كتب : احمد يسلم
كانت جداتنا عندما تعف لسانها متأففة عن ذكر مما لايستحقون الذكر بحشرهم في زاوية وعبارة (حيشيك )
. بالأمس سمعنا أحدهم من تلك( النامونة ) بضاعة سقط المتاع وجماعة ( حيشيك ) عندما أطل بوجهه نافثا بلسانه الوقح سيلا عبارات القدح بحق دولة الإمارات وقيادات المجلس الانتقالي بل و متشفيا بأستشهاد القائد الفذ أبو اليمامة ورفاقه جرا حادثة معسكر الجلاء .وشرطة الشيخ عثمان في يوم دام شهدته الحبيبة عدن .وقد بلغ بنا الحزن لخسارة كل هولاء الشباب الأبطال ومن بين ممن أعرفهم شخصيا الى جانب البطل ابو اليمامة كان صديق أولادي الشاب النبيل الشهم القائد سعيد حسين سعيد السعيدي رحمهم الله ورفاقه جميعا . وأسكنهم فسيح جناته .
وعود على بدء .أقول: إن مصيبة الأوطان تكمن في الفئة التي تجمع بين العهر السياسي والأخلاقي من على شاكلة اليماني وجنسه
كان مؤسس علم الاجتماع أبن خلدون أول من نبه إلى خطورة فئة السفلة والسفهاء وخصوصا اذا أصبحوا من ذوي المناصب والوجاهات . ذلك أن عقدة النقص والدونية ترفض مغادرة أنفسهم كمايقول . وفي نهاية المطاف كانوا سببا في سقوط العروش وانهيار الدول .
تماما بالضبط كما ما أعتمد نظام عفاش وفعل في الكثير من مهام حكمه على مثل هولاء . لما لا وقد جعلهم جزء من منظومته اعتقادا منه في قهر خصومه السياسيين وهو ما رأيناه عندما سرعوا بسقوط عرشه ودولة حكمه وهو الذي تبدل في عهده التعيس مفهوم السياسة في اليمن إلى مايعني الغش والكذب والخداع والتزييف والمخاتلة والمغالطة والفهلوة وكل ماله علاقة بمبادئ السقوط والمسقاطة السياسية والمجتمعية معا .
سقط عفاش ونظامه فيما ظل هولاء من مخلفاته النتنة على سجيتهم لايبارحون الوسط الذي تربوا وترعرعوا فيه ابدا ومطلقا يسوقون أنفسهم بعرض بضاعتهم السوقية لكل حاكم جديد أومتسلط قادم حتى يلتقطهم كلقائط ضمن أسلحته القذرة . فكل اناء بما فيه ينضح كما قالت العرب . وبالمناسبة .فتاريخنا العربي يعج بمثل هولاء وعدالة الحاكم وسلامة حكمه كانت تتحدد بموقفه من هولاء ولنا في الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه خير دليل عندما اشترى لسان الحطيئة ومنعه من هجاء الناس حتى ألقى به في قعر مظلمة . وبموت عمر بن الخطاب ومن يومها عاد الحطيئة وعاد معه سفلة القوم تباعا حتى كان آخرهم قد اطل علينا بعد مجزرة الخميس الدامي في عدن يلهج بمفردات لغة كلها حقارة وسفالة وسقوطا .