كريتر نت .. وكالات
كشفت دراسة علمية حديثة عن تحذير عاجل يتعلق بإمكانية وقوع زلزال مدمر في مدينة إسطنبول التركية والمناطق المحيطة بها، استنادا إلى تحليل اتجاهية الزلازل في منطقة بحر مرمرة.
يقود هذه الدراسة فريق من الباحثين بقيادة الدكتور شيانغ تشن والبروفيسورة باتريشيا مارتينيز-غارثون من مركز الأبحاث الألماني لعلوم الأرض في بوتسدام بألمانيا.
أظهرت الدراسة المنشورة بدورية “جيوفيزيكال ريسيرش ليترز”، أن معظم الزلازل التي تحدث تحت بحر مرمرة تنقل كميات هائلة من الطاقة نحو الشرق، مما يعني أن إسطنبول، المدينة المكتظة بالسكان، معرضة بشكل خاص لهزات أرضية شديدة القوة.
وتظهر النتائج أن الصدع الرئيسي في مرمرة، القريب من إسطنبول، يتجه نحو مرحلة متقدمة في دورته الزلزالية، مما يشير إلى أن حدوث زلزال كبير في المستقبل القريب ليس مجرد احتمال، بل هو متوقع.
ويوجه الباحثون تحذيرا عاجلا للمسؤولين والمخططين العمرانيين في إسطنبول لتكثيف استعداداتهم لمواجهة هذا الخطر المحتمل .
ويقول الدكتور شيانغ تشن، الباحث الرئيسي بالدراسة إن “الاتجاهية غير المتكافئة للطاقة الزلزالية تشير إلى أن الأضرار قد تكون أكثر حدة في إسطنبول، وهذه الدراسة تؤكد أن الهزة المقبلة قد تنقل طاقة مدمرة بشكل غير مسبوق نحو المدينة”.
ويضيف أن الزلزال الكبير المتوقع قد يحدث في أي وقت، دون سابق إنذار، وهو ما يتطلب اتخاذ إجراءات فورية لتعزيز استعدادات المدينة، بما في ذلك، تحديث البنية التحتية لتعزيز مقاومة المباني والمنشآت الحيوية للهزات الأرضية، وتطبيق خطط الطوارئ المستندة إلى أسوأ السيناريوهات الزلزالية التي قد تشهدها المدينة، وزيادة الوعي المجتمعي حول كيفية التصرف قبل وأثناء وبعد الزلازل لتقليل الإصابات والخسائر البشرية.
ومن جانبه، يوضح، د. راجيش روباخيتي، باحث الدكتوراه في علوم الأرض بجامعة كاليفورنيا، والذي يشارك بالدراسة، أن الطاقة الناتجة عن أي زلزال تنتج موجات، إحداها هي الموجات ذات الطول الموجي الكبير والتردد المنخفض والتي تنتقل لمسافات طويلة وفي اتجاهات مختلفة، كانت أقوى في اتجاه إسطنبول وفق هذه الدراسة
ويقول روباخيتي في تصريحات لـ”العين الإخبارية”، إنه “من خلال تحليل 31 زلزالا بلغت قوتها 3.5 درجة في منطقة بحر مرمرة، وجد الباحثون أن الزلازل في منطقة مرمرة تميل إلى نقل موجات قوية باتجاه إسطنبول، مما يشكل خطرا على المدينة”.
ويشبه روباخيتي ذلك بإلقاء حجر في بركة ماء، حيث ينتج أمواجا تنتشر في جميع الاتجاهات، لكن في بعض الحالات، قد تنتشر الأمواج بقوة أكبر في اتجاه معين مقارنة بباقي الاتجاهات، وبالنسبة للزلازل في منطقة مرمرة، وجد العلماء أن الطاقة الناتجة عن الزلزال تنتشر بطريقة مماثلة، حيث تنتقل كمية كبيرة من الطاقة في اتجاه معين أكثر من غيره، وكان هذا الاتجاه نحو الشرق، حيث مدينة إسطنبول.