كريتر نت – متابعات
رئاسة بولندا للاتحاد الأوروبي قد تمنح شارة البداية لمفاوضات سلام بين أوكرانيا وروسيا في خطوة قد تذيب جليد أسوأ نزاع شرقي القارة العجوز.
واليوم الثلاثاء، قال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك إن مفاوضات السلام في أوكرانيا قد تبدأ هذا الشتاء، مع تولي وارسو الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في يناير/كانون الثاني المقبل.
وأوضح توسك، في تصريحات إعلامية: “ستكون رئاستنا مسؤولة بشكل مشترك، من بين أمور أخرى، عما سيكون عليه المشهد السياسي، وعن الوضع الذي قد يكون عليه خلال مفاوضات (السلام) التي ما زالت تدور حولها علامات استفهام”.
وتابع: “ستبدأ ربما في شتاء هذا العام”.
«سلام مستدام»
تأتي تصريحات المسؤول البولندي بعد يومين من تأكيد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أنه يريد “سلاما مستداما” لبلاده.
ولطالما عارض زيلينسكي قطعيا تقديم أي تنازلات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنّه ليّن في الأشهر الأخيرة موقفه على خلفية صعوبات يواجهها جيشه على خط الجبهة ومخاوف من تراجع الدعم الغربي.
وطرح زيلينسكي فكرة تخلّي أوكرانيا مؤقتا عن استعادة أراض تسيطر عليها روسيا، نحو 20 بالمئة من مساحة بلاده، مقابل ضمانات أمنية من حلف شمال الأطلسي (الناتو) وإمداد كييف بأسلحة غربية.
وقال زيلينسكي غداة لقاء ثلاثي عقد في باريس مع الرئيسين، الفرنسي إيمانويل ماكرون، والأمريكي المنتخب دونالد ترامب: “ننشد سلاما عادلا ومستداما، سلاما لا يتمكن الروس من تدميره بعد بضعة أعوام، على غرار ما فعلوا مرارا في السابق”.
وأوضح “عندما نتحدث عن سلام فعال مع روسيا، يجب علينا أولا التحدث عن ضمانات”، وحضّ حلفاءه على “ضمان موثوقية السلام وعدم غض النظر عن احتلال” الأراضي الأوكرانية.
للتوازنات كلمتها
من جهته، اتّهم الكرملين الأحد الرئيس الأوكراني بـ”رفض التفاوض” مع بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا، لافتا إلى أن زيلينسكي حظر بموجب مرسوم صدر في أكتوبر/ تشرين الأول 2022 أي تواصل مع الرئيس الروسي.
ودعا الكرملين الرئيس الأوكراني إلى الأخذ في الاعتبار “الوقائع على الأرض” حيث تحقّق القوات الروسية تقدّما على الجبهة منذ مطلع العام على الرغم من تقدّم أوكراني داخل الأراضي الروسية في الصيف.