كتب : فضل مبارك
ليش عندما تخرج مسيرة لصالح طرف ما يسارع الطرف الاخر الى شيطنتها وتخوين المشاركين فيها
.. لماذا تحرص طبول ومزامير هذا الطرف على اضفاء القداسة وروح الوطنية العالية على المشاركين في اي مسيرة او مظاهرة او محفل سلمي لصالح توجههم او من يتوافق مع هواهم او قل _ وربما هذا هو بيت القصيد _ من يعيد شحن نشاط هذا الفريق .. وفي لمح يصادرون هذه الحقوق على الغير من اتباع وانصار الطرف الاخر ولايذهبون الى مصادرة حق هذا الطرف الذي شرعوه لانفسهم في التعبير السلمي ( مع ان معظم ان لم يكن كل فعاليات التعبير السلمي هذه الايام تخرج عن جوهر السلمية واداب واخلاق الممارسة السياسية الحقة وتتعداها الى تجاوز الخطوط الحمراء بما ترفع من شعارات وما يردد فيها من هتافات وما تحملها بياناتها ) بل يتمادوا الى ماهو ابعد من ذلك بكيل تهم التخوين والعمالة على المشاركين وكيف انهم ذوي دفع مسبق ولايتورع هؤلاء وبعضهم للاسف يعدون من قوائم الصحافة والكتاب على ان يلصقوا بالمشاركين الذين لاياتون على هواهم او للمسيرات التي لاتدخل مزاجها بانها تبع الحزب الفلاني او الدولة العلانية ..
لم اعد اجد فيما ارى ماحولي خلال السنوات الاربع الماضية تحديدا شخصا نظيفا وفق منطق وقانون هؤلاء .. فكل طرف لطخ مايشاء ومن يشاء واصبح الكل ملطخ الا من ناء بنفسه وآثر بلع لسانه غيضا وكمدا بالامتناع عن ممارسة حقه في التعبير عن رأيه وموقفه خشية من ان تطاله تهم اقلها العمالة والارتزاق او يجد نفسه محشورا غصب عنه في نظر هذا الطرف في قوائم العدو الذي ينبغي سلخه وسحله والتربص به .
حاولت جاهدا مرارا وتكرارا ان اجد مبررا لمواقف هؤلاء وكيف لهم ان ينادوا بالديمقراطية والتعدد وقبول الاخر .. وكيف انهم في الممارسة عندما يكون الفعل لهم يتشبثون بهذا الحق ..ولكن عندما يكون الحال مغايرا ويصبح من قام بممارسة هذا الفعل السلمي والديمقراطي الطرف الاخر فانهم يرفضون التعاطي مع هذا الحق بل يعملوا على تاليب الناس عليه ويشيعون ان له اغراض ودوافع اخرى خفية وغير وطنية ترتبط باجندات قوى مشبوهة وخارجية .
متى نترفع عن صغائر الامور ونمارس الفعل الديمقراطي الذي نتمناه ونحلم به كما ينبغي ولو باقل قدر من اشتراطاته ..ومانرضاه لانفسنا نرضاه لغيرنا .. ولانشتط ونفجر في الخصومة ونبقي على شعرة معاوية بيننا وندرك ان الاختلاف لايفسد الود بيننا وان ماتراه صوابا ليس بالضرورة ان يكون خطاءا عند الاخر .. والممارسة السياسية بحر عميق متلاطم الامواج والتيارات . ومن طلع منه شرب .. ولنا في ماضينا القريب دروس وعبر وان من هو صديق اليوم قد يصبح غدا عدوا وهاهو من كان في طرف العدو بالامس قد غدى صديقا مقربا . وان المصالح في السياسة تتبدل على الدوام ..
مادفعني لهذا البوح متابعتي لمسيرة عتق الاسبوع ومسيرتي سقطرى الاسبوع الماضي واليوم .