كريتر نت / الحرة
يشهد اليمن، نزاعا داميا منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء قبل خمس سنوات، ما دفع السعودية وحلفاءها إلى التدخل ضمن تحالف عسكري.
وبعد عمليات استهداف مستمرة من قبل الحوثيين المدعومين من إيران ضد السعودية شملت طائرات مسيرة وصواريخ، أعلنت الجماعة أنها ستوقف عملياتها في الأراضي السعودية، حسبما جاء على لسان رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين في اليمن مهدي المشاط.
تصريحات المشاط بمناسبة مرور خمسة أعوام على استيلاء الحوثيين على السلطة وسيطرتهم على العاصمة صنعاء، جاءت بعد أيام فقط على هجمات ضد منشأتي نفط سعوديتين.
وهذه أبرز محطات النزاع:
سيطرة الحوثيين على صنعاء
في 8 يوليو 2014، سيطر الحوثيون على عمران القريبة من صنعاء بعد معارك مع القوات الحكومية، وشنوا هجوما كاسحا انطلاقا من معقلهم في صعدة باتجاه صنعاء، منددين بتعرضهم للتهميش منذ الاحتجاجات التي شهدتها البلاد ضد حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح في 2011.
وسيطر الحوثيون، الذين ينتمون إلى الأقلية الزيدية، على معظم مراكز نفوذ القوى التقليدية في شمال اليمن، ثم دخلوا صنعاء في 21 سبتمبر، قبل أن يفرضوا سيطرتهم على ميناء الحديدة المطل على البحر الأحمر غربا في 14 أكتوبر.
وفي 20 يناير 2015، سيطر الحوثيون على القصر الرئاسي في صنعاء ما أرغم الرئيس عبد ربه منصور هادي على الفرار إلى مدينة عدن الجنوبية.
تدخل التحالف
في 26 مارس 2015، نفذ تحالف تقوده السعودية ضربات جوية على مواقع للحوثيين، بعد ستة أشهر من دخولهم صنعاء، في محاولة لوقف تقدمهم.
وفي يوليو من العام ذاته، أعلنت حكومة هادي أنها استعادت محافظة عدن في الجنوب، في أول انتصار تحققه منذ تدخل التحالف. وأصبحت عدن العاصمة المؤقتة للسلطة المعترف بها دوليا.
وعزز التحالف قوته الجوية بمئات عناصر القوات البرية، وبحلول منتصف أغسطس 2015، استعادت القوات الموالية خمس محافظات جنوبية.
وفي أكتوبر، استعادت القوات الحكومية السيطرة على مضيق باب المندب، أحد أبرز ممرات الملاحة في العالم.
وفي أغسطس 2017، اتهم الحوثيون حليفهم الرئيس الراحل علي عبد الله صالح بالخيانة بعدما وصفهم بالميليشيات. وتطور الخلاف في نهاية نوفمبر إلى اشتباكات بين الحوثيين ومؤيدي صالح.
وقتل صالح على أيدي حلفائه السابقين مطلع ديسمبر 2017، بعيد إعلان استعداده لـ”فتح صفحة جديدة”مع السعودية.
الحديدة
في 13 يونيو 2018، بدأت القوات الموالية للحكومة اليمنية بإسناد من التحالف العسكري الذي تقوده السعودية هجوما ضد الجماعة المتمردة في الحديدة على ساحل البحر الأحمر في غرب اليمن.
في السادس من ديسمبر، بدأت محادثات السلام اليمنية في السويد بين الحكومة والحوثيين برعاية الأمم المتحدة. وجرت المحادثات بعد إجلاء 50 مصابا من المتمردين إلى سلطنة عمان وتبادل للأسرى.
وفي الثالث عشر من ديسمبر، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش سلسلة اتفاقات تم التوصل إليها بين الجانبين بعد محادثات سلام في السويد، بينها اتفاق لوقف إطلاق النار في محافظة الحديدة.
وفي الثامن عشر من ديسمبر توقفت المعارك في الحديدة، بينما تواصل تبادل إطلاق النار بشكل متقطع.
في 14 مايو 2019، أعلنت الأمم المتحدة انسحاب الحوثيين من ثلاثة موانىء في محافظة الحديدة وهي الحديدة والصليف ورأس عيسى، لكن القوات الموالية لهادي قالت إن ما جرى”خدعة” وإن الحوثيين ما زالوا يسيطرون على الموانئ لأنهم سلموها لخفر السواحل الموالين لهم.
صواريخ وطائرات دون طيار
كثف الحوثيون في الأشهر الأخيرة هجماتهم بالطائرات من دون طيار والصواريخ على مطارات ومحطات لتحلية المياه وغيرها من البنى التحتية السعودية، وكثف التحالف غاراته الجوية ضد مواقعهم في محافظتي حجة (شمال) وصنعاء.
في العام 2018، خلصت مجموعة من خبراء الأمم المتحدة إلى أن جميع أطراف النزاع ارتكبوا “جرائم حرب”.
أسوأ أزمة إنسانية
أوقعت الحرب حوالى 10 آلاف قتيل وأكثرمن 56 ألف جريح منذ 2015 بحسب منظمة الصحة العالمية. ويعتبر مسؤولون في المجال الإنساني أن الحصيلة أكبر بكثير.
ولا يزال هناك 3.3 ملايين نازح، فيما يحتاج 24.1 مليون شخص، أي أكثر من ثلثي السكان للمساعدة، بحسب الأمم المتحدة التي تصف الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها الأسوأ في العالم حاليا.
ودمر وتضرر عدد من المستشفيات، وواجهت البلاد وباء الكوليرا مع أكثر من 2500 وفاة بين أبريل وديسمبر 2017.
ووصف صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسف) في نوفمبر 2018 اليمن بأنه “جحيم حي” مع وجود 1.8 مليون طفل تقل أعمارهم عن خمس سنوات يعانون من “سوء التغذية الحاد”.
“مبادرة سلام”
في 20 سبتمبر، أطلق الحوثيون في اليمن بشكل غير متوقع “مبادرة سلام” عبر إعلانهم وقف الهجمات على السعودية، في وقت تُواجه حليفتهم إيران ضغوطا هائلة على خلفية اتهامها بالتورط في الهجمات ضد البنية التحتية النفطية السعودية.
ويأتي ذلك بعدما أدى هجوم بواسطة طائرات مسيرة تبناه الحوثيون في اليمن السبت الماضي إلى إشعال حرائق في منشأتين نفطيتين تابعتين لشركة “أرامكو” السعودية العملاقة، في ثالث هجوم من هذا النوع خلال خمسة أشهر على منشآت تابعة للشركة.
وفي خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة لسيطرة الحوثيين على صنعاء في سبتمبر 2014، قال مهدي المشاط: “نعلن وقف استهداف أراضي المملكة العربية السعودية بالطيران المسير والصواريخ البالستية والمجنحة وأشكال الاستهداف كافة وننتظر رد التحية بمثلها أو بأحسن منها” من جانب الرياض. وأضاف أن “استمرار الحرب لن يكون في مصلحة أحد”