كريتر نت / *كتب/محمد مرشد عقابي:*
يقول السفير السوري السابق لدى باكستان بهاء الدين الأميري حينما كنت سفيرا لسوريا في باكستان
ﺍﻟﺘﻘﻴﺖ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﺿﻞ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮﻱ ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺃﺷﻚ ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﺣﺪ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻷﺛﺮﻳﺎﺀ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺣﻜﻤﺎً ﺃﻓﻀﻞ ﻭﺻﻼﺣﻴﺔ ﺩﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺃﻭﺳﻊ ﻓﻲ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ وﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻣﻌﺘﺠﺮﺍً ﻋﻤﺎﻣﺘﻪ ﻭﻻﺑﺴﺎً ﺛﻮﺏ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ اﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﻣﻦ ﻓﻮﻗﻪ ﻳﺘﻤﻨﻄﻖ ﺑﺤﺰﺍﻡ ﺃﺑﻴﺾ ﻳﻌﻠﻮﻩ ﺣﺰﺍﻡ ﺍﻟﺠﻨﺒﻴﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺗﻔﺎﺭﻗﻪ ﻭﻛﻨﺎ ﻧﻠﺘﻘﻲ ﻓﻲ ﻣﻘﺮ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﺎﻛﺴﺘﺎﻧﻴﺔ من ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﻧﺰﻭﻻً ﻭﻛﺎﻥ ﺩﺍﺋﻢ ﺍﻟﻄﺮﺡ ﻟﻘﻀﻴﺔ ﺑﻠﺪﻩ ﻭﻋﺰﻟﺘﻬﺎ ﻭﻛﻨﺖ ﺃﺣﺲ ﺑﻤﺮﺍﺭﺓ ﻻ ﺗﺨﺘﻔﻲ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺄﻟﻢ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﻤﻌﺰﻭﻟﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ وﻛﺄﻥ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻳﻘﻒ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻻ ﻳﺤﺮﻙ ﺳﺎﻛﻨﺎً ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﻧﻮﺩﻉ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭﻳﺬﻫﺐ ﻛﻞٌّ ﻣﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺷﺌﻮﻧﻪ، ﻭﺫﺍﺕ ﻣﺮﺓ ﻭﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺑﺤﻜﻢ ﻋﻤﻠﻲ ﻛﺴﻔﻴﺮ ﻟﺴﻮﺭﻳﺎ ﻟﻤﺤﺖ ﺷﺨﺼﺎً ﻳﻠﺒﺲ ﻛﺎﻟﺰﺑﻴﺮﻱ ﻭﻟﻢ ﺃﻟﺤﻆ ﻭﺟﻬﻪ ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﻤﻞ ﺷﻮﺍﻻً ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻪ ﻓﺄﻭﻣﺄﺕ ﻟﻠﺴﺎﺋﻖ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻷﺭﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﻭﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﻣﺴﺘﻌﺪﺍً ﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺬﻫﻮﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﺮﺗﻨﻲ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻳﺤﻂ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻮﺍﻝ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻪ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻪ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮﻱ ﻟﻴﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﺨﺮﺩاﻭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺴﺎﻭﻱ ﺷﻴﺌﺎً ﻟﻴﻘﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻟﻴﺒﻴﻌﻬﺎ ﻓﻼ ﻳﻌﻠﻢ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺃﺻﺎﺑﻨﻲ ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺫﻫﻮﻝ ﻭﺻﺪﻣﺔ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ فكنت اتساءل ﺃﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮﻱ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻡ ﺧﻴﺎﻻ؟ ﺃﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻤﻞ ﻫﻢ ﺃﻣﺔ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ، ﺃﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﺮﺅﺳﺎﺀ وﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﺴﻔﺮﺍﺀ ﻭﻻ ﻳﺸﻚ ﺃﺣﺪ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﺛﺮﻳﺎﺀ ﺍﻟﻴﻤﻦ، ﻓﺄﺷﺮﺕ ﻟﻠﺴﺎﺋﻖ ﺑﺎﻟﺬﻫﺎﺏ ﻭﺃﻛﻔﺄﺕ ﺑﺮﺃﺳﻲ ﻟﻜﻲ ﻻ ﻳﺮﺍﻧﻲ ﻓﺮﺟﻌﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻭﺣﻴﻦ ﺗﻘﺎﺑﻠﻨﺎ ﻛﻌﺎﺩﺗﻨﺎ ﻓﻘﺪ ﺃﺻﺒﺤﻨﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﺧﻮﻳﻦ ﺣﻤﻴﻤﻴﻦ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻓﺄﻋﻄﺎﻧﻲ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺍﺳﺄﻝ ﻋﻨﻲ ﻭﺳﻴﺪﻟﻚ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ ﻫﻨﺎﻙ، ﻓﺬﻫﺒﺖ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ ﻭﺳﺄﻟﺖ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﻓﺄخبرﻧﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻧﻪ ﻳﻮﺟﺪ ﻳﻤﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻮﺵ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭ ﻓﻘﻠﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺴﻜﻦ ﻓﻲ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ فذهبت ﺇﻟﻰ اﻟﺤﻮﺵ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻪ ﺣﻮﺵ ﺧﺎﻝٍ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺑﻨﺎﺀ ﺇﻻ ﺑﻨﺎﺀ ﺻﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﻴﺢ ﺍﻟﺰﻧﻚ ﻟﻪ ﺑﺎﺏ ﺧﺸﺒﻲ ﻣﻐﻄﻰ ﺑﻘﻄﻌﺔ ﻗﻤﺎﺵ ﻳﺴﻤﻴﻬﺎ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻮﻥ ﻓﻮﻃﺔ ﻓﻠﻢ ﺃﺻﺪﻕ ﺃﺑﺪﺍً ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮﻱ ﻳﺴﻜﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺃﻥ ﺃﺳﺄﻝ ﻣﻦ ﻳﺴﻜﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻮﺥ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻧﻚ ﻓﻨﺎﺩﻳﺖ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺼﻔﻴﺢ فردت ﻋﻠﻲ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻓﺴﺄﻟﺘﻬﺎ ﻋﻦ ﻣﻨﺰﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮﻱ ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻫﻮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺖ ﻓﻴﻪ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺼﻮﺕ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮﻱ ﻳﻨﺎﺩﻳﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﺻﻨﻌﺎﻧﻴﺔ : ﻣﺎﻟﺬﻱ ﺍﺩّﺍﻙ ﻻ ﻫﺎﻧﺎ ﻳﺎ ﺟﻨﻲ؟ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ : إﻧﻪ ﻳﻮﻡ ﺟﻤﻌﺔ ﻭﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﻧﺬﻫﺐ ﺳﻮﻳﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﺧﻦ ﻓﻘﺎﻝ : ﺍﻧﺘﻈﺮﻧﻲ، ﻓﺎﻧﺘﻈﺮﺗﻪ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﻤﻨﻴﺖ ﺃﻧﻨﻲ ﻟﻢ ﺁﺕ ﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎ وﻇﻨﻨﺖ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺃﺻﻴﺐ ﺑﺤﺮﺝ ﻛﺒﻴﺮ ﺛﻢ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﻋﺰﻡ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﺪﺧﻠﺖ ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺑﻴﺖ اﻟﺼﻔﻴﺢ ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺳﺮﻳﺮ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺣﺒﺎﻝ ﻣﺸﺪﻭﺩﺓ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺟﺪﺍﺭ ﺍﻟﺼﻔﻴﺢ ﺇﻟﻰ ﻃﺮﻓﻪ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻜﻴﺲ ﺍﻟﺸﻮﺍﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﻤﻠﻪ باﻷﻣﺲ ﻭﻓﻴﻪ ﺍﻟﺨﺮﺩﺓ ﻟﻠﺒﻴﻊ ﻓﻠﻢ ﺃﺳﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﺃﺧﻔﻲ ﺩﻫﺸﺘﻲ ﻭﺻﺪﻣﺘﻲ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ ﺑﺼﻮﺕ ﻭﺍﺛﻖ ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻪ ﺑﺸﻲﺀ ﻟﻌﻠﻚ ﺗﻔﺎﺟﺄﺕ ﻣﻤﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﻌﻴﺶ ﻟﺰﺧﺮﻑ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺯﻳﻨﺘﻬﺎ ﻧﺤﻦ ﻧﺤﻤﻞ ﻫﻤّﺎً ﻻ ﺗﻨﻔﻊ ﻣﻌﻪ ﺭﺍﺣﺔ ﻭﻻ ﻳﻄﻴﺐ ﻣﻌﻪ ﻋﻴﺶ ﻳﻜﻔﻴﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻘﻤﺔ ﺗﻘﻴﻢ ﺻﻠﺒﻲ ﻭﺃﻡ ﻋﻤﺮﺍﻥ (زوجتي) ﻭﻟﻮ ﺃﺭﺩﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻜﺎﻧﺖ اذرعها ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻟﻲ ﻓﻲ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻹﻣﺎﻡ، ﻭﺳﺒﺐ ﺗﺄﺧﺮﻩ ﻓﻲ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻡ ﺑﻐﺴﻞ ﺛﻮﺑﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﺒﺴﻪ ﻭﻻ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﻏﻴﺮﻩ ﻓﺎﻧﺘﻈﺮﻩ ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺒﺢ ﺟﺎﻫﺰﺍً ﻟﻠﺒﺴﻪ ﺛﻢ ﻓﺘﺢ ﻟﻲ ﺍﻟﺒﺎﺏ، قوم إذا غسلوا الثياب رأيتهم لبسوا البيوت وزرروا اﻷبواب، ﺍﻧﺘﻈﺮﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺒﻌﻴﻨﻲ ﻭﺯﺍﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻈﻤﺔ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻲ وﺯﺍﺩ ﺇﻛﺒﺎﺭﻱ واجلالي ﻟﻪ ﺃﺿﻌﺎﻓﺎً ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ، ﺃﻱ ﺭﺟﻞ ﻳﺤﻤﻞ ﻫﻢّ ﺃﻣﺘﻪ ﻭﻳﺮﺿﻰ ﻣﻦ ﻋﻴﺸﺘﻪ ﺑﺎﻟﻴﺴﻴﺮ، ﺃﻱ ﺭﺟﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﻠّﻖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺯﻳﻨﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺑﺮﺗﺒﺔ ﺃﻣﻴﺮ ﻣﻘﺎﻡ؟ ﺇﻧﻬﺎ ﻋﻈﻤﺔ ﺭﺟﺎﻝ ﻳﺼﻨﻌﻮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﻭﺣﻴﻦ ﻭﺻﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺴﻤﺎً ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻑ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻭﻟﺠﺖ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﻣﻦ ﻏﺮﻓﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻠﺞ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮﻱ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻪ ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﺣﺴﻪ ﻗﺪ ﺩﺧﻞ ﻭﺃﻏﻠﻖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻏﺮﻓﺘﻲ ﻭﺗﺤﺴﺴﺖ ﺣﺰﺍﻣﻪ (ﺍﻟﻤَﺴْﺒَﺖ)ﻓﻮﺟﺪﺕ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺴﺎﻭﻱ ﺣﺘﻰ ﺭﻭﺑﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﺪﺳﺴﺖ ﻓﻴﻪ 100 ﺭﻭﺑﻴﺔ ﻭﻋﺪﺕ ﺳﺮﻳﻌﺎً ﺇﻟﻰ ﺣﺠﺮﺓ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺤﺲ ﺑﻲ ﻷﻧﻲ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﺪﻯ ﻋﺰﺓ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﺍﻧﺘﻈﺮﺕ ﺣﺘﻰ ﺧﺮﺝ ﻗﺒﻠﻲ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺼﻴﺢ ﺑﻲ ﻫﻴﺎ ﺍﺧﺮﺝ ﻳﺎ ﺟﻨﻲ ﺃﻭ ﻗﺪ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﺟﻨﻴﻪ ﻋﻨﺪﻙ ﻓﺨﺮﺟﺖ ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ ﻭﺃﺧﺬﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﻳﺴﻜﻦ ﻭﻋﺪﺕ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻲ ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﺇﻻ ﻭﻗﺖ ﻗﺼﻴﺮ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺎﻟﺒﺎﺏ ﻳﺪﻕ ﻓﻔﺘﺤﺖ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻪ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮﻱ
ﻳﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﻔﻠﻮﺱ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻭﺑﺪﻭﻥ ﻣﻘﺪﻣﺎﺕ ﺍﺧﺘﺮ ﺃﻧﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﻠﻮﺱ! ﻓﺤﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﺃﺑﺪﻱ ﻟﻪ ﺃﻧﻨﻲ ﻻ ﺃﻋﻠﻢ ﻋﻨﻬﺎ ﺷﻴﺌﺎً، ﻓﻘﺎﻝ : ﻻ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﻻ ﺃﺣﺪ ﺳﻴﻀﻊ ﻣﺎﻻً ﻓﻲ ﺟﻴﺒﻲ غيرك، ﻭﻟﻢ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺃﻱ ﺭﺩ ﺑﻞ ﺭﻣﺎﻫﺎ ﻭﻭﻟﻰ مدبراً، ﻓﻠﻢ ﺗﺮﻗﻨﻲ ﺣﺴﺎﺳﻴﺘﻪ ﺍﻟﻤﻔﺮﻃﺔ ﺇﺯﺍﺀ ﺫﻟﻚ ﻭﻧﺤﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺇﺧﻮﺓ ﻓﺘﺒﻌﺘﻪ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ ﻳﺄﻛﻞ ﻏﺪﺍﺀﻩ ﺧﺒﺮ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﺎﻱ ﻓﻘﻂ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ : ﻧﺤﻦ ﺇﺧﻮﺓ ﻭﻣﺎ ﻳﺠﻤﻌﻨﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻼ ﺗﺠﻌﻞ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺗﻜﻠﻴﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺎﺕ ﺩﻋﻨﺎ ﻧﺘﺸﺎﺭﻙ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺳﻮﻳﺎً ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ : ﺇﺫﺍ ﺍحتجت ﺳﺂﺗﻲ ﺇﻟﻴﻚ ﻭﺳﺄﺳﺘﻠﻒ ﻣﻨﻚ وﻟﻜﻦ ﻣﺴﺘﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ، ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺮﻓﺎﻋﻰ : ﻛﻨﺖ ﺳﻔﻴﺮﺍً ﻓﻲ ﻛﺮﺍتشي ﻭﻳﺠﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺰﺑﻴﺮﻱ ﻭﺍﻷﻣﻴﺮﻯ ﻭﻛﻨﺎ ﻛﻠﻤﺎ ﺩﻋﻮﻧﺎ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮﻱ ﻟﻴﻔﻄﺮ ﻣﻌﻨﺎ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻳﻌﺘﺬﺭ ﻭﻳﺘﻤﻨﻊ ﺣﺘﻰ ﻋﺒﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻋﺘﺬﺍﺭﻩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﻓﻘﻠﻨﺎ ﻟﻪ ﻣﺘﻰ ﻧﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﻃﻌﺎﻡ ﺍﻹﻓﻄﺎﺭ معاً؟ ﻭﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺟﺎﺀني ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻷﻣﻴﺮﻱ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺇﻧﻪ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺗﺠﻮﻟﻪ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﻛﺮﺍتشي ﺷﺎﻫﺪ شخصاً ﻳﺤﻤﻞ ﺻﻨﺪﻭﻗﺎً ﻭﻳﺒﻴﻊ ﺍﻷﻗﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﺗﻴﺢ ﻭﺍﻟﺨﺮﺩﻭﺍﺕ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻓﻠﻤﺢ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﺎﺋﻊ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮﻱ ﻓﺘﻘﺪﻡ ﺇﻟﻴﻪ ﺳﺎﺋﻼً ﻣﺎ ﻫﺬﺍ؟ ﻓﺮﺟﺎﻩ اﻟﺰﺑﻴﺮﻱ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﻢ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻭﺫﻛﺮ ﻟﻪ ﺃﻧﻪ ﻳﺘﺒﻊ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﻟﻴﺴﺘﻌﻴﻦ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺻﺒﺮ ﺗﻄﻠﻌﺎً ﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺨﻼﺹ ﻭﺍﻟﻐﺪ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ
ﻟﻤﻮﻃﻨﻪ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ، ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﻋﻈﻤﺔ الرﺟﺎل الباحثين عن الحرية والعزة والكرامة، فهل آن الآوان لشمال اليمن ان ينجب خيرة الرجال من امثال هذا القامة النضالية الباسقة التي سجلت حضورها المتميز على صفحات التاريخ، او ان هذا البلد قد تحول الى مصدراً لتفريخ المستعمرين ومنجماً للطامعين بحقوق الآخرين، هل تحول هذا البلد العربي بعدك يا الزبيري مصدراً لتهديد حياة الشعوب العربية المجاورة إشباعاً لرغبات ونزوات ذات ابنائه الخبيثة، نأمل ان يحتذي ابناء العربية اليمنية بأسلافهم من امثال هذا الوطني الثائر والمخلص في السير على خطاه بحثاً عن الحرية وللخلاص من حياة العبودية والظلم والإذلال التي تمارس عليهم من قبل عصابات الإمامة والكهنوتية البغيظة، نتمنى منهم ذلك بدلاً من توجيههم لبوصلة العدوان وفوهات البنادق صوب إشقاقهم العرب في الدول المجاورة لهم من كل ناحية والتي تأتي في الغالب ترجمة لمشاريعهم الإستعمارية طمعاً في ثروات هذه البلدان في وقت نسوا فيه عدوهم الكهنوتي الأول، ولله في خلقه شؤون.