مسعد عكيزان
ماذا تريدي مني أيتها الأيام؟!
وإلى أي مدى تستعر رغبتك في أن أتبعك ذليلا في طريق لا يقود الا إلى العدم، ولا يمنح غير النسيان!
هل أعلل نفسي بمقابسات التوحيدي، أم هذيان ابن رشد، وأمضي في عالم يكفر بالمنطق ويجحد بالعقل ومسوغاته، وأكابر منتصبا في وجه رياح عاتية تقتلع الأشجار الشاهدة على تتابع السنين، ومرور الأحداث!
أي وجع يشكل هذه الكلمات، وأي رغبة تدفع لتسطير الألم؟!
هل يتوجب علي إراقة ماء وجهي لترضي عني وتهديني لسبيل واحد لفرصة حياة كريمة؟!
وهل يتوجب أن تتحور عظمة العصص لتبرز نتوءا ينمو مع الأيام لأستطيع تحريكه كلما أردت إرضاء من انتخبهم صلفك وقلدهم حق تقرير مصائر غيرهم؟!
وهل يتوجب أن أضع على ذلك الوجه المجفف أقنعة مختلفة حسب ما تتطلبه الظروف!
ذقت مرارات الزمن كلها فلم أجد أشد مرارة من الحاجة للغير في زمن يشح فيه وجود أدنى شعور بالآخر.
تصفعني مواقفك أيتها اللعينة حين تذكرني عبارة عارضة ـ تلقى بعفوية ـ أن ركبك قد فاتني ومضى بعيدا دون رجعة.
تذكرني أيضا اجتياحات نهاراتك الجارفة على سواد سنوات يافعة أهدرتها في مصارعتك بحثا عن ذاتي المسلوبة مني قسرا.
لا زلت أكافح حتى اللحظة لأتغلب عليك وأعلن لك أني ما زلت قويا، ولم يحن الوقت بعد لإعلان الهزيمة ما دام في العمر بقية.
ومع ذلك .. أتيقن كل يوم أنه من الصعب جدا إرضاءك، أو الحصول على بسمة عابرة من شفتيك اللتين تقطران دما.
الأربعاء 7أغسطس2019م