كتب : أحمد يسلم
خبر صادم تقليته بوفاة المغفور له بإذن الله تعالى المناضل الجسور الأهيل فضل محمد عبدالله بعد معاناة طويلة من مرض القلب الذي كان يعانيه ومما زاد من حزني أن المغفور له يحرص باستمرار على التواصل معي نتبادل معا الخواطر والأفكار والسؤال عن الأحوال .
كان فضل رحمه الله مسكونا بالهم الوطني العام و شغوفا بالود والتواصل مع الأهل والأصدقاء والرفاق دون أن ينساهم ولو كان بعضهم قد نسوه أو تناسوه .
قبيل ايام قليلات كان معي على الهاتف وصوته يفصح أن حالته الصحية ليست على مايرام حدثني بقلب مكلوم وصوت متهدج حاولت أن أرفع معنويته في مقاومة المرض لكنه مالبث أن أطلق ضحكة خفيفة معقبا ولدنا أحمد نحن ادينا واجبنا والحمد لله وماجاء من ربنا حياله والحياة والموت بيدالله .
نحن عشنا حياتنا وكنا فيها مقتنعين يملانا روح امل وتفاؤل بأننا سنبني وطن حلمنا بأن يكون فيه كرامة الإنسان ومستقبله هدفايستحق التضحية والعمل بنكران ذات انطلاقا من القيم النضالية التي تشربناها لم نكسب شيىا من الماديات وكلمانتركه لمن بعدنا قيمنا وتراثنا النضالي وروح الوطنية التي تربينا عليها.
كنا نسارع في شق الطريق وبناء المدرسة والمستشفى بإمكانيات ذاتية محدودة كنا نعمل ولاننتظر كنا في سباق مع الزمن عملنا بمااستطعنا والحمدلله الذي جمعني بوالدك حب الوطن والتعليم والطريق والأمن والأمان قبل أن يجمعنا دم القرابة والأهولية .
رحمه الله ورحم كل رفاقنا الذين سبقونا هم من السابقين ونحن من اللاحقين .
شعرت أن جهاز تلفوني قد تسمر في يدي شعرت أن كلماته وداعية تلعثمت عجزت لساني عن التعقيب بلعت غصة وسالت دمعة تذكرت ابي ورفاق دربه الاحياء والأموات وكأن فقيدنا فضل يخاطبني خطبة الوداع .
كانت معرفتي بالفقيد قليلة بحكم أنه يعيش بعيدا عنا في محافظة لحج لكن صيته وسمعته وتاريخه النضالي كان بالنسبة لي ولكثيرين من جيلي معروفا كانت معرفتي المباشرة عندما كنا في لجنة طريق مشروع طريق باتيس -رصد -معربان في أحد اللقاءات في مدينة عدن من يومها كان قريبا منا يعيش معنا الهم ويقتسم معنا المعاناة عبر سؤاله وتواصله المستمر متابعا ومتتبعا أخبار المشروع أولا بأول يفرح لأي إنجاز ويتألم عند اي عارض .
قال لي في اخر اتصال كان مشروع طريق باتيس -رصد-معربان من المشاريع الاستراتيجية التي عبر عنها بقوله : كانت همنا الأول كنا نتهز اي فرصة لطرحها مع القيادة السياسية بالرغم من عملي وسكني يتبع محافظة لحج لكنني والله شعرت بفرحة لاتوصف عندما بداء العمل فيه كنتم امتدادنا الروحي في المشروع كنت أكبر فيكم جهودكم ومتابعاتكم المستمرة كنا نمني النفس أن يمدبنا الله العمر لنعيش فرحة لحظة الانجاز لكن تسارعت الأحداث المعيقة وربما( جرت الرياح بمالاتشته السفن ) لكن يظل الأمل في الله وفيكم وكل وطني حريص موجود .
ودعته بحسرة عارضا عليه تبني فكرة علاجه في الخارج لكن روح عزة النفس والأنفة وكبرياء المناضل الصامد القنوع المؤمن عند فقيدنا فضل كانت كل ما يملكه ومايعتز فيه ويصر على اختتام حياته به
رحمه الله رحمة واسعة وهذه مواساتنا لأهلنا أولاده وإخوته ومحبيه ورفاقه نسطرها للتاريخ كأقل واجب يمليه علينا الضمير