ذلك على مكانته السياسية في حكومته.
عواقب وتوصيات
وجزم كوك بأن إسرائيل تحاول جرّ المنطقة إلى نزاع إقليمي واستدراج الولايات المتحدة للتورط معها، مع تأطير عدوانها العسكري على أنه دفاع عن النفس، مستغلة بذلك دعم القوى الغربية التي تغض الطرف عن أفعالها والإعلام الغربي الذي يبرر “جرائمها” بحق المدنيين اللبنانيين والفلسطينيين.
واستند الكاتب إلى تصريح المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأميركية ليون بانيتا بأن عملية تفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية في لبنان تمثل “إرهابا” واضحا، ورغم ذلك أشادت وسائل الإعلام الغربية بالعملية الإسرائيلية، واصفة إياها “بالعملية الجسورة” و”النجاح التكتيكي.”
ويؤكد الكاتب ضرورة تغيير السردية الإعلامية المتحيزة التي تركز على المصالح الغربية، والاعتراف بالمؤثرات الجيوسياسية الأوسع المرتبطة بالنزاع، بالإضافة إلى الحاجة الملحّة إلى محاسبة الأطراف المتورطة في العنف المتواصل.
وحذر كوك في النهاية من أن استمرار هذه التغطية الإعلامية المتحيزة يعيق الوصول إلى الحقيقة، ويعمل على تعميق الفجوة بين ما يحدث على الأرض وما يعرض للجمهور العالمي، مما يعزز من تشويه الحقائق لمصلحة القوى الغربية.