كريتر نت /
استمرار الاحتجاجات في هونغ كونغ للأسبوع الـ11 على التوالي، بثّت وسائل إعلام صينية رسمية مقاطع فيديو تظهر أعداد كبيرة من القوات الصينية شبه العسكرية، محتشدةً على بعد نحو 30 كيلومتراً من هونغ كونغ، في مدينة شنزن، في مؤشّر لاحتمال تدخّل حكومة الصين المركزية عسكرياً لردع معارضيها.
وأتى ذلك بالتزامن مع تعليق أو إلغاء مئات الرحلات في مطار هونغ كونغ الدولي لليوم الثاني على التوالي، بسبب تجمّع المحتجين فيه، وذلك على الرغم من تحذير رئيسة السلطة التنفيذية في هونغ كونغ كاري لام من مغبة سلوك “طريق اللاعودة”.
“أمر سيء للغاية على وشك أن يحصل”
ووصف الإعلام الصيني الرسمي الحشود العسكرية في شنزن بالاستعدادات “كما يبدو لاتخاذ إجراءات واسعة النطاق”. وفي هذا السياق، رأى المستشار السياسي للجنة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي ألكسندر كروس أن هذه الخطوة مؤشر إلى أن “أمراً سيئاً للغاية على وشك أن يحصل”.
وفي وقت سابق الاثنين، ندّدت السلطات في بكين بالمتظاهرين “العنيفين” الذين رموا زجاجات حارقة على عناصر الشرطة، معتبرةً أن ذلك مؤشر على “إرهاب”.
وفي هذا السياق، اعتبر آخر حاكم بريطاني لهونغ كونغ كريس باتن، في حديث لإذاعة “بي بي سي”، أن اتخاذ السلطات الصينية إجراءات عسكرية لقمع التظاهرات المؤيدة للديمقراطية سيكون “كارثة للصين وهونغ كونغ”، داعياً إلى “عملية مصالحة”.
تعليق الرحلات في المطار لليوم الثاني
وفي اليوم الخامس من تعبئة غير مسبوقة في مطار هونغ كونغ، الثلاثاء، اعترض المحتجون طريق مسافرين في ممرّات تؤدي إلى قاعات المطار، في واحد من أكثر المطارات ازدحاماً في العالم. وإثر الفوضى، عُلّقت بعد ظهر الثلاثاء كل إجراءات تسجيل ركاب الرحلات المغادرة، بعدما وضع آلاف المحتجين، مرتدين اللون الأسود، حواجز، مستخدمين عربات الأمتعة لمنع الركاب المسافرين من عبور بوابات التفتيش الأمني. وجاء ذلك غداة إعلان إدارة المطار، يوم الاثنين، إلغاءً كاملاً وغير مسبوق للرحلات المغادرة والقادمة جراء تظاهرة حاشدة في المطار أيضاً.
وتعليقاً على الاحتجاجات، أمل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في تصريح للصحافيين في نيوجيرسي الثلاثاء، بألا يسقط قتلى في هونغ كونغ، قائلاً إن الوضع في هذه المنطقة “حساس جدا… وآمل أن يحل سلمياً ولا يلحق الأذى بأحد ولا يسقط أحد قتيلاً”.
وتأتي هذه التحرّكات بعد إشارات متزايدة وجّهتها الصين بشأن وجوب انتهاء الاضطرابات المستمرة منذ 9 يونيو (حزيران)، التي بدأت احتجاجاً على مشروع قانون يسمح بتسليم مطلوبين إلى الصين، ثمّ تحولت إلى احتجاجات مطالبة بمزيد من الحريات ومنددة بتدخل بكين في الشؤون الداخلية وباستخدام العنف من قبل الشرطة في قمع المتظاهرين. وتشهد المستعمرة البريطانية السابقة أسوأ أزمة سياسية منذ إعادتها إلى الصين عام 1997.
وصباح الثلاثاء، عقدت رئيسة السلطة التنفيذية مؤتمراً صحافياً حذّرت فيه من عواقب خطيرة في حال لم يوضع حدّ لتصاعد العنف، قائلةً “العنف، سواء كان الأمر استخدام العنف أم التغاضي عنه، سيدفع هونغ كونغ إلى طريق اللاعودة، وسيغرق مجتمع هونغ كونغ في وضع خطير للغاية”. أضافت “الحال في هونغ كونغ في الأسبوع الفائت جعلتني قلقة جداً من أننا وصلنا إلى هذا المنعطف”.
الأمم المتحدة تدعو إلى تحقيق بأعمال العنف
المتحدث باسم المفوّضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشليه عبّر الثلاثاء عن القلق إزاء استخدام القوة ضدّ المحتجين ودان “كل أشكال العنف”. ودعا إلى “تحقيق عاجل ومستقل وحيادي” في التقارير عن استخدام الشرطة قوة مفرطة ضد المتظاهرين.
وذكّر بأن الحق في حرية التعبير والتجمع السلمي، والحق في المشاركة في الشؤون العامة، حقوق معترف بها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وفي القانون الأساسي المعمول به في هونغ كونغ، مشيراً إلى أن لدى مكتب المفوضة “أدلة موثوقة تظهر أن عناصر أمن استخدموا أسلحتهم بطريقة تحظرها المعايير الدولية”. وذكر على سبيل المثال، إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع “في مناطق مأهولة بالسكان ومحصورة، مباشرة على متظاهرين… مع خطر كبير بوقوع قتلى أو إصابات خطيرة”.
وأضاف المتحدث باسم باشليه أن “المكتب يطلب بإلحاح من السلطات في هونغ كونغ إجراء تحقيق فوري في هذه الحوادث… وممارسة ضبط النفس حتى تُحترم حقوق الذين يعبرون عن آرائهم بطريقة سلمية وتحظى بالحماية”.