كريتر نت / كتب : خليل السفياني
وطني الحزين أعلم عندما يتامر عليك ابناؤك ولا يترددون ببيعك بارخص الأثمان واعلم أن رجالك حين يبكون الحال ويذرفون دموعهم فان هموهم قد فاقت قمم الجبال وان قلة الحيلة والعجز يقيدهم سيما وانهم رجالا أبطالا يفضلون نزيف الدم مليون مرة في سبيل الدفاع عن وطنهم واستعادته والتضحية من أجله، يذبحون ويموتون كمدا وقهرا عندما تسقط الدمعة بسبب عجزهم ذلك وهذا ما يحدث في وطننا الحبيب وواقعنا المرير الذي يبكي له الحجر والشجر.
ان أكثر اللحظات تأثيراً في العاطفة وأشد المواقف هياجاً للمروءة وأقوى درجات الألم المكبوت الذي يكاد يفجّر الدم في الشرايين وأقوى صرخات الوجع من القهر والظلم والمعاناة الذي يعيشه اليمن هو ذلك المنظر الذي تشاهد فيه الرجل ينفجر بكاءً مكبوتاً متقطعاً متحشرجاً يستعصي على التماسك وتكلف البصر وإظهار رباطة الجأش..
هو ذات المنظر المؤلم الحزين الذي تشاهد فيه نساءنا وبناتنا في ضياع وقلق وخوف من المستقبل يغمرهن حزن والم مرير ..
هو ذلك المنظر المؤلم ورؤية اطفالنا يتضورون جوعا والمرض ينخر اجسامهم الهزيلة ..
هو ذلك المنظر القاهر المبكي وانا اشاهد شبابنا تعصف بهم الحياة من البطالة والحيرة وانعدام رؤية المستقبل..
هكذا أصبح وطني الجريح ينزف في كل لحظة وأصبح المواطن فيه إما مقتولا أو جريحا اواسيرا او مضروبا او مسلوبا او مهانا او مخطوفا ..
أبناء الوطن تحولوا إلى مشردين في أوطانهم فحق لهم أن يذرفون الدموع التي لم تنجم عن سبب عضوي بل هي دموع حُرقة الحزن وألم النفس التي تنفطر وجعا والما ونزيفا لما أصاب اليمن واهله، التي اصبح فيها الرخيص مسؤلا والعميل والمرتزق مديرا والاحمق قائدا والرويبضه متنفذا بينما أصبح
العالم والكادر والأستاذ والانسان الشريف والصادق والامين والمخلص والمثقف خائنا عميلا مقتولا مشردا ضائعا مختطفا مهانا جائعا..
هاجس بل اسئلة لا تريد أن تغادرني، كيف لليمن ان ينتصر ؟ وهل ممكن ان ينتصر في ظل الفساد والتبعية و الإقصاء للاخرين؟ وهل بمقدورنا ان نستعيد الوطن في ظل كل مظاهر التراخي واللامبالاة؟
وهل ما نراه الان من عودة مخالفات النظام السابق الذي سلم الوطن وكل مؤسسات الدولة لمليشيات ايرانيه؟
هل يعقل بأن نعود كل الوجوه الإجرامية العفاشيه التي باعت كل الوطن ؟
ماذا نقول لدماء الشهداء ان من قتلكم واحرق وطنكم عاد من جديد
هكذا يبكي شرفاء الوطن …