كريتر نت / وكالات
اتهم لاعب وسط منتخب كوت ديفوار وفريق مانشستر سيتي الإنكليزي السابق يايا توريه الاتحاد الدولي للعبة “فيفا” بـ”عدم الاكتراث” بالعنصرية في ملاعب كرة القدم وذلك بعد “صيحات القردة” التي استهدفت لاعبي منتخب إنكلترا في مباراتهم ضد بلغاريا في تصفيات كأس أوروبا 2020.
وطغت التحية النازية و”صيحات القردة” على المباراة التي أقيمت منتصف الشهر الحالي في صوفيا، ما أدى إلى إيقافها مرتين خلال الشوط الأول. وانتهى اللقاء الذي أتى ضمن منافسات المجموعة الأولى، بفوز إنكليزي ساحق 6-0. ورغم الصيحات العنصرية، اختار اللاعبون الإنكليز البقاء في الملعب لإكمال المباراة.
وفي سياق متصل، أدان نادي ليفربول الإنكليزي اللافتة العنصرية، ضد ديفوك أوريغي لاعب الفريق، والتي عرضها مشجّعو فريق جينك البلجيكي قبل مباراة الفريقين في الجولة الثالثة بالمجموعة الخامسة بدوري أبطال أوروبا.
ورفع المشجعون لافتة تصور رأس ديفوك أوريغي على جسم عار بجانب كأس دوري أبطال أوروبا. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي” عن النادي قوله إنه تصرف سريعا لإزالة اللافتة التي تخلد الصورة النمطية للعنصرية. وذكر النادي أن “هذا الأمر غير مقبول على الإطلاق وأنه يدين بشدة هذه اللافتة المسيئة التي ظهرت قبل انطلاق المباراة”. وقضى أوريغي (24 سنة) تسع سنوات في فرق الناشئين بنادي جينك قبل أن ينتقل إلى صفوف ليل في 2010.
من ناحيتها تعتزم الحكومة الإيطالية تفعيل خطة لمواجهة العنصرية والتمييز في الرياضة، بإنشاء هيئة جديدة فقط لتحديد التمييز العنصري والقضاء عليه اعتبارا من مارس 2020. وأعلن ذلك رئيس المكتب الوطني لمكافحة التمييز تريانتافيلوس لوكارليس، وسوف يركز هذا المرصد ضد العنصرية في الرياضة بشكل خاص على ملاعب كرة القدم.
وسيبدأ تشغيله بالكامل بحلول 21 مارس 2020، وهو اليوم العالمي لمناهضة التمييز العنصري، وعقد لوكارليس اجتماعا مع ممثلي اتحاد اللاعبين والمدربين، وأكد أنه تلقى ردود فعل إيجابية.
هذه الهيئة الجديدة، والتغيير في قواعد معاقبة الأندية بسبب سلوك حفنة من المشجعين، هي أحدث الخطوات في محاولة السلطات الإيطالية لتحديث إطارها القديم للتعامل مع المؤيدين للعنصرية.
ويمكن أن ينتقل التركيز الآن إلى تحديد هوية المعجبين وحظرهم من الملاعب، في حين كانت الأندية تميل إلى العقاب، مما أدى إلى ابتزاز المجموعات المتطرفة لهم بالتهديد بالغرامات.
وسبق أن تعرض عدد كبير من اللاعبين أصحاب البشرة السمراء لهتافات عنصرية ومضايقات في إيطاليا، أبرزهم، صامويل إيتو لاعب إنتر ميلان السابق، وسوهايلو ميتي لاعب تورينو، وعلي سولي مونتاري لاعب ميلان وإنتر، ومارك زورو لاعب ساليرنيتانا، ومسينا، وماريو بالوتيلي لاعب إنتر وميلان وحاليا في بريشيا، وبرينس بواتينغ لاعب ميلان.
وفي هذا السياق تحدث توريه (36 عاما) في تصريح صحافي عقب فوز فريقه كينغداو هوانغهاي الصيني نهاية الأسبوع في دوري الدرجة الثانية ما مكنه من حجز بطاقة الصعود إلى الأولى. وقال متسائلا حول قرار اللاعبين “إنه أمر مخز. لماذا تدافعون عن ألوان إنكلترا؟”. وأضاف توريه المعروف بمواقفه العلنية ضد العنصرية في الملاعب “إنهم يتحدثون طوال الوقت، كذا وكذا وكذا، ومن ثم ماذا سيحدث بعد ذلك؟ لا شيء يتغير”. لكن لاعب برشلونة الإسباني السابق والفائز بجائزة أفضل لاعب في القارة السمراء أربع مرات متتالية (2011-2014)، وجه انتقاداته بشكل أساسي إلى السلطات الكروية العالمية. وقال “المسؤولون في فيفا لا يكترثون على أي حال، إنهم يتحدثون (عن العنصرية) لكنها مستمرة (في الملاعب). لا أرغب في القول إنني لست قلقا. أنا قلق. هذا يجعلني غاضبا”.
واعتبر توريه، الفائز بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز ثلاث مرات مع مانشستر سيتي ودوري أبطال أوروبا مع برشلونة، أنه يتعين على لاعبي كرة القدم المستهدفين بالعنصرية الرد على ما يحصل لهم. وقال “يتعين عليهم أن يأخذوا المشكلة على محمل الجد، يتعين على اللاعبين اتخاذ إجراءات حازمة وإلا فإنهم (العنصريين) سيستمرون. عليهم أن يخرجوا اللاعبين من الملعب”.
وردا على ذلك، قال الاتحاد الدولي إن “مكافحة العنصرية لها أهمية قصوى” للهيئة الحاكمة لكرة القدم في العالم. وعقب المباراة ضد بلغاريا، قال رئيس فيفا السويسري جاني إنفانتينو إنه يجب “طرد” العنصريين من الملاعب.
وكان توريه يتحدث عقب فوز فريقه على مضيفه شنغهاي شنجين 2-0 السبت أمام مئات المشجعين حيث حجز فريقه الذي انضم إلى صفوفه في يوليو الماضي بطاقته إلى الدوري الممتاز، لكن الدولي العاجي السابق لن يبقى في صفوفه العام المقبل. وقال “أعتقد أنني سأنهي مشواري مع الفريق في ديسمبر أو يناير، وبعد ذلك سأخوض تحديا جديدا” مؤكدا أنه يرغب في اللعب حتى بلوغه سن الأربعين. وأضاف “يعتقد الناس أنني انتهيت، لكنني لم أنته بعد”.
وأوضح توريه أنه يستمتع بإقامته في الصين، حيث يقول إنه لم يتعرض أبدا لأي شكل من أشكال التمييز. وأردف قائلا “إنها تجربة جيدة للغاية، لأنني اكتشفت أشخاصا بعقلية مختلفة عن أوروبا. على مستوى طريقة لعب كرة القدم والرؤية والسلوك في الملعب”. وختم “عندما ألعب في الملاعب هنا، لا أحد يهتف ضدي لأنني أسود، إنها ثقافة مختلفة، هناك احترام، وفي أوروبا لا يحترمون أحدا”.