كريتر نت .. طقس العرب
يقف جبل فوجي، أحد أبرز معالم اليابان الطبيعية، من دون غطاء ثلجي لأول مرة منذ بدء السجلات قبل 130 عامًا. هذا التأخير غير المعتاد، الذي تجاوز الموعد المعتاد لبداية تساقط الثلوج في أوائل أكتوبر، يعكس بوضوح تأثيرات التغيرات المناخية التي تشهدها المنطقة، حيث تزامنت هذه الظاهرة مع صيف وخريف بدرجات حرارة مرتفعة بشكل غير مسبوق.
أسباب تأخر تساقط الثلوج على جبل فوجي
أعلن مكتب الأرصاد في كوفو أن السبب الرئيسي لتأخر تساقط الثلوج يعود إلى ارتفاع درجات الحرارة في اليابان هذا الصيف، حيث زاد متوسط الحرارة بمقدار 1.76 درجة مئوية فوق المعدل الطبيعي. هذا الرقم القياسي الجديد يبرز كأعلى معدل منذ عام 2010.
أوضح يوتاكا كاتسوتا، خبير الأرصاد في مكتب كوفو، أن درجات الحرارة المرتفعة خلال سبتمبر منعت الهواء البارد من الوصول إلى المنطقة، ما أخر تساقط الثلوج على الجبل. وسجلت 74 مدينة يابانية درجات حرارة تجاوزت 30 درجة مئوية في الأسبوع الأول من أكتوبر، ما جعل الظروف غير ملائمة لتراكم الثلوج على القمة.
Have you ever seen inside of the crater of Mount Fuji, Japan? pic.twitter.com/uR7KtRPHhN
— Nature is Amazing ☘️ (@AMAZlNGNATURE) November 1, 2024
التغير المناخي وأحزمة الثلوج العالمية
يرى الخبراء أن ما يحدث في جبل فوجي ليس حادثة فردية، بل هو جزء من تأثيرات التغيرات المناخية العالمية. وأظهرت دراسات حديثة أن أحزمة الثلوج حول العالم تشهد تراجعًا مستمرًا، حيث تفقد بعض المناطق ما بين 10 إلى 20 بالمئة من حجمها كل عقد، مما يثير قلق العلماء حول مستقبل النظم البيئية الجبلية.
ظاهرة النينيو وتأثيرها على الطقس في اليابان
بالإضافة إلى تغير المناخ، أسهمت ظاهرة «النينيو» في هذا التأخير، إذ تضعف الرياح التجارية، مما يسمح بتدفق المياه الدافئة نحو الساحل الغربي للأمريكتين. هذا التغيير المناخي يؤثر على الطقس العالمي، ويُتوقع أن يجعل عام 2024 الأكثر حرارة في التاريخ المسجل.
يُعرف جبل فوجي بجماله وسحره الذي يجذب الزوار، خاصةً في الشتاء حين يغطيه الثلج. لكن، مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة، قد يصبح موسم الثلوج أقصر مما يعهد السكان المحليون والسياح. هذا التحول قد يعيد تشكيل ملامح هذا الرمز الياباني الشهير ويطرح تساؤلات حول مستقبل الجبال الشهيرة في ظل التغيرات المناخية المتسارعة.