كريتر نت / وكالات
بشكل عام يمكن تعريف السحر على أنه محاولات تهدف إلى إخضاع القوى فى العالم أو تطويعها لإرادة الإنسان، وذلك من خلال أقوال أو أفعال معينة أو كليهما معا” هكذا قال الباحث السورى الكبير الدكتور فراس السواح فى كتابه موسوعة تاريخ الأديان عن السحر.
السحر أيضا بمفهومه الشهير هو المحاولة الذى يمكن للشىء أو الشخص أن يتعرض لها دون خرق لقوانين الطبيعة والفيزياء ويعتقد البعض أن بإمكان هذه الفعاليات خرق قوانين الفيزياء فى بعض الحالات.
ويبدو من أشهر أنواع السحر الذى طالما يتم ذكرها بشكل واسع، هو السحر الأسود أو السحر المظلم وهو شكل من أشكال الشعوذة التى تعتمد على القوى الحاقدة أو الخبيثة المفترضة، السحر يمكن التذرع به واستخدامه للقتل وللسرقة، وللإيذاء وأيضاً ليسبب سوء حظ أو التدمير، أو لتحقيق مكاسب شخصية دون النظر إلى الآثار الضارة للآخرين، إذا نظرنا إلى “السحر الأسود” كمصطلح سنجد أنه الذى يستخدم عادة لوصف شكل من أشكال الطقوس التى لا يوافق عليها البعض كجماعات أو كأشخاص، وقد تم استخدام تلك الطقوس والممارسات عند البابليين والأشوريين واليونانين والمصريين القدماء.
وينقسم السحر لقسمين: السحر الأسود وهو السحر الضار الذى يراد به الإيذاء وتحقيق منافع شخصية على حساب الآخر، والسحر الأبيض وهو الذى يستخدم للنفع العام والخاص ولا يتعارض مع قيم المجتمع مثل العلاج والاستطباب والتداوى والتنبؤ بالغيب والمستقبل إلخ.
ووفقا كتاب “هيكل آرتميس” للدكتور وليد خليل، فإن السحر اكتسب معرفته وسمعته فى جميع أنحاء العالم منذ اليونانيين القدماء حيث كانت له علاقة وثيقة بعبادة الإلهة “آرتميس”، مشيرا إلى السحر يوجد به فئات مختلفة منها “السحر الأبيض” و”السحر الأسود” وهى أسحار مقصورة على الكهنة وليست لعامة الشعب أن تتعلمها إلا بموافقة الكهنة وبشروط صعبة، وكان السحر الأبيض مخصص لحل المشاكل بين الأزواج وتقارب المسافة بينهم، لدرجة كان يستحيل معها أن ينظر أحدهما إلى غير الآخر، وبالمقابل كان السحر الأسود يستخدمه الكهنة لإنزال العقاب على أشخاص لا يقدمون القرابين للآلهة.
وبحسب كتاب “سحر الحقيقة.. شخصيات وكتب ودراسات فى التراث الشعبى” للكاتب والباحث باسم عبد الحميد حمودى، فإن “السحر الأسود يتضمن الرقى الشريرة والغرض منها أن يتألم الأعداء أو يموتون أو تموت مواشيهم، وإن قائمة هذه الرقى طويلة جداً، أما أدواتها وأساليبها فهى نفسها الأدوات والأساليب القديمة التى تشمل الدمى والتماثيل الصغيرة التى توخز بالأبر”.
ويوضح كتاب “عالم السحر والشعوذة” للكاتب عمر الأشقر أن أول مدرسة أقيمت للسحر الأسود أقامها جماعة من اليهود أسسوا جمعية عرفت باسم “القبلانية” كانت لها مذهب وفلسفة دينية تعتمد على نصوص التلمود، وأنشئت تلك الفئة من اليهود مدرسة قبلانية فى كل من فرنسا وإيطاليا سنة 1533م، كانت أول مدرسة للسحر الأسود، إلى أن تم أغلقها سنة 1572، لكن هذا لم يجعل السحر الأسود يغيب بل تطور وبعد ذلك أنشئت جمعيات عديدة مارست السحر الأسود، لا يزال بعضها موجودا حتى الآن.