كتب / نبيل الجنيد
العلم قنديل يضيء درب الأجيال ، والمدرسة مصدر العلم وسبيل المعرفة، فهي مؤسسة تغرس فيهم قيم المحبة ، وتعزز الروابط الاجتماعية، و ينهلون فيها العلوم المختلفة تخرجهم من ظلمات الجهل الى نور المعرفة .
و ما اجمل أن تزور مؤسسة تعليمية وتجد فيها فريق العمل كخلية نحل لك أن تستمد منها النشاط و التفاؤل لان هناك من يعمل بصمت وإخلاص تجاه أبناءنا ، و اتحدث هنا عن مدرسة خالد ابن الوليد الأساسية بخور مكسر بالعاصمة عدن كنموذج يحتذى به ، حظيت بزيارتها وان كانت زيارة قصيرة إلا أنها اعطتنا امل كبير أن هناك جنود مجهولين يعملون بصمت لمحاربة الجهل ، و مواجهة التحديات ، التي تكاد ان تعصف بالعملية التعليمية في بلادنا وعلى وجه الخصوص مدينة عدن التي تعد منارة للعلم والمعرفة .
لن نخوض في تقيم العملية التعليمية ومستوى التحصيل العلمي للتلاميذ ، فهذا متروك لجهات الاختصاص و متابعة أولياء الأمور بدرجة أساسية ، ما يهمنا كثيرا هو تهيئة المكان ” المدرسة ” لتكون بيئة ملائمة للتربية والتعليم ، كما يقال الكتاب من عنوانه ، فالمدرسة وما تشاهده على جنباتها من شتلات الأشجار ، و ملصقات ومجسمات تعليمة و ابيات النشيد الوطني الجنوبي في واجهة المنصة، يؤكد جليا على الروح الوطنية والانتماء للمدرسة .
وما يلفت الإنتباه و يفتح النفس حالة الانضباط للتلاميذ دون أي ضجيج كما هو الحال في بعض المدارس .. المعلمين يؤدون رسالتهم بكل تفاني ، وادارة منهمكة بمتابعة دفاتر الاعداد وتحضير الدروس بشكل يومي ، إدارة الإشراف الاجتماعي هي الأخرى تتابع باهتمام العملية التعليمية و يلتمسون أوضاع التلاميذ الذين يعانون ظروف اجتماعية واقتصادية، يقفون بجانبهم يقدمون لهم وجبات الإفطار المقدمة من فاعلي الخير ، نتمنى أن يكون هذا في ميزان حسنات الجميع .
وما شاهدته في مدرسة خالد بخور مكسر يذكرني بنصيحة قيمة سمعتها من مديرة ثانوية خليفة النموذجية في المنصورة، في إحدى زياراتي لها ، حينها أكدت على أهمية الحفاظ على مظهر ومكانة المدرسة وغرس السلوك النبيلة لداء الطلاب ومحاربة الظواهر السلبية بدرجة أساسية ، لان ذلك هو الطريق السليم للتعليم وبناء الأجيال .
ختاما نؤكد أن ذلك لم يكن من باب المدح و التلميع للاشخاص ، بغرض المصلحة كما يعتقد البعض وانما ذلك محاولة قول الحق وإنصاف لمن يعملون في الميدان بعيدا عن الأضواء و عدسات المصورين ، وأننا هنا اذ ندعو الجهات المسؤولة الاهتمام بالمعلم ومنحه حقوقه اين ما كان ، كما ندعوا زملاء المهنة إلى التخفيف من السياسة المفرطة التي ابعدتنا عن أهم القضايا المجتمعية ، و أن يتم تسخير الأقلام وتسليط الاضواء لإبراز هكذا جهود تستحق الشكر والتقدير .