كتب : قائد دربان
(فضيع جهل ما يجري وأفضع منه أن تدري ) هذه الكلمات أطلقها الشاعر عبدالله البرودني طيّب الله ثراه في سياق قصيدة له قبل عقود تناولت حال الوضع الكارثي الذي تعيشه اليمن .
شخصياً أتصور هذه الكلمات وكأنها تحاكينا نحن هنا في مدينة الضالع ومدن أخرى في أرجاء الجنوب مشابهة لحالنا ، ففضيع فعلاً مايحدث في مدينتنا الضالع من تفجيرات وإغتيالات وإعتداءات ، ربما يجوز التذرُع الفضيع بأننا لاندري ، لكن الأفضع على الاطلاق هو عندما نكون ندري ونعلم بهؤلاء المجرمين ، ونعرف مأواهم ومساكنهم ، ولكننا لا نواجههم ، ولا حتى لا نبلغ عنهم .
ويأتي من يلهب حماسنا بقوله : (عباد الله نحن لا نخاف ولا نخشى من هؤلاء البغاة ، ومن معهم ، نحن نخاف الله وحدة لاشريك له ) ، وحين يرى المجرمين يفعلوا فعلتهم يهرب ، بل ويخفي ما رآه بالعين المجرّدة ، ويكتم الشهادة في قلبه الآثم ؛ لأنه يخاف من المجرمين أكثر من الله !! .
وأشّد من هكذا فضاعة وشناعة أن نجد بيننا من يُمهّد وبخطب منبرية لهؤلاء المجرمين ليرتكبوا أفعالهم الاجرامية براحة بال كما حدث للمنظمات الانسانية في الضالع ، وعندما يحتج الرأي العام على هذه الخُطب الآثمة التي أحرمت الفقراء من حاجاتهم للمساعدات ، يلتقط هؤلاء الخطباء أنفاسهم من الحرج بالإستدراك : ( نحن لم نحرض على القتل وضرب مقرات هذه المنظمات وإنما نبهنا الناس بأن هذه المنظمات كافرة ولايجوز قبولها أو التعامل معها ) .
ياعجب منكم ياهؤلاء الخُطباء ؛ هل نسيتم معنى التكفير والى ماذا يؤدي؟! ثم هل نسيتم عندما كفّر ( علماء ) السلطان في صنعاء الجنوبيين ماذا كانت النتيجة ؟! .
ثم هل أدركتم الآن انكم تسببتم في حرمان مئات الشباب من وظائفهم ، وحرمان آلاف الأسر الفقيرة من مساعدات كانت تسُد الرمق لهم فقطعتموها أنتم بهراء فاضٍ ؛ لأنه لو كان ماقلتموه نابع عن غيرة وأنفة وكبرياء لكنتم اوجدتم بديل لهؤلاء المساكين الذين أحرمتموهم من رزق كتبه الله لهم .
فكنتم أنتم المانعون والعاجزون من أن تـقدموا أي شيئ بديلاً يخفف من معاناتهم ، وأكثر من هكذا مأساة أن سمعة ضالع الإباء والصمود أخذت تتضائل بفعل هذه الأفعال الإجرامية فها هو الزميل / عبدالرحمن الجحوشي من يهر – يافع الشموخ يُعلّق متحسّراً على صفحتي على الفيس بوك قائلاً : ( كنت افكّر واعتقد ان ابناء الضالع هم قدوتي وناخذ من صفاتهم النضالية. لكن اليوم تروني ابدّل رايي بسبب ماحصل ) .
هكذا وصلت الامور ؛ يا أسفاه ، ولا أعفي احدًا ، اكانوا السلطة في الضالع او المتطرفين او الشرعيين او الانتقاليين ، فكلهم متهمون عندي ، فلماذا لم يحافظوا على ارضهم ويحموها وكيف تركوها تضرب بيد اهلها وابناء جلدتنا .
خلاص اطرحوا الضالع ، ففي حالة عدم تعاونكم في الكشف عن المجرمين ، اقول لكم ستضيع جبهاتكم وتضحياتكم ، والله المستعان .