كريتر نت – متابعات
أعلن تنظيم حراس الدين المصنّف “إرهابيا” من قبل الولايات المتحدة، حلّ نفسه بعد سقوط حكم الرئيس بشار الأسد، كاشفا للمرة الأولى بشكل رسمي أنه كان فرع تنظيم القاعدة في سوريا.
وجاء في بيان نشره “حراس الدين” ليل الثلاثاء، أنه بعد الانتصار “على طاغية من أظلم طواغيت العصر الحديث… ونظرا لهذه التطورات على الساحة الشامية وبقرار أميري من القيادة العامة لتنظيم قاعدة الجهاد، نعلن… حلّ تنظيم حراس الدين فرع تنظيم قاعدة الجهاد في سوريا”.
ونقل موقع “ميدل ايست أونلاين عن موقع “سايت” الذي يرصد أنشطة الجهاديين، أنها “المرة الأولى يقر التنظيم رسميا بارتباطه” بالقاعدة.
وبعد هجوم مباغت شنته انطلاقا من معقلها في شمال غرب سوريا، تمكنت فصائل معارضة من دخول دمشق في الثامن من الشهر الماضي، بينما فرّ الأسد إلى روسيا. وقادت الهجوم هيئة تحرير الشام، جبهة النصرة سابقا قبل فكّ ارتباطها بتنظيم القاعدة عام 2016.
والتنظيم نشأ من رحم هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، وذلك في أعقاب قرارها فك ارتباطها بتنظيم القاعدة عام 2016، حين رفضت مجموعة من القيادات والعناصر هذا الانفصال، متمسكة بولائها للقاعدة.
وتصاعد التوتر بين الطرفين بعد إصدار هيئة تحرير الشام، في تموز / يوليو 2017، تعميماً يمنع تأسيس أي جماعة جديدة في الشمال السوري، وذلك في محاولة منها لقطع الطريق أمام مساعي إعادة تأسيس القاعدة في المنطقة، لتتوج هذه الخلافات بالإعلان الرسمي عن تأسيس تنظيم حراس الدين، في 27 فبراير 2018.
وضم التنظيم عند تأسيسه، بحسب موقع “الحرة”، فصائل مسلحة صغيرة، معظمها انشق عن “جبهة النصرة”، مثل “جيش البادية” و”جيش الملاحم” و”جيش الساحل” و”كتيبة الغرباء” و”سرايا الساحل”.
وعند تأسيسه قاد التنظيم “أبو الهمام السوري”، مع “أبو القسام الأردني” كمسؤول عسكري ونائب له، بينما أسند “الملف الشرعي” إلى “سامي العريدي”.
وتبنى التنظيم أيديولوجية القاعدة السلفية الجهادية، التي تدعو لمهاجمة الغرب وإسرائيل بهدف طرد النفوذ الأجنبي من الأراضي الإسلامية، على حد وصفه.
وكان التنظيم، الذي يضم ما بين 2000 و2500 مسلح، يتمركز بشكل رئيسي في محافظة إدلب، رغم تنفيذه هجمات في محافظتي الرقة ودمشق عام 2021.
وقد اتسمت العلاقة بين تنظيم حراس الدين وهيئة تحرير الشام ـ المصنفة أيضا إرهابية بالولايات المتحدة ـ بالتوتر المستمر، وذلك يرجع أساساً إلى الخلاف الجذري بشأن قرار فك الارتباط بتنظيم القاعدة، إذ رفضت مجموعة من القيادات والعناصر هذا الانشقاق، متمسكة بولائها للتنظيم الأم.
وتفاقم التوتر بين الطرفين لأسباب أخرى، منها رفض حراس الدين الاعتراف بحكومة الإنقاذ التابعة للهيئة، التي كانت تدير شؤون إدلب.
إضافة إلى رفضه الانضمام إلى غرفة عمليات “الفتح المبين”، وهو تحالف عسكري تأسس في الشمال السوري عام 2019 يضم الفصائل الرئيسية في محافظة إدلب وما حولها.
كما كان التنظيم يطالب باستمرار باستعادة الأسلحة والمعدات التي يدعي أنها من حقوقه منذ فك ارتباط جبهة النصرة بالقاعدة.