كتب : الدكتور محمد علي السقاف
ربما كنت من أوائل من انتقد سياسة التوطين التي نفذها صالح بخبث وشجعت عليها قيادات حزبية متأسلمة هي جزء من الشرعية الان ان لم تكن هي المسيطرة عليها والجنوبيون فيها ليسوا الا الوجه المظلم والمخفي من قمر الشرعية
لاشك ان الأحداث الأليمة. التي جرت في عدن هي وراء دعوات المطالبة بالانتقام ومن من اصحاب البسطات من البسطاء الذين يتم طردهم من عدن بينما الرؤوس العسكرية الكبيرة من الشماليين يسرحون ويمرحون في عدن ولهم معسكراتهم في قلب عدن !
الالم عميق بالاغتيال الذي طال الشهيد ابو اليمامة وذكريات مع حدث في حرب ٩٤ لاتزال حاضرة في الذاكرة الجنوبية
واشير هنا ماحدث مع استقلال الجزائر والذي كانت جزءا من فرنسا محافظة من محافظاتها ولاتعتبر مستعمرة تم تهجير مئات الآلاف من الفرنسين المستوطنين فيها الي فرنسا بما فيهم الجزائريين الذين تعاونوا مع الجيش الفرنسي ضد بلدهم الأصل وهؤلاء مثلوا اكثر المجموعات حقدا علي الجزائريين والعرب عامة فهل نحن نريد بطرد اليمنيين تكرار المأساة ذاتها في علاقتنا المستقبلية مع الشمال والتي نزعم اننا نريد عند استعادة دولتنا ان نعيش معهم بسلم وإخاء. وامان ؟؟
علينا ان نبحث عن سياسة اخري اكثر فعالية وذكاء من سياسة الطرد الجماعي وسؤ المعاملة ولعل احد ي الأدوات إحياء جهاز مخابرات الجنوب ان تبقي منهم او جهاز جديد مع إليات إعلامية توجه رسائل للشماليين ان طرد البعض وتهجيرهم الي مناطقهم ليس موجه ضدهم وإنما للبعض منهم ولدواعي أمنية بحتة بأمل عند استعادة دولة الجنوب يتم تطبيع العلاقات علي أسس جديدة
لان في ظل وجود نظام ديمقراطي ولو مزيف من أسيئت معاملته الان غداً سيكون الأكثر عداءا للجنوب وفي المدي القصير سيقفون ضد مطالب الجنوب للاستقلال
العالم ينظر إلينا وعلينا ترجيح العقل والحكمة حتي لايشكك الإقليم و العالم بقدرتنا في ادارة دولة مسالمة لن تكون مصدر عدم استقرار في المنطقة الهامة للعالم
الدكتور محمد علي السقاف