كتب / ابو عهد الشعيبي
شاهدت قبل قليل مقطع فيديو تم تصويره بعد سقوط صاروخ الاعداء على الملعب بلحظات ، مقطع يحمل في تفاصيله كل اصناف الاوجاع والألام وبذات الوقت يحمل الكثير من معان الايمان والكبرياء والشجاعة لذوي الهمم والرجولة .
المقطع أظهر مشاهد جثث الشهداء والجرحى بشكل مؤلم وقاسي توجع لها قلبي ودمعت عيناي ، لقد مرر المصور عدسة هاتفه بين الأشلاء وكانت الأصوات تتعالى بالتشهد والتكبير مصدرها ألسن الجرحى وبعض الشهداء قبل ان يغادروا الدنيا واياديهم مرفوعة إلى السماء .
لقد أراد عبدالملك الحوثي بهذا الفعل الآثم الجبان ( الإستهداف الصاروخي الوحدوي ) أن يذَّكرنا بمشاهد مجزرة سناح التي استخدم فيها المجرم الحقير ضبعان حينها صورايخ الكاتيوشا مصوبا قاعة عزاء راح فيها الضحايا بالعشرات ، ليؤكد الأول استمرار عدوانية وحقد عصابات صنعاء بكل مسمياتها وألوانها على الضالع وابناءها.
اليوم لا يستهدف فقط الحوثي ومليشياته الارهابية الضالع بل ان الشرعية برئيسها هادي ايضا تستهدفها من خلال قطع الامدادات المختلفة وقطع مرتبات المقاتلين هناك وكذا حصارها بقطع الخدمات عنها ومنها الصحية والدعم العسكري واستهداف اخر من خلال مخططات فتنة وفوضى خبيثة يمولها بالمليارات ( الميسري ) شخصياً وعن طريق عدد من الشخصيات الضالعية المعروفة بموالاتها له ولها .
وهناك استهداف آخر للضالع قد لا يكون مقصود من قِبل التحالف ( لا نزال نعتبره تقصير ) ويتمثل بعدم تقديم العتاد والسلاح الكافي والنوعي لابطال الضالع في كل الجبهات والذين يخوضون نيابه عنه أشرس حرب عرفتها الجزيرة العربية بتاريخها ضد الاطماع الايرانية ودفاعا عن المشروع العربي بكل ما هو شأنه وعن كرامة وشرف شعوب هذه المنطقة الهامة من العالم .
أما الإستهداف الرابع والمستمر على مدى سنوات فهو المتمثل بحملات الأقلام ( الجنوبية ) الرخيصة الموظفة بالمقابل والتي تنال من الضوالع ومواقفهم وتشوه بنضالاتهم وتضحياتهم لخدمة اجندات الاعداء والغزاة ، وهي حملات عدوانية آثمة لا تقل عدوانية عن حرب السلاح التي تشنها مليشيات وعصاب الإرهاب اليمنية مجمتعة على الضالع منذُ خمسة أعوام .
إلى ذلك كله نعلم ان العدوان على الضالع سيستمر بكل مسمياته وأشكاله لكنا نتمنى على شرفاء الجنوب وعلى قياداتنا في الانتقالي وقيادة التحالف العربي سرعة التحرك في الواجب من خلال الوقوف الى جانب ابناء الضالع ودعم صمودهم وإكرام أُسر شهدائهم والجرحى والاهتمام بجرحاهم ، والعمل على تمكين الكفاءات منهم لإدارة محافظتهم وجبهاتهم على النحو الأفضل وغير ذلك ايضا مطلوب.
ان الضالع اليوم تدفع الثمن غالياً لأنها أرادت أن تكون رأس حربة في مواجهة اعداء العرب دفاعا عن الشرف والكرامة ، ولا يجوز دينياً وااخلاقياً وبكل المعايير خذلانها او تركها تواجه مصير شأن لا يخصها وحدها ، وبإذن الله تعالى ستنتصر الضالع للجنوب مهما كان حجم التآمر والكيد والعدوان .