كريتر نت / لحج
علي محمد سالم الكومي العمري ذاك الأسم الذي ولد من رحم المعاناة ليبرز ويتألق، فنان ملهم بقرائح شتى خرج من بين ثنايا أغصان الطرب كالطائر المغرد يشدو لحناً طروباً خارج السرب، ومن بين تخوم الأراضي الجبلية المتلونة بالسمرة شق طريق التألق والإبداع وعبدها بالتضحية لأجل تنمية موهبته الفذة رغم العادات والتقاليد المنغلقة، حفر هذا المبدع بمخالب النجومية اسمه في صخور التهميش والتضييق والتجاهل والمحاربة ليبرز هذا النحت رغم عوامل التعرية المفتعلة وتضاريس الزمن الرديء، قهر هذا المبدع بتنوع مواهبه المتوزعة بين الشعر والتلحين والغناء (الطرب) كل ظروف وعوامل التثبيط والإنغلاق والغلو الثقافي والجهل المعرفي بأهمية الفن ووظائفه الذي يغلف ويلف تقاليد وعادات المنطقة التي ولد ونشأ وترعرع فيها.
الفنان الشاب المبدع او قيثارة الفن الحوشبي كما يحلو لي ان اسميه حاك خيوط التألق لينسجها مهارةً وإبداعاً لترتبط تلك المسودة ارتباطاً وثيقاً بميثاق ودستور الأرض والإنسان في المسيمير..
الصحيفة التقت بالفنان علي الكومي (ابو نمير) ذلك الشاب الذي يخطو بخطوات ثابته وواثقه نحو عالم الإبداع ومحراب التميز وخرجت بهذه الحصيلة.
*حاوره/محمد مرشد عقابي:*
*- كثير من المعجبين يتسألون عن اسباب عدم توثيقك لأعمالك الفنية المتنوعة فبماذا ترد على هؤلاء؟*
– اولاً اشكرك اخي محمد على إفراد هذه المساحة الصحفية أمامي للحديث وانتهز هذه الفرصة لأوضح وعبر بلاط سلطتكم الرأبعة اسباب عدم استطاعتي اظهار كل أعمالي وإنتاجاتي الفنية، فأنا اوضح للجميع انني في صراع دائم مع الظروف الصعبة سعياً مني وراء توثيق ما بحوزتي من أعمال غنائية وشعرية، علماً بأني أملك خمسة دواوين شعرية مخطوطة بخط يدي لم استطع طباعتها نتيجة الظروف المادية القاهرة التي اعاني منها في ظل غياب الدعم والتشجيع والمساندة من قبل الجهات ذات العلاقة وخاصة القائمين على الثقافة في المديرية والمحافظة.
*- كيف تقيم الواقع الثقافي في المحافظة وهل لوزارة الثقافة دور في الإهتمام بمبدعي لحج؟*
– الواقع الثقافي في الساحة اللحجية يعيش إجمالاً في ركود تام هذه الأيام بعد ان أفل نجم الكثير من رموز وظواهر الفن والإبداع بالمحافظة وغياب دور مكتب الثقافة في تبني وتشجيع المواهب الناشئة، نأهيك عن الأسباب الأخرى التي تقف وراء هذا الجمود والركود من نتائج وتداعيات وتبعات الحرب والأحداث الأخرى التي تشهدها الساحة المحلية التي القت بظلال تأثيرها على طبيعة الحياة الثقافية، أما وزارة الثقافة فلم نرى منها أي اهتمام بالمبدعين الشباب من امثالنا في لحج لا سابقاً قبل الحرب ولأ في الوقت الراهن، وهذا يحز في النفس ألماً وحسرة ان تطالعنا بعض المواقع والصحف بإن الحركة الفنية والثقافية شهدت في الماضي القريب وتشهد حالياً اهتماماً منقطع النظير ويلأقي المبدعون في لحج (ارض الفن والإبداع) نصيباً من هذا الإهتمام فأنا ادحض من على هذا المنبر كل تلك المزاعم التي تتحدث وتروج لمثل هذه الإدعاءات والأكاذيب، فهذه الوزارة لم تستطع طبع ورقة واحدة من ابداعاتنا فما الفائدة التي يجنيها المبدع من وزارة لا تهتم به وما هو ربح هذه الشريحة الواسعة من وجود هذه الوزارة ان لم تقم بدورها.
*- هل وجهت لك الدعوة لإظهار آعمالك وإنتاجاتك الفنية عبر وسائل الإعلام المحلية؟*
-اشتركت فقط في مناسبة عيدية على شاشة احدى الفضائيات المحلية برفقة عدد من المطربين اما غير ذلك فمشاركاتي تقتصر على احياء المناسبات الشعبية والفرائحية والوطنية والأعياد على مستوى المحافظة فقط ناهيك عن مشاركاتي في إحياء الإحتفائيات والحفلات والأعراس التي يتم احيائها محلياً داخل قرى ومناطق المديرية، وهنا لنا عتب على الإخوة على بعض القنوات الفضائية الرائدة في الإهتمام بهذا المجال والتي تمتلك الشعبية الكبيرة والجارفة بين الأوساط الفنية والثقافية في بلاد الحواشب ولها الكثير من المتابعين والمشاهدين مثل قناة السعيدة، فنحن من هنا نعتب وندعوا القائمين على هذه القناة وغيرها بإن تفرد مساحة للإلتقاء بالموهوبين أمثالنا وان تسلط الضوء على مختلف مجالات الفن والإبداع لا ان تحصر نفسها فقط في إتجاه معين او زاوية واحدة فقط من الفنون، ونطالب وسائل بقية الإعلام وخاصة الإعلام المرئي بإن يفسحوا المجال لكل من يمتلك الموهبة الإبداعية في شتى المجالات بدلاً من تكريس الإهتمام فقط بمجال واحد.
*- ما هي ألوآن شعر علي العمري ومن هو أبرز من لحن له في مسيرته الفنية؟*
– اولاً احب ألفت نظر الجميع بإنني والحمد لله اجيد كافة أغراض وألوآن الشعر (غزل ورثاء ومدح وذم او هجاء) بالإضافة الى القصائد الناقدة والوطنية وهذه القريحة تفجرت وتفتحت مداركها في عقليتي منذ الصغر، أما ابرز من لحنت لهم وغنوا من اشعاري هو بلبل اليمن الفنان عوض احمد.
*- من هو أبرز من اخذ بيدك وشجعك في مسيرتك الفنية؟ ومن له الفضل في إكتشاف وصقل مواهبك وإظهارها على الساحة؟*
– أبرز من وقف الى جانبي خلال مسيرتي الفنية بدءً من اللحظات الأولى اي منذ نعومة اظافري ووصولاً الى الوقت الحاضر، فطيلة هذه الفترة الزمنية التي رافقها الكثير من المعوقات والعراقيل من العوامل الإجتماعية مثل العادات والتقاليد القبليه التي كادت تؤدي بحياتي وتدمر موهبتي في كثير من الأحيان، سيما والبيئة الإجتماعية المحيطة التي اعيش فسها تسودها اجواء من الإنغلاق التي لا تسمح ببروز او ظهور أي فنان، لكن الذي ساعدني ووقف معي لكسر هذا الحصار وتحطيم كل تلك الحواجز هي زوجتي أم (نمير) فهذه الزوجة الفاضلة كانت لها البصمة الكبيرة في استمراري في هذا المجال، وهي ايضاً من كانت تقف الى حانبي وقت الشدائد والمحن، أما الفضل في اكتشاف موهبة علي محمد سالم الكومي العمري يعود بعد الله سبحانه وتعالى الى المربي الفاضل الأستاذ عبده سعيد كرد فهو من اكتشف موهبتي الفنية في سن مبكرة من عمري وبالتحديد حينما كان معلماً لي في مدرسة مكيديم وانا في الصف الثالث إبتدائي وهو من يرجع له الفضل بعد الله في صقل وابراز مواهبي الإنشادية والغنائية والشعرية وكذلك في التلحين.
*- كلمة اخيرة تود قولها؟*
-لا يسعني في الأخير إلا ان اشكركم على حسن الإستضافة وعلى إتاحة هذه الفرصة السعيدة امامي للحديث عبر صاحبة الجلالة صحيفتكم الغراء وأتمنى لكم أخي محمد عقابي المزيد من التطور والنجاح والتألق في مهامكم المهنية النبيلة.