كريتر نت / كتب- مريم العفيف
دعك الآن من كل الكلاب التي تنبح ، فهي تنازع “ميتة” والضرب بالميت حرام . أخبرني : هل لا زال شغفك يطرقُ بِعدةِ الحرب ؟! هل لا زلت خيّال ماهر ؟!
أخبرتني الرسالة التي تُركت ومضة أحدهم عليها فقط أنك تريد أن تطمئن على الجميع ، وأن عيناك اللتان تشهدا عرسًا عند كل منبه لذكرى شهيد تذوي بين تلك اللؤلؤات صرخات أمهات مفزوعة ، اظن الوجع استطالت لحيته وتحمست حيرته ، تريد طمس رائحة الجدار المقيم وتظفر لنفسك من فزعك لتلفتك للغد الذي لم يأتي بعد .
أساقف القوم منقسمة ثلة تؤيد وأخرى تعارض والباقيات تساند بحشد مسالم بصفة المحايد ؛ هذا ما قهقر القلادة التي لبسها يسار صدرك .
أقولها مجددا : هل لا زلت خيّال ماهر؟! هل تشعر بأن شغفك يطرق بعدة الحرب ؟!
انظر لعينك في مرآة الرباط الذي تعاهدنا عليه وترجل لأجله الرفاق ، فنحن عازمين على إنتزاع حقنا ولن نسمح لظلال العتمة بأن تمتد وإن غمرنا الويل الوبيل ، سنضع لكل شيء نقطة ، سنتمكن من فك السرادق المقامة أمامنا ، لن نلتقط ما ستهبِهُ لنا الرياح ، سنكون نحن العاصفة ، ولن تكون مساعينا التماس العُذر بل صناعة الواقع ، سنولد من جديد ، سنبدد الغبار الذي غيم الأشياء من حولنا فيتلاشى التيه الذي حاصرنا .
الحُلم الذي لطالما راودنا هو أمنيتنا الوحيدة للمصير المحتوم الذي يقودنا .
أما عن الأوتاد المتكسرة وبقايا المراتع ستلحق بنا – لا تقلق .
إلى ذاك الذي يبعث بالنفس الهيبة ويعزز بداخلنا الشموخ والعزة إنّا عائدون وسنطل بفجر ممتلئ بالعمق ليبزغ شعاع الشمس الباهي صريحًا …. مقعدك ينتظرك