كريتر نت – متابعات
أبدى ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشرق الأوسط، الأربعاء، تفاؤله بأن اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة يمكن أن يمثل “خطوة أولى” نحو تعزيز التطبيع مع إسرائيل، معربا عن اعتقاده بأن جميع دول المنطقة قد تنخرط بهذه العملية بما فيها قطر.
وفي مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” الأميركية، وصف ويتكوف اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بأنه “خطوة نحو إضفاء زخم جديد للتطبيع” بمنطقة الشرق الأوسط مع إسرائيل.
وقال “كنا بحاجة إلى لحظة أمل، وأعتقد أننا حققنا ذلك (من خلال الاتفاق)، وسنعمل على البناء عليه”.
وأعرب ويتكوف عن اعتقاده بأن “الجميع” في منطقة الشرق الأوسط يمكن أن ينخرط في عملية التطبيع تلك.
وعندما طُلب منه تحديد دول بعينها، أشار إلى قطر، وقال إن الدوحة لعبت دورا أساسيا في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
ولأول مرة يذكر اسم قطر، التي تستضيف مكتبا لحماس، في مسألة التطبيع مع إسرائيل.
وأضاف ويتكوف “أعتقد أن لدينا فرصة لجعل الجميع يشاركون في مستقبل أفضل للمنطقة. المزيد من الفرص، المزيد من الأمل. أعتقد أن هذا نقطة تحول”.
وفيما لم يصدر تعقيب فوري من قطر بشأن تصريحات ويتكوف، تتمسك الدوحة وفق بياناتها الرسمية بـ”حل دائم وعادل وشامل للصراع العربي الإسرائيلي” يستند لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وتشترط المبادرة العربية من أجل التطبيع الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي العربية المحتلة، وقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
وأبدى ويتكوف اعتقاده بأن “التطبيع يمثل فرصة مذهلة للمنطقة” و”عنصرا بالغ الأهمية بالنسبة لإسرائيل”.
واستعرض المبعوث فوائد التطبيع للمنطقة من وجهة نظره، قائلا إنه “يمثل بداية نهاية الحروب، مما يجعل المنطقة بأكملها قابلة للاستثمار”.
وأضاف “مع التطبيع، لن تضطر البنوك للقلق بشأن احتمال إطلاق الحوثيين أو حزب الله أو حماس صواريخ تُدمر مراكز بيانات متقدمة”.
وبوساطة إدارة ترامب خلال ولايتها الأولى، وقعت 4 دول عربية، هي الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، في عام 2020، اتفاقيات لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل أُطلق عليها اسم “اتفاقيات إبراهام”.
ويأمل ترامب خلال ولايته الجديدة، التي بدأت في 20 يناير الجاري، أن يستكمل زخم هذه الاتفاقيات، إد ألمح الاثنين إلى أن المملكة العربية السعودية، ستطبع مع إسرائيل من خلال هذه الاتفاقيات الإبراهيمية.
وبشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، أعرب ويتكوف عن اعتقاده بأن تطبيق الاتفاق الذي بدأ سريانه الأحد “سيكون أكثر صعوبة” من التوصل إليه.
وأوضح أنه يعتزم زيارة المنطقة قريبا للمشاركة ضمن ما وصفه بفريق التفتيش المنتشر في غزة وعلى حدوده لضمان الالتزام بالاتفاق.
وقال “سأتوجه إلى إسرائيل (لم يحدد الموعد)، وسأكون جزءا من فريق تفتيش في ممر نتساريم وأيضا في ممر فيلادلفيا”.
ونتساريم هو ممر يقطع وسط غزة من الشرق إلى الغرب، اقتطعته إسرائيل خلال حرب الإبادة الجماعية بغزة لمنع الفلسطينيين من التنقل بين شمال القطاع وجنوبه، بينما يعد ممر فيلادلفيا شريطا حدوديا ضيقا بين غزة ومصر.
وأشار ويتكوف إلى أن هذه المناطق “يتواجد فيها مشرفون دوليون لضمان أمن السكان وللتأكد من أن الداخلين إلى القطاع لا يحملون أسلحة أو يضمرون نوايا سيئة”.
وتُعد تصريحات ويتكوف أول تأكيد علني لمشاركة الولايات المتحدة على الأرض في غزة لدعم تنفيذ الاتفاق، ولم يفصح عن الأطراف الأخرى التي تشارك في فريق التفتيش.
وأكد ويتكوف على ضرورة نجاح المرحلة الأولى من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، مشددا على أن نجاحها سيقود إلى المرحلة الثانية، مما يتيح إنقاذ المزيد من الأرواح.
وقال “هذا هو التوجيه الذي أصدره الرئيس لي ولكل من يعمل في الحكومة الأمريكية على هذا الملف، وسنحرص على تنفيذه”.
واندلعت أحدث موجة من العنف الدامي في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في السابع من أكتوبر 2023 بعد أن هاجم مسلحون من حركة حماس إسرائيل، وهو ما تشير الإحصاءات الإسرائيلية إلى أنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 250 شخصاً واقتيادهم لداخل غزة.
وبحسب وزارة الصحة في غزة، فإن الهجوم العسكري الإسرائيلي اللاحق على القطاع أسفر عن مقتل أكثر من 47 ألف فلسطيني، كما أدى إلى اتهامات بالإبادة الجماعية وجرائم حرب تنفيها إسرائيل. وتسبب الهجوم في نزوح ما يقرب من كامل سكان غزة وظهور أزمة مجاعة.
والأحد، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، ويستمر في مرحلته الأولى لمدة 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.