كريتر نت / كتب- جميل الصامت
مانشاكمش كلمة مفتاحية لانتفاضة السبت لاسقاط الفساد في مدينة تعز .
استعارة من اللغة الدارجة للتعبير عن حالة رفض لهوامير الفساد ومحارق المال العام ،كتلك التي تنطلق بعفوية من مخيلة متظاهر يعبر عنها لحظة تفاعل مع الحدث تلتقطها عين الكيمرا لتمنحها الحياة فتاخذ طريقها الى الاستساغة كتعبير بسيط يختزل معان شتي ويصل الى الاذهان بل يسر كتلك العبارة التي اصبحت مفتاح للتغيير الشعب يريد اسقاط النظام وكلمة (هرمنا) كلمة مفتاحية للتغيير ..
مؤخرا في لبنان( كلن يعني كلن) اي يرحل كلهم بدون استثناء .
رددها ناشطون يمنيون وعرب فور وردوها على لسان متظاهرة لبنانية بلكنة شامية رقيقة ومستساغة .
حملتها شعارات متظاهرين ومتظاهرات خلال الايام الاولى للثورة اللبنانية ..
في اليمن كان اول من استخدم كلمة (ارحلوا) للفاسدين الكاتب عبدالرحيم محسن طبعا قبل ثورة فبراير باعوام .
لكن تم استخدامها بعدها ارحل فقط استخدم الافراد على صيغة الجمع فسقط نصف النظام ولم يرحل النصف الاخر بل قفز الى مربع الثورة في انضمام حمل في طاهرة الرحمة وفي باطنه العذاب ؟!
اليوم نستخدم صيغة (مانشاكمش) للتعبير عن حالة رفض لثلة ممن افرزتهم حالة نصف النظام الذي استعصى اسقاطه بثورة فبراير حينها واقتنص فرصة ضعف ليستحوذ ويعبث ،معتمدا على وضع معتل في الاساس ..
وزادوا عليه (كلن يعني كلن ) القيادات المدنية للسلطة المحلية والقيادات العسكرية في المحور وقيادات الالوية العسكرية ..
كلن باتوا في سلة واحدة وسبب لمعاناة ابناء تعز ..
ثلاثة وكلاء محافظة تعزفقط اعلنوا براءتهم من الفساد واستعدادهم للمثول امام اي جهة للمحاسبة وتاييدهم لانتفاضة السبت لاسقاط الفساد .
الوكلاء هم المهندس/مهيب الحكيمي، محمدعبدالعزيز الصنوي والمهندس/رشاد الاكحلي بل ان الاخير رحب باي مساءلة لتشمل مرحلة ماقبل مجيئ بقية الوكلاء اي فترة شغله تمثيل السلطة المحلية والشرعية ابان (السنوات العجاف) وماتلاها ،وطالب الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ونيابة الاموال العامة فتح تحقيق في اختفاء 671الف سلة غذائية في تعز مع انها وقعت قبل تسلمه مهام رئاسة اللجنة الفرعية بعد رفض المحافظ المعمري ترؤسها ..
موقف الوكلاء الثلاثة بادرة مشجعة تبعث على الامل ،وذلك ليست مستغرب فهم جاؤوا من خلفيات تمقت الفساد وترفض العبث وتنشد الاصلاح .
الفساد الذي انتفض الشارع لاجتثاثه ليس فقط تبديد الموارد والعبث بها ونهب الاموال ونصب محارق لها بل المقصود غنيمة الدولة وظيفة وموارد وقيادة وصناعة مشاريع صغيرة لضربها وتدمير منظومتها القانونية وبنيتها الادارية .
ولعل ذلك هو اخطر انواع الفساد ، فالمشاريع الصغيرة التي تنمو لضرب مشروع الدولة هو ذلك المقصود بانتفاضة الشارع مانشاكمش لانكم خطر على دولتنا ..؟!
انتهاج اساليب وتكريس سياسات مدمرة لنظم وتقاليد ولوائح الادارة كارثة تعانيها تعز اليوم .
مايريده الشارع تشكيل لجنة من الشئون القانونية والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ونيابة الاموال العامة لفحص ملفات من غنموا وظيفة (مدير عام ) ومنصب نائب مدير عام ثم مدير اداره وماتلاه من نواب ووكلاء .
بهذا نكون بدأنا اولى خطوات كشف الفساد ..
ومن ثم اخراج الوظيفة العامة من دائرة التحاصص الى فضاء التنافس والمفاضلة ..
وقبلها يمكن الرجوع الى ماطرحه التنظيم الناصري منذ سنوات ثلاث ان يتم الرفع الى رئاسة الجمهورية والحكومة في اعادة النظر في جميع القرارات الصادرة عنهما ووقف العمل بها او الغاءها .
واما في جانب الفساد المالي فيجب تمكين وتفعيل الجهاز المركزي للقيام بدوره في الفحص المكاتب الحكومية والمؤسسات العامة والمتابعة لجميع المنظمات العاملة في المجال الانساني ..
شريطة كشف جميع التقارير للراي العام وتمكين وسائل الاعلام من الحصول عليها ..
وهذا الامر منوط بمحافظ قوي شديد .
وقد كان لدينا محافظ قوي امين فتصدت له هوامير الفساد لتبقى تعبث بالوطن ومقدراته ..
وفي الجانب العسكري والامني فليس الامر اقل خطرة وفسادا فالهيكلة وفق اسس علمية ومهنية واعتماد معايير مانصت عليه مخرجات الحوار الوطني ضمانة للخروج من الحالة الملشاوية المقيتة .