كريتر نت / كتب :أحمد مهدي سالم
تحت شعار ” معنا، من أجل الانفتاح والتنوير الثقافي” دشن مركز آفاق للدراسات الثقافية المغربية اليمنية الفعالية الافتتاحية بمركز التضامن الجامعي المغربي, بفاس عاصمة المغرب العلمية والثقافية, عصر يوم السبت الموافق 19 أكتوبر على الساعة الخامسة عصرا, وقد شهدت الفعالية حضور دا بهيا، وجمعا مشرّفا في ظل غياب السفارة اليمنية عن هذا الحدث الثقافي الهام، وشهد اللقاء حضورا جماهيريا من أساتذة جامعيين ورؤساء جمعيات وأدباء ومفكرين من المغرب واليمن ومصر وجنوب السودان.
وقد افتتح الفعالية الدكتور ماجد قائد مسيّر الفعالية، ونائب رئيس المركز عضو الهيئة التدريسية المساعدة بجامعة أبين مرحبا بالحضور وشاكرا دعمهم، كما نوّه بجهود السلطات المحلية، وبدور المملكة المغربية ملكا وحكومة وشعبا، ودورها في تمتين العلاقات الثقافية بين الحضارات والشعوب، واصفا الافتتاحية بالحدث الهام والمهم في مسيرة الحركة الثقافية المغربية اليمنية، وأكد أن الحدث يمثل تعانق الشعبين بجبالها ومدنها وشعبهما، يزاوج الأفكار، ويواشج الثقافات، ويمازج الرؤى، وقد بدأ الحفل بآيات من الذكر الحكيم تلاها فضيلة الدكتور عمار اليوسفي، بعدها تُلي النشيدان الوطنيان المغربي واليمني, وتحدث نائب المركز مسيّر الجلسة عن صناعة الحدث وصناعة الثقافة، وثمّن جهود مركز التضامن الجامعي المغربي في إتاحته الفضاء لإقامة الفعالية, وأعطى الكلمة للأستاذ عبد الفتاح بناني الكاتب الإقليمي لمكتب التضامن الجامعي المغربي فرع فاس الذي رحب بالحضور.
وتحدث عن عمق العلاقات الأخوية المغربية اليمنية، كما أشاد بدور المركز ورسالته التنويرية، وعد ّالمركز أول كيان ثقافي عربي يقيم نشاطا داخل مركز التضامن الجامعي المغربي، مرحبا بالمركز ونشاطاته الثقافية، وأن أبواب المركز مفتوحة لإقامة نشاطات فكرية وثقافية لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين، بعدها شكره مسيّر الجلسة على كلمته القيمة، وأعطى الكلمة لرئيس المركز الدكتور أحمد الحسني الذي تحدث عن فكرة إنشاء المركز وما يحمله من رسائل سامية وقيّمة، ساردا المشاريع والبرنامج المستقبلية للمركز، ونشاطاته القادمة، وأن المركز يتطلع إلى مد جسور الثقافة بين الأمة العربية والإسلامية، والأمم الأخرى لتحقيق ثقافة التعايش والسلام والمحبة بين الأمم والشعوب، منوها أن المركز يهدف إلى ترميم جسور الثقافة التي شهدت فتورا في الآونة الأخيرة بين مشرق الأمة ومغربها،.
وقال: إن هناك تجارب ناجحة للمغرب في مجالات فكرية وثقافية وأدبية وعلمية يمكن تصديرها والاستفادة منها, وخصوصا في حقول الأدب واللسانيات, والنقد والفكر الحداثة, وأن المركز سيقوم بنشر كتب ودوريات تتعلق بالشأن الثقافي والفكري, ورحب بأي جهود تصب في هذا الحقل, واختتم كلمته بشكر الحضور الكريم, رفع برقية شكر وامتنان للمغرب ممثلا بجلالة الملك محمد السادس حفظه الله وإلى حكومة المغرب وكل القائمين على هذا البلد الكريم، وإلى الشعب المغربي الأصيل، بعدها شكر مسيّر الفعالية رئيس المركز على كلمته الهادفة والجامعة المانعة، وعرج على ذلك بمقولة لأمين معلوف “كما شعر المهاجر بأن ثقافته الأصلية محترمة، انفتح أكثر على ثقافة البلد المضيف”، بعدها نقل الكلمة للصوت النسوي الذي لا يكتمل المقام إلا به, وكان من دور كاتبة المركز الدكتورة أسماء وردي التي تحدثت عن أهمية المركز، وما يمثله من دور تنويري في الثقافات عامة، وأكدت أن المغرب اليوم بفضل استقراره السياسي وموقعه الجغرافي قادر على لعب دور رئيسي في أمته العربية والإسلامية من جهة والحضارات الغربية من جهة أخرى، مؤكدة أن المركز كيان ثقافي مستقل ليس له انتماء من أي شكل أو نوع على الإطلاق، وأن مساره ثقافي فكري أدبي بامتياز، وبشّرت الجميع أن المركز سيكون له حضور لافت في المسارات الثقافية الوطنية والعربية والعالمية والأممية، شاكرة جهود الجميع، وتناولت في كلمتها توجهات المركز ومهامه القادمة والمستقبلية، معربة عن أملها في أن تصل رسالة المركز التنويرية وتطلعاته إلى الشعوب والأمم، مؤكدة أن المغرب واليمن عنوانان عريضان لقيم المحبة والتعايش والسلم والسلام، تربطهما روابط متينة وعميقة متجذرة, وقد شكرها مسيّر الفعالية على كلمتها الوافية، وعرّج على كرم الشعب المغربي وحسن استقباله، وقال: الشعب المغربي شعب مضياف، يكرم ضيفه، منوها بما قدمته كاتبة المركز من تضحيات جسام في سبيل إنجاح المركز، بعدها نقل الكلمة لممثل اللجنة الشرفية فضيلة الدكتور محمد كروم سفير السلام العالمي ورئيس جمعية سفراء السلام والتنمية المستدامة الذي رحّب بفكرة المركز.
وأشاد بدور أعضائه الفاعلين في سبيل الثقافة والمثاقفة والتنوير الفكري، وتحدث عن المغرب وسعيه الدؤوب في تبني ثقافة السلام والتعايش, وأشاد بقيمة فاس العلمية, وإشعاعها العلمي والحضاري, ودور القرويين وعلماؤه في الإشعاع العلمي والديني في العالم, وأكد أن المغرب تربطه علاقات أخوية تاريخية تضرب جذورها في عمق التاريخ، وأن اليمن صاحب حضارة تاريخية تليدة، فاليمن مهد الحضارات، ومنبع التاريخ، وأصل العروبة، وبلد العلماء، وركّز على موقع اليمن جغرافيا, وتموقعها حضاريا, وتناول الروابط الأخوية المغربية اليمنية، وكيفية تمتينها وتقويتها، ورأى أن المركز محضوض أن يقوم في ظرف استثنائي، وأخبر أنه مستعد لعقد شراكات معه، سائلا الله أن يوفق الجميع لمصلحة الأمة، بعدها شكره مسيّر الجلسة على كلمته القاصدة والدسمة النافعة، وأثنى عليه وعلى حبه للسلام وثقافة التعايش والمحبة، مؤكدا على أن المركز على استعداد لعقد شراكات مع من يرغب في العمل مع الشأن الثقافي والمعرفي والفكري.
واختتم نائب مسيّر الجلسة بشكره للحضور الكريم، وقال: إن المركز منكم وإليكم ولأجلكم، تحت شعار (معا، من أجل الانفتاح والتنوير الثقافي)، بعدها جاءت فقرة توزيع الشهادات التقديرية على المشاركين والحضور، وانتهت الفعالية بصورة جماعية وحفل شاي على شرف الحضور..