كريتر/ متابعات
انطلقت في مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية بدبي مساء يوم الأربعاء 5 سبتمبر 2018 الندوة الأدبية الموسعة عن الشاعر اليمني الراحل عبد الله البردوني تحت عنوان (البردوني الشاعر البصير)، بحضور الأستاذ عبد الحميد أحمد أمين عام مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية والسفير محمد صالح القطيش القنصل العام للجمهورية اليمنية بدبي ولفيف من الأدباء والمثقفين من داخل وخارج الإمارات.
يشارك في الندوة نخبة من النقاد والكتاب والمفكرين العرب، وفي الجلسة الأولى التي أدارها الدكتور عمر عبد العزيز قدم الدكتور همدان دماج ورقة نقدية بعنوان (حياة البردوني وتعدد السمات الأسلوبية في شعره) وقف فيها عند محطات بارزة في حياة الشاعر وفي الخصائص الفنية المميزة لشعره، بينما قدم الروائي والناقد فيصل خرتش دراسة بعنوان (حياة وشعر عبد الله البردوني) وقارنها بطه حسين والمعري، وقد لقيت الورقتان صدى حوارياً من جمهور الندوة، حيث ناقشوا محتوى الورقتين بشكل مفصل مما أضفى على الندوة مزيداً من البريق.
وفي الجلسة الثانية التي أدارتها الكاتبة بدرية الشامسي، قدم الدكتور شهاب غانم ورقة بعنوان (الحس الفكاهي في شعر البردوني: قصيدتان عن اللصوص نموذجا) عرج فيها على محطات ساخرة من قصائده وقرأ قصيدة “لص في منزل شاعر” التي استحسنها الحضور. كما شارك الدكتور علي جعفر العلاق بورقة بعنوان (في لطائف القصيدة البردونية)، لكنه آثر أن يتركها لمن يريد الإطلاع عليها لاحقاً وقدم شهادة شخصية عن البردوني عندما جاء إلى مهرجان المربد في العراق عام 1971 وترك انطباعاً كبيراً آنذاك بين جمهور المهرجان.
وفي ختام اليوم الأول وقع الدكتور همدان دماج كتاب “وجع السكوت” وهو عبارة عن قصائد مختارة من شعر عبد الله البردوني أعدها وقدم لها الدكتور همدان زيد دماج، الذي أشار في مقدمة الكتاب إلى أن عملية انتقاء مختارات من بحر الإبداع البردوني الزاخر بالجواهر الشعرية، والذي يحوي أكثر من 400 قصيدة منشورة، لم يكن بالأمر السهل أبداً؛ ولهذا لن نستغرب إذا ما لامنا مُحبو شعره، لاستثناء هذه القصيدةٍ أو تلك، من هذه المختارات؛ فتجربة البردوني الشعرية، الممتدة لأكثر من نصف قرن، وما تخللها من تنوع وتجريب على كافة الأصعدة والأوجه، استطاعت أن تجذب إليها عدداً كبيراً من القراء، وأن تلامس ذوائقهم الشعرية على اختلافها”.
يذكر أن هذ الكتاب يأتي ضمن مشروع مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، الهادف إلى تزويد المكتبة العربية بكتاب نفد من المكتبات لكل فائز بالجائزة تعاد طباعته وفق معايير حديثة، وتقوم المؤسسة ضمن خطتها الرامية إلى نشر الثقافة وتعميم الفائدة بإهداء تلك الكتب لمن يرغب، وكذلك تزويد المكتبات العامة ومكتبات الجامعات بهذه الإصدارات.
فقد ضم الكتاب 55 قصيدة متعددة التوجهات ومقدمة وملحقاً عاماً باصدارات مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، وتصدرت الغلاف صورة الشاعر عبد الله البردوني بريشة الفنان علي المعمار وهي ذات الصورة التي تعرضها مؤسسة العويس في المعرض الدائم للفائزين.