كريتر نت / رؤية
رغم اعتمادها ضمن بنود الدستور المغربي، قبل نحو 8 سنوات، ورسم القانون مراحل استخدمها، وكيفية إدراجها في الحياة العامة، وداخل المؤسسات الرسمية للمملكة، فقد احتفل الأمازيغيون بإقرار مجلس النواب المغربي، قبل خمسة أيام، للغة الأمازيغية كلغة رسمية في البلاد، بعد اتهامات أمازيغية للبرلمان بالتحايل و”افتقاد الشفافية” حيال تطبيقها بشكل رسمي.
فمن يكون “الأمازيغ”، وماذا تكون لغتهم، وما هو تاريخهم؟، في السطور التالية نعرض التفاصيل.
اللغة الأمازيغية
تُعرف الأبجدية المشتركة بين كل من “الأمازيغ” و”الطوارق” بمسمى “تيفيناغ”، والتي تعد واحدة من أقدم الأبجديات المعروفة في العالم، والتي تختلف بالمناسبة عن الأبجديتين العربية واللاتينية أيضًا.
منذ أكثر من 2000 عام قبل الميلاد، كانت اللغة “الأمازيغية” تستخدم من قبل سكان المنطقة الممتدة من غربي مصر القديمة وحتى جزر الكناري، ومن حدود جنوبي البحر الأبيض المتوسط وحتى أعماق الصحراء الكبرى الأفريقية في مالي والنيجر، من قبل سكان المنطقة في الموطن الأصلي لهم.
لم تسلم اللغة الأمازيغية من المتغيرات، قبل أن تستقر على شكلها الحالي، مرت بمتغيرات عدة خلال نحو خمسمائة عام، حيث كانت وسيلة مستخدميها في التعبير عن طقوسهم الثقافية والدينية والقومية.
مع دخول الدين الإسلامي، إلى منطقة الغرب والشمال الغربي من القارة الأفريقية، طرأ تغيير مميز على اللغة الأمازيغية، فتبنت نخبة منهم لغة المغاربة التي تجمع بين العربية والأمازيغية، فيما تبنى القاطنون بجزر الكناري اللغة الإسبانية، ومع هذا اعتبروا أنفسهم “أمازيغ” أيضًا.
وبشكلٍ عام، فإن اللغة الأمازيغية ترجع بالأصل إلى عائلة من اللغات الأفرو آسيوية، والمتصلة باللغتين المصرية والإثيوبية القديمة، وبداخل اللغة الأمازيغية ذاتها، لهجات عدة تختلف فيما بينها في النطق، إلا أن تشترك في بعض المفردات والقواعد.
معلومات أخرى
أما عن التقويم المتبع لدى الأمازيغ، فإنه يختلف كثيرًا عن التقويم الميلادي والهجري معًا، فرأس السنة الأمازيغية توافق الثالث عشر من شهر يناير من كل عام، فيما يوافق العام الحالي بحسب التقويم الأمازيغي عام 2969.
مع الانتشار الكبير للطابع العربي والإسلامي، في دول أفريقيا بشكل عام، والمناطق التي يقطنها الأمازيغ بشكل خاص، ومع اختفاء لغة الأمازيغ من التداول بشكل رسمي، إلا أن العادات والتقاليد والهوية الخاصة بالأمازيغ، ظلت محفوظة.
فقد اختفت اللغة الأمازيغية من التداول بين الأمازيغين أنفسهم لمدى زمني طويل، يرجع الفضل فيه إلى الطوارق، جراء انعزالهم داخل الصحراء الكبرى، حيث اعتمد الطوارق “الأمازيغية” لغة رسمية لهم منذ القدم وحتى وقتنا هذا.
ومن الجزائر، أُعيد إحياء اللغة الأمازيغية، خلال حقبة الستينيات من القرن الماضي، عبر “الأكاديمية الأمازيغية”، فيما يُحسب للأمازيغ مقاومتهم لعمليات التعريب للغة والثقافة، برغم حصر استخدامها، فحافظوا عليها من الاندثار.
أما في المغرب، فقد أعاد “المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية”، إحياؤها، وذلك عقب الاحتجاجات المعروفة بـ “حركة 20 فبراير” في عام 2001.
وقديمًا، أطلق على الأمازيغ مسمى “بربر”، والتي يُعتقد وفقًا لإحدى النظريات، أنها مشتقة من مصطلح “باربادوس”، والتي تعني “الأغراب” بحسب اللغة اليونانية.
فيما يشرح الأمازيغ أنفسهم، معنى كلمة “أمازيغ” بـ “النبيل الحر”، فيما يعتبرون أرض المغرب هي “أرض الأمازيغ”، فيطلقون على المملكة اسم “تمازيغت”.