بقلم/ مسعد عكيزان
أصبح عالمي محصور بين الأوراق
هكذا رأيت، أو هكذا شعرت.
نعم هكذا شعرت، فلم يعد تجاه ما ألاقيه من تبلد إلا التوجه بمشاعري لأولئك الذين يعيشون في عالم الورق، أتنفس هواءهم، أتنقل معهم، وأسافر بحرية بدون عوائق أو محددات لأي زمن وأي مكان أردت، ما علي سوى أن ألبس نظارتي وأنطلق في رحلة لا أدري كم تستمر، ولا أدري أيضا هل أعود منها أم يأسرني رفقائي فيها ويفضلون عدم عودتي مجددا.
كم هو رائع جدا أن يشاركك الآخرون مشاعرهم، ويبثون لك أوجاعهم بهدوء وسكينة تشعرك أنك أقرب قريب لهم.
هل من الضرورة أن ينسلخ الإنسان عن ذاته لكي يشعر هكذا شعور؟!
وهل من الجائر ألا يجد ذلك الكم من المشاعر التي تستدعي دموعه لتنهمر راوية قصص أحزانه وآلامه ومعاناته لأناس يعلم علم اليقين أنهم لا يسمعونها؟!
البارحة أحسست أن العالم بات أضيق من أن يتسعني، وأجفل النوم رغم إرهاقي الشديد بعد نوبة زكام شديدة استمرت لمدة أسبوع استنفدت كل طاقتي، وأشعرتني بالوهن الشديد.
من الصعب جدا احتمالك موت الكلمات بجوفك خرساء لم تجد لها مجالا ليقينك أنها ستتبخر في الهواء حال خروجها من شفتيك.
أي شقاء ذلك الذي يجعلك تتخبط في متاهة لا مخارج لها، تتداخل وتتشعب وتتقاطع طرقاتها لتجد نفسك كلما قطعت بها شوطا طويلا تعود إلى نقطة الانطلاق!
وحدها الأوراق كفيلة بانتشالك من هذا الحضيض، ورفعك عاليا إلى مصاف النجوم.
أوراق العملة أيضا باستطاعتها أن تسخر وتوفر لك ما أردت، غير أنها تبقى بالأخير مادة بلا روح.
أوراقي مختلفة عنها يا أصدقائي
أظنكم تعرفونها جيدا
تلك هي عالمي المفضل.
ـــــــ
يجثو الحنين على مصاطب لهفتي
يرنو إلى الأفق الملطخ باحمرارٍ
من دمائي
يستبيح سكوني الموسوم من أسفي
يسآئلني
عن الأحلام
عن وطن طوته يد الغياب!!
يا ليل ما أقساك؟!
تجرحني
وتسألني بلهجة مشفقٍ..
لماذا الانتحاب؟!
يا ليل لا تسأل
ودع للنفس خلوتها
وللأحلام هجعتها
للهجر أسرار
وللأيام أنفاس ُالنواح
الجمعة 23 أغسطس 2019م