كريتر نت / متابعات
فيما تستعد الدول الأوروبية لفرض عقوبات تجارية جديدة ضد تركيا بسبب هجومها الأخير على أكراد سوريا، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء أن بلاده سترفع العقوبات التي فرضتها على تركيا، ودافع عن قراره المفاجئ سحب القوات الأميركية من سوريا وقال “لندع الآخرين يقاتلون” من أجل البلد “الملطخ بالدماء”.
ويتناقض القرار الأميركي مع المصالح الأوروبية في المنطقة وخاصة في الملف السوري، حيث تثير الهيمنة الروسية المتزايدة والمطامع التركية في المنطقة قلق بلدان الاتحاد الأوروبي، خصوصا في ما يتعلق بقضية اللاجئين الذين يتدفقون عليها منذ 8 سنوات علاوة عن المخاوف المتزايدة من تسلل المتشددين والجهاديين الذي كانوا يقاتلون في سوريا مع تنظيم داعش الإرهابي.
من جهته، أشاد ترامب الأربعاء بنجاح وقف إطلاق النار على الحدود التركية السورية الذي التزمت به أنقرة، بعد أن توصلت لاتفاق مع روسيا يضمن انسحاب الأكراد من حدودها مع سوريا.
ويأتي إعلان الرئيس الأميركي بعد اتفاق توصل إليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء في سوتشي، ستعمل روسيا وسوريا بموجبه “على تسهيل” إبعاد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية عن الحدود.
وفي كلمة في البيت الأبيض اعتبرت إعلانا رسميا عن التخلي عن المنطقة التي كانت تسيطر عليها الولايات المتحدة والمقاتلون الأكراد لصالح تركيا وروسيا، أكد ترامب أن المقاتلين الأكراد الذين قاتلوا إلى جانب القوات الأميركية لدحر تنظيم داعش، سعيدون.
وقال الرئيس الذي تعرضت سياسته في سوريا إلى انتقادات شديدة من حزبه الجمهوري، إنه تحدث مع قائد قوات سوريا الديمقراطية الكردي مظلوم عبدي وكان “ممتنا جدا”.
وتحدث ترامب عن “اختراق كبير” في إشارة إلى وقف إطلاق النار الذي سمح للقوات التركية باحتلال منطقة واسعة من شمال سوريا دون مقاومة بعد تخلي المقاتلين الأكراد عن مواقعهم السابقة.
وحذر من أن العقوبات “القاسية” يمكن إعادة فرضها إذا فشلت تركيا في الوفاء بالتزامها بحماية الأقليات الدينية والعرقية.
وأمرت أنقرة بشن الهجوم على تلك المنطقة في التاسع من أكتوبر بهدف إنشاء منطقة آمنة خالية من الجماعات الكردية المسلحة التي تعتبرها إرهابية وترتبط بالمتمردين الأكراد داخل تركيا. وجاء ذلك بعد أن أمر ترامب بسحب القوات الأميركية من تلك المنطقة بعد أن كانت متحالفة مع الأكراد في الحرب ضد تنظيم داعش.
وقال ترامب إنه لا يريد أن تعلق القوات الأميركية في القتال بين تركيا والأكراد. وبعد أن اتهمه الجمهوريون والديمقراطيون بخيانة الأكراد، فرض ترامب عقوبات على تركيا في 14 أكتوبر وبعث بوفد إلى أنقرة لإقناعها بوقف إطلاق النار بشكل يسمح للأكراد بالانسحاب.
وخرجت القوات الأميركية والكردية من المناطق المجاورة للحدود مع تركيا، وحلت محلها القوات السورية والروسية.
وأعلنت وزارة الدفاع في موسكو أن أول دورية روسية في شمال سوريا قد بدأت الأربعاء.
ويشكل وصول الشرطة إلى كوباني بداية مهمة لقوات أمنية روسية وسورية لإبعاد وحدات حماية الشعب 30 كيلومترا على الأقل في عمق سوريا بموجب اتفاق توصل إليه الرئيسان فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان يوم الثلاثاء.
كما يسلط الضوء على هيمنة نفوذ بوتين في سوريا ويؤكد عودة قوات حليفه بشار الأسد إلى الحدود الشمالية الشرقية لأول مرة منذ سنوات.
ولم يعلق ترامب على انتشار القوات الروسية يوم الأربعاء لكنه تعرض لهجوم من السناتور الديمقراطي كريس فان هولين الذي قال “إن احتفال ترامب باتفاق بوتين وأردوغان يمثل رضوخ القيادة الأميركية بشكل تام”.
لكن ترامب قال إن عددا صغيرا من القوات الأميركية سيبقى في المنطقة “حيث يوجد النفط” في إشارة إلى حقول نفطية في منطقة خاضعة للأكراد. وأوضح الرئيس الأميريكي أنه سيتخذ قرارا بشأن هذه القوة في المستقبل.