كتب / رائد الجحافي
هاهو العام الخامس من الحرب يتدحرج في نصفه الثاني ومعه تزداد اوضاع الأهالي صعوبة وتعقيدا، فالمجاعة اضحت سيد الموقف والأمراض تنتشر بشكل كبير والموت لا سواه هو المخرج للجميع.
وقد سارعت الكثير من المنظمات والمؤسسات الإنسانية والاغاثية الى طرح برامجها لمساعدة السكان ورغم المبالغ المالية الكبيرة التي يجري اعتمادها لتمويل تلك البرامج إلا ان نتائج ما تصل إليه ليست ناجحة في أغلب الأحوال، فالاستهداف المناطق يتم بصورة عشوائية وفي كل مرة يتم طرح استراتيجيات اغاثية فاشلة لا تلبي حاجة سكان تلك المناطق ولا تعالج ابسط مشاكللهم واحيانا بل غالبا ما ينتهي برنامجها بٱثار سلبية تتركها في نفوس المستفيدين الافتراضيين من تلك المشاريع.
مشاريع وبرامج لا تتواكب مع حاجة المواطنين في هذه أو تلك المنطقة، فالمنطقة التي تعاني من انعدام مياه الشرب تنال مشروع دعم التعليم وترميم المدارس التي ليست بحاجة للترميم، وتلك المنطقة التي ليست لديها طرق تصلها بالمحيط وتعاني من انعدام المواصلات بسبب انعدام الطرق تجدها محل اهتمام اغاثي جاء لتوزيع ادوات النظافة وادوات نسائية خاصة جدا.
هذا ناهيك عن أشد صور الفساد الذي يمارس من قبل القائمين على المنظمات التي تقدم الغذاء أو الأدوية والتي يلجأ أصحابها الى شراء مواد غذائية منتهية الصلاحية ويصبِح المواطن عرضة للمرض بسبب تناولها.
*نماذج..*
مديرية جحاف الواقعة على سلسلة جبل شاهق يعاني سكانها البالغ عددهم اكثر من ثلاثين الف نسمة كافة صنوف البؤس بسبب جغرافية وتضاريس الجبال التي تخلو من الطرق وبسببها ولدت أشكال المعاناة الاخرى، هذه المديرية التي تحتاج لمن يستكمل لها انجاز ما تبقى من مشروع الطريق الرئيسي الذي يربطها بالعالم الخارجي لم تجد مناشدات سكانها اي اذان صاغية لهم بما فيها تلك المنظمات التي امطرتها بمشاريع لا تلامس حاجة الأهالي وتغاضت عن المشروع الحقيقي المتمثل في استكمال الطريق الذي لا يتجاوز طوله العشرة كيلو مترات ولا يحتاج إلا توفير بعض المواد وبمساهمة الأهالي سيتم انجازه في وقت وجيز وبتعبيد الطريق سينهي الجزء الأكبر من معاناة السكان الذين سيتمكنون من جلب السلع الغذائية ومواد البناء بأقل التكاليف وسيتمكن الالاف من الشباب والفتيات من مواصلة دراستهم الجامعية وسيذلل الكثير من الصعوبات التي يعانونها.
رسالة إلى المسئولين في المكتب الأقليمي للأوتشا وغيرهم من المسئولين والقائمين على المنظمات الإنسانية والاغاثية وغيرها من المؤسسات الداعمة والمانحة للمشاريع الخيرية والانسانية باعادة النظر الى هذا المشروع الإنساني.