كريتر نت / بغداد
سقط صاروخ أطلقه مجهولون من طراز “كاتيوشا”، مساء الأحد الماضي 19 مايو 2019، وسط المنطقة الخضراء في العاصمة العراقية بغداد، ويُعرف عن المنطقة الخضراء أنها شديدة التحصين؛ إذ تضم منشآت حكومية وسفارات أجنبية، وذلك حسب ما أعلنت خلية الإعلام الأمني التابعة لقيادة العمليات المشتركة للقوات العراقية؛ وجاء هذا الحدث في ظل التوترات التي تشهدها منطقة الخليج العربي، بعدما أمر البيت الأبيض بإرسال سفن حربية ومدمرات إلى المنطقة، في وقت سابق من الشهر الجاري؛ لمواجهة تهديدات إيرانية.
وأفاد موقع “واشنطن إجزامينير” الأمريكي، أن الصاروخ من نفس الطراز الذي تروّجه إيران، وتستخدمه الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط، وذلك في الوقت الذي ضبطت فيه السلطات اليمنية شحنة صواريخ من نفس النوع على سواحلها على متن سفينة إيرانية في عام 2013.
وبيّن الموقع أن المتحدث باسم الجيش العراقي، العميد يحيى رسول، أكد أن صاروخ الـ”كاتيوشا” سقط بالقرب من تمثال الجندي المجهول على بُعد أقل من ميل من السفارة الأمريكية، لافتًا إلى أن الجيش يحقق في الأمر، ولكنه يعتقد أن الصاروخ أطلق من شرق بغداد، وهي منطقة للميليشيات المدعومة من إيران.
وأعلن قائد عمليات بغداد، الفريق الركن جليل الربيعي، العثور على منصة إطلاق الصاروخ الذي استهدف به مجهولون المنطقة الخضراء، لافتًا إلى أنه تم العثور على منصة الإطلاق أمام الجامعة التكنولوجية قرب طريق محمد القاسم السريع، ويبعد هذا الموقع كيلومترات معدودة فقط عن المنطقة الخضراء.
خطر كبير
وأعلنت إدارة ترامب، في وقت سابق، أن المعلومات الاستخباراتية الجديدة تشير إلى وجود خطر كبير في أن القوات الإيرانية أو الوكلاء الإيرانيين كانوا يفكرون في هجوم وشيك على القوات الأمريكية أو مصالحها في الخليج العربي أو العراق، وذلك حسب ما نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
ويتمركز نحو 5200 جندي أمريكي في العراق؛ معظمهم في عدد قليل من القواعد، ما يساعد على تدريب الجيش العراقي ومحاربة تنظيم داعش الإرهابي، كما يوجد عدد كبير من الأفراد الأمريكيين في السفارة في بغداد وعدد أقل في أربيل، وفي إقليم كردستان.
وقالت شركة “إكسون موبيل” إن موظفيها الأجانب تم سحبهم في ضوء القرار الأمريكي بتقليص عدد موظفي السفارة. وقال وزير النفط العراقي تامر غضبان مطلع الأسبوع: “إن 80 أجنبيًّا غادروا البلاد على خلفية القرارات الأخيرة”.
وسحبت الشركة الأمريكية النفطية العملاقة عددًا من موظفيها في أحد الحقول في جنوب العراق؛ الأمر الذي عدّته بغداد قرارًا سياسيًّا.
وأشار مسؤولون أمريكيون إلى أن الخطوة الأمريكية بسحب موظفي السفارة في بغداد والقنصلية في أربيل جاءت على خلفية تهديدات مصدرها إيران وميليشيات عراقية تحت سلطة الحرس الثوري الإيراني الذي يتولى توجيهها لتنفيذ عمليات إرهابية مسلحة في المنطقة؛ لخدمة المصالح الإيرانية.
وسرّعت الولايات المتحدة هذا الشهر حركة السفن والقاذفات الأمريكية في الخليج العربي؛ تحسبًا لأي تصرفات هجومية من الجانب الإيراني.
وحسب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، فإن الولايات المتحدة لن تبدأ حربًا مع إيران، ولكن سيكون هناك رد قوي على أي هجوم يحدث، لافتًا إلى أن القوة النارية التي تنطلق باتجاه الخليج كانت تهدف إلى الردع.
ويبلغ مدى الصاروخ “كاتيوشا” 25 ميلًا، وتمتلكه العديد من الجماعات المدعومة من إيران والمصنفة كجماعات إرهابية، من قِبَل الولايات المتحدة وعدد من الدول العربية؛ مثل حزب الله اللبناني وحركة حماس.
حال العداء
وخلال العقود الماضية، استقرت الحال بين إيران والولايات المتحدة على العداء، حسب ما نشرته صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، التي أكدت أنه خلال الأشهر القليلة الماضية تصاعد التوتر بعدما طالبت واشنطن حلفاءها بقطع العلاقات الاقتصادية مع إيران؛ لترد طهران بتوجيه حلفائها بشن هجمات على مصالح الولايات المتحدة والأطراف الإقليمية المتحالفة معها؛ بما في ذلك إطلاق صواريخ نحو المملكة العربية السعودية.
ورأت “الإندبندنت” أن الهجوم الذي تم الأحد الماضي بصاروخ على مقر السفارة الأمريكية في بغداد، كان رسالة موجهة إلى الأمريكيين على الرغم من أنه ليست هناك أدلة كافية على أن الصاروخ كان يستهدف الموقع الذي أصابه بالفعل، وأنه لم يعلن أي طرف مسؤوليته عن الهجوم.