كريتر نت / عدن
تستمر المعلومات حول مدينة عدن الغارقة التي اطلق عليها الصيادون والبحارة العدنيون بمدينة خلاد.
وبحسب المعلومات إن مدينة خلاد الغارقة تقع في أقصى جنوب شرق مدينة عدن الساحلية ، بساحل أبو الوادي ، والذي يبعد عن قلعة صيره بمسافة تصل إلى الألف متر بحري ، وعن منطقة المعاشيق بعشرات المترات ، وعلى عمق بحري يتراوح مابين العشرة إلى العشرين متر.
وقال وديع علي أمان – رئيس مركز التراث بعدن ، قائلًا “إنه بعد رمي شباك الصيد بوسط مياه الساحل بالرحلة البحرية للصيادين لجلب الأسماك ، أن البعض منهم يجدون قطع من الطوب الجبسي أو ما يسمى بـ “الجُص الأبيض” أشكالها توحي بأنها عقود لنوافذ أو أبواب ، وتحمل شكًلا شبه دائريًا ، وكأنها مُصنعة بطريقة يدوية من حيث طريقة قصها” وذلك لم يأتي إلا من تبعثر مدينة “خلاد” الغارقة في سواحل عدن ، والتي لم تحض باهتمام كافي من قبل السلطات الحكومية العليا.
وذكر صيادون آخرين بأنه عندما يبلغ البحر ذروة هدوءه ويكتمل القمر ذروة وضوحه ليصبح بدرًا وخلال فترة الأيام من 13 إلى 17 من كل شهر هجري ، يظهر بريقًا لامعًا ذهبيًا في أسفل البحر ، قائلين الصيادون بأنهم لم يتمكنوا من التعرف على مصدر ذلك البريق ، وبنفس السياق فقد قال صيادون آخرون بأنه عندما تكون الشمس على مركزها في الساعة 12:00 ظهرًا من صباح كل يوم ، يرون أثر لوجود مدينة تحت الماء ولَكن ليست بواضحة تمامًا.
وبحسب مصدر خاص من ناشط أثري ، صرح باعتقاده إن مدينة “خلاد” غُرقت لعوامل طبيعية كالاضطراب البركاني أو الفيضان البحري وتمدد المياه ، وقال أن المدينة أستغرق بناءها من الثلاثمائة إلى الخمسمائة عام حسب بحوث وذكر لمؤخرين قدامى.
وطالب صحفيًا مجتمعيًا من الحكومة الشرعية اليمنية ، اهتمامهم وتركيز أعينهم حول المدينة الأسطورة الغارقة منذ قديم الزمان ، والذي من خلاهم يجب أن يصدروا توجيه لوزارة الثقافة تشمل هيئة الآثار والمتاحف والمخطوطات للسعي والتعاون المباشر مع بعثة خارجية ومتميزة في علم الآثار للكشف ولاكتشاف مدينة “خلاد” الأسطورة تلك.
ويققول أبناء منطقة صيره بأن من تلك المدينة الأسطورة قد تم استخراج أكواب ذهبية وكنوز من قبل صيادون قدماء في القرن الزمني السابق لعدن.
ومن نفس المعتقد فقد أدلى أحدهم بأن جميع تلك الأحاديث عن مدينة عدن الغارقة أحاديث كذب ، مُعبرًا عن غرق سفينة لم يتم اكتشافها.
فقد قال الرحالة الشهير، محمد الطنجي المعروف بـ “ابن بطوطة” أن مدينة عدن – مدينة ضخمة – تقع على مضيق بين بحرين ولها مدخل واحد ، ولَكن عندما دخل الإنجليز لمدينة عدن رأوا مدينة صغيرة حسب أرشيف المملكة المتحدة “بريطانيا” الخاص باحتلال عدن ، ويناقض ابن بطوطة أرشيف بريطانيا بذكره أن عدن مدينة عظيمة.
وذكر جمال الدين الشيباني الدمشقي المعروف بـ “ابن المجاور” في كتابه الذي باسم “تاريخ المستبصر” ، أن البحر يفيض فيغرق جميع البلد ، وترجع المدينة لجة من لجج البحر ، وإن المراكب تمر عليها مقلعةً خاطفةً يقول أهل المراكب فيما بينهم أنا سمعنا في قديم الزمان إنه كان في هذا الغُب بلدًا عظيمًا عامرًا لأهله ، فَيقول أحدهم: ما تسمى تلك المدينة؟ فيقول له: شذ عني أسمها ، وهذه أشارة ربما تكون تتحدث على مدينة عدن القديمة “خلاد”.
وقال أيضًا الرحالة/ ماركو بولو ، في كتابة الذي قام بتأليفه والذي يحمل أسم Milione ، أن مدينة عدن – مدينة كبيرة – يزورها كثيرًا من التجار الذين يبيعون سلعهم فيها ، ويستبدلونها بالذهب الخالص.
وقال الرحالة فارتيما دي ، أن عدن مدينة فائقة الجمال والروعة ، وهي مدينة ثرية جدًا.
وبنفس السياق حول مدينة عدن القديمة “جلاد” وعلاقتها بأرض عاد التي لم يخلق مثلها في البلاد ، فقد قال الله تعالى “أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ – إرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ – الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ” ، وبحسب عدة مفسرين منهم الأمام/ محمد بن أحمد القرطبي “رحمه الله” في تفسيرًا له: “روى أنه كان لـ عاد إبنان “شداد وشديد” فملكا وقهرا ، ثم مات شديد وخَلص الأمر لشداد فملك الدنيا ودانت له ملوكها ، فسمع بذكر الجنة ، فقال: أبني مثلها ، فبني إرم في بعض صحاري مدينة عدن لمدة ثلاثمائة سنة – وكان عمره آنذاك تسعمائة سنة – فبني مدينة عظيمة قصورها من الذهب والفضة ، وأساطينها من الزبرجد والياقوت ، وفيها أصناف الأشجار والأنهار المطردة ، وعندما تم بناؤها سار إليها بأهل مملكته ، فلما كان منها على مسيرة يوم وليلة ، بعث الله عليهم صيحة من السماء فهلكوا”.
أما القرطبي فقد ذكر أن رجلًا من الأعراب وهو: عبد الله بن قلابة ، في زمان معاوية خرج في طلب إبل له ، فوقع على المدينة ، فحمل ما قدر عليه ، ثم عاد وبلغ معاوية – فاستحضره – فقص عليه ، فبعث إلى كعب فسأله ، فقال له: هي أرض إرم ذات العماد ، وسيدخلها رجلًا من المسلمين في زمانك ، أحمر أشقر قصير ، وعلى حاجبيه خال ، وعلى عقبه خال ، يخرج في طلب إبل له ، ثم ألتفت معاوية فأبصر ابن قلابة ، فقال “هذا والله ذلك الرجُل”.
وقد أنكر العلماء المحققون تلك القصة وعدوها من خرافات المفسرين ، حيث قال ابن كثير “رحمه الله عليه” إنما المراد هو الأخبار عن إهلاك القبيلة المسماة بـ “عاد” وما أحل الله بهم من بأسه الذي لا يُرد ، لا أن المراد الأخبار عن مدينة أو إقليم معين.
فهل فعلًا مدينة عدن الغارقة “خلاد” هي جنة عاد في الأرض ؟
فـ هنا تنتهي رواية وأسطورة “خلاد” مدينة عدن القديمة ، بدون أن نتعرف على حقيقة تاريخها الغامض وما تحمل من معاني وحقائق لم يتم اكتشافها بَعد ، مطالبًا الحكومة الشرعية اليمنية في النظر للمادة والاهتمام بها.