كتب .. هاجر علي
في العشرين من نوفمبر من كل عام يحتفل المجتمع الدولي باليوم العالمي لحقوق الطفل، تأكيداً منه أهمية هذه الفئة في حياة المجتمعات وتجديدا للالتزام بحقوق الأطفال وواجب الحكومات والشعوب والمنظمات وكل الجهات المعنية في حماية حقوقهم من المصادرة والتضييق والاعتداء عليها
هذا التأكيد والالتزام الدولي تجاه الأطفال وحقوقهم هو تعبير عن مركزية الطفل في مسار البناء فهم الأساس الذي يُبنى عليه مستقبل الأمم، والقاعدة الصلبة التي تنطلق منها المجتمعات للنهوض في مختلف المجالات.
وفي العالم كله يحاط الطفل برعاية خاصة ويعيشون مترفين آمنين محاطين الاهتمام، ليتمكن من بناء أحلام ذاتية ينطلق منها ويترجمها إلى واقع ينعكس بالايجاب مستقبلا على بيئته ومحيطه، غير أن الأطفال اليمن يعيشون في ظل وضع مأساوي بفعل الحرب التي فرضتها مليشيا الحوثي الإرهابية والتي حرمتهم من عيش الطفولة وأحلامها.
وفي تقارير صادمة وأرقام وإحصاءات يشيب لها الرأس منذ عقد من حرب مليشيا الحوثية الإرهابية طالت كل شيء وفي المقدمةالأطفال؛ تؤكد الأمم المتحدة أن نحو 6 ملايين طفل أصبحوا على شفا مجاعة فعلية.
وأن قرابة 2 مليون طفل يعاني من سوء التغذية، واحتياج نحو 12.9 مليون لمساعدات إنسانية من اصل 23.4 مليون شخص، وهو ما يشكل أكثر من نصف سكان البلاد.
كما سجل حرمان ما يزيد عن 2.7 مليون طفل من حقهم في التعليم بسبب تدمير أكثر من 2783 مدرسة أو تضررها.
أما أعداد الضحايا من الأطفال ارتفع إلى 11 الفا بينهم أكثر من 3700 قتيل.
كما سجل ارتفاع الأطفال المجندين في الحرب حيث بلغ عددهم نحو 4 آلاف حسبما أظهرت إحصاءات قاتمة نشرتها الأمم المتحدة.
ومؤخراً تستخدم جماعة الحوثي حرب غزة وإسرائيل ورقة رابحة لاصطياد مزيد من الأطفال وإيهامهم أن مايقومون به هو نصرة للقدس.
ويتعرض الأطفال للنزوح فراراً من الاعتداءات الحوثية ما يجعلهم لقمة سائغة للإستغلال وأعمال العنف والزج بهم قسراً كذلك في ساحات القتال وتعريضهم لمخاطر عدة من بينها مخاطر الجريمة المنظمة.
أما ظاهرة عمالة الأطفال فقد وصلت إلى أرقام قياسية حيث تضاعفت أعداد الأطفال الذين أُدخِلوا سوق العمل بواقع 4 مرات على الأقل منذ اندلاع الأزمة.
ما سبق مجرد إحاطة سريعة على واقع الأطفال في اليمن في اليوم العالمي لحماية حقوقهم وهو واقع مرير لم يشهده الأطفال في اليمن إلا مع سيطرة الجماعة الحوثية إرهابية.
وهو أيضا تذكير ولفت انتباه بأن من حق كل أطفال اليمن أن ينعموا بالسلام والأمان والحب والحماية والتعليم لأنهم المستقبل المشرق والأمل الكبير الذي يعول عليه الأباء المغدورين بحرب الحوثي المدمرة.