كريتر نت / متابعات
يعيش اليمن كارثة إنسانية متعددة المآسي، بفعل تداعيات انقلاب مليشيات الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- ودفعها للبلد نحو حرب طاحنة تشارف على إكمال سنتها الخامسة.
وتكشف أحدث الإحصائيات الصادرة عن الأمم المتحدة حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة التي صنفتها “الأسوأ عالمياً”.
كما أن اليمن يعد أكبر أزمة أمن غذائي في العالم.. حيث يعيش حوالى 20 مليون يمني من إجمالي عدد السكان -أي 7 من كل 10 يمنيين- يعيشون في ظل انعدام الأمن الغذائي ويكافحون لإطعام أنفسهم غير متأكدين من أين سيحصلون على وجبتهم التالية.
ومن بين هؤلاء يعيش حوالى 10 ملايين شخص 70٪ منهم أطفال ونساء يعانون من انعدام شديد للأمن الغذائي أي على بعد خطوة من المجاعة.
وفي ذات الوقت تصنف اليمن على أنها تواجه أكبر معدلات سوء تغذية الحاد على مستوى العالم ضمن 7 دول.
وقد أشارت نتائج التقييم الطارى للأمن الغذائي والتغذية المنفذة في اليمن إلى تجاوز مؤشر سوء التغذية الحاد (الهزل) في أربع محافظات (الحديدة وحضرموت وحجة وأبين) عتبة 25٪ حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية، بينما بلغ سوء التغذية المزمن (التقزم) مستويات حرجة تجاوزت 60٪ في 14 محافظة من أصل 22 محافظة.
وتحذر التقارير الأممية من أن سوء التغذية أخذ في التزايد كل يوم في اليمن.
فوفقاً لوثيقة الاحتياجات الإنسانية التي أعدتها المنسقية الإنسانية للأمم المتحدة اوتشا (OCHA) فإن نحو 2 مليون طفل و1.5 مليون امرأة حامل أو مرضعة يعانون من سوء التغذية الحاد.
وتواجه حاليا 127 مديرية من أصل 333 مديرية مخاطر متزايدة بالانزلاق إلى المجاعة تصل إلى أكثر من 60٪ من عدد السكان.
وبارتفاع سوء التغذية الحاد تزداد مخاطر تعرض الأطفال للوفاة، كما يؤثر ذلك سلباً على نمو الأطفال وقدراتهم العقلية وبالتالي يسبب انخفاض إنتاجيتهم عند دخولهم سوق العمل في المستقبل.
ولذلك بات سوء التغذية خطرا محدقا بحياة الأطفال اليمنيين.
ووفقا للتقارير الاممية فإن 3 من كل 5 أطفال بعمر يتراوح بين 5 إلى 69 شهرا سيعانون من سوء التغذية الحاد في عام 2019م.
بينما 2.5 مليون امرأة حامل ومرضعة ومسؤولات عن رعاية أطفال دون الثانية من العمر يحتجن إلى استشارات ونصائح حول أساليب الطعام وتغذية المواليد وصغار السن بعمر ٠ إلى 23 شهراً.
في حين أن 1.8 مليون طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد (المعتدل) و500 ألف طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد (الوخيم) و1.5 مليون طفل دون الثانية من العمر يحتاجون إلى مكملات غذائية دقيقة.
كما أن 10 مليون امرأة مرضعة وحامل يعانين من سوء التغذية الحاد و5 ملايين طفل دون سن الخامسة بحاجة إلى مكملات فيتامين ( ٱ ).
ووفقاً لتصنيف منظمة الصحة العالمية، فإن سوء التغذية الحاد الكلي يكون مقبولاً عند أقل من 5٪ وضعيفاً دون نسبة 10٪ وطارئاً عند أكثر من 15٪.
تلك أرقام مفزعة تعكس بعض جوانب أسوأ كارثة في العالم يعيشها اليمن حاليا، ويرجع ذلك بالأساس إلى انقلاب ميليشيات الحوثي على الدولة والذي أدى إلى ارتفاع حاد في أسعار الغذاء والدواء والوقود والمياه بالتزامن مع قيام الميليشيات بنهب موارد الدولة ووقف صرف الرواتب للموظفين منذ ثلاثة أعوام، فضلا عن فقدان ملايين العمال أعمالهم في القطاع الخاص والمهن الحرفية والأعمال الحرة بالإضافة إلى التهجير القسري والنزوح الجماعي لنحو ثلاثة ملايين ونصف مليون شخص في مناطق المواجهات.
ويضاف إلى ذلك انهيار تام للخدمات العامة التي كانت تقدمها مؤسسات وأجهزة الدولة المختلفة.
ومع طول فترة انقلاب ميليشيات الحوثي على الدولة نفدت مدخرات الموظفين والمواطنين على حد سواء، وتضررت سبل عيشهم مما جعلهم عرضة للمجاعة، وهذا يستدعي مساعدات إنسانية عاجلة منقذة للحياة لإبقاء 20 مليون يمني على قيد الحياة.
وعلى رغم هول هذه الكارثة التي جعلت المجاعة تفتك بملايين اليمنيين، ما زالت ميليشيا الانقلاب الحوثية تفاخر بانقلابها وتحيي سنوياً ذكراه باحتفالات بهيجة غير مبالية بما حل باليمن وشعبه، ومجاهرة باستعدادها لتدمير ما تبقى من البلد وفناء شعبه بالكامل في سبيل مشروعها الظلامي الإمامي الكهنوتي وخدمة مشروع الهيمنة الإيرانية على المنطقة العربية.