كتب .. جمال الصامت
منذ فجر التاريخ، قدّمت المرأة اليمنية نموذجاً فريداً من الإيثار والتضحية العميقة التي لا تعرف الحدود. فكان اسمها ساطعاً في صفحات التاريخ، محاطاً بشجاعة منقطعة النظير، وقوة لا تلين، لتبقى حكايتها محفورة بأحرف من نور.
المرأة اليمنية لم تكن مجرد شاهد على الأحداث التاريخية التي شهدها الوطن منذ بزوغ فجر الجمهورية، بل كانت فاعلة أساسية في صناعة هذه الأحداث، وبرهنت قدرتها الفائقة على التأثير في مجريات الحياة الاجتماعية والسياسية.
وعبر التاريخ، لعبت دوراً محوريّاً في مسيرة النضال الوطني. ففي كل الحركات الثورية، كانت المرأة اليمنية موجودة، تساهم في صياغة ملامح التغيير، وتقف جنباً إلى جنب مع الرجل في معركة الحرية.
فمثّلت المرأة اليمنية رمزاً حيّاً من رموز الصمود والتضحية، وكانت، ولا تزال، جزءاً لا يتجزأ من تاريخ نضالات شعوب العالم في سبيل الحرية والمساواة.
عندما نتحدث عن الشجاعة، والصبر، والتضحية، يجب أن نتذكر المرأة اليمنية، التي عملت كجندي مجهول في صفوف النضال والتغيير، تحمل هموم الوطن، وتدافع عن قضاياه بصمت وصبر عميق، تاركة الآخرين ليحظوا بالاستئثار ببطولاتها.
فكانت، وما زالت، المصدر المتجدد للعطاء في سبيل مشروع الوطن الكبير، في ظل السعي لبناء الدولة المدنية، حلم اليمنيين منذ قيام ثورتهم الأم.
إن المرأة هي العنصر الفعّال الذي يمكنه أن يقلب موازين القوى لصالح قيم إنسانية نبيلة، في سبيل بناء دولة مدنية حديثة تقوم على أسس ديمقراطية راسخة.
يمكننا القول، بكل ثقة واطمئنان، إن بناء السلام في اليمن لن يتحقق إلا إذا تم إشراك المرأة اليمنية بشكل كامل في صنع القرار السياسي. فالمشاركة الفاعلة للمرأة في مجال السياسة واتخاذ القرارات المصيرية هي أساس بناء مستقبل مستقر، يسوده السلام، والمساواة، والعدالة، والحرية.
نقف في هذا اليوم إجلالاً واحتراماً أمام المرأة اليمنية، التي كانت، وستظل، أداة رئيسية للتغيير الإيجابي في المجتمع.
ونقدّم لها كل التحية والتقدير، معترفين بفضلها الكبير في صمود الوطن، وبمسارها النضالي نحو مستقبل أفضل.