كريتر نت / صنعاء
تسببتْ حرب العملات بين الاطراف اليمنية المتنازعة إلى انهيار الريال ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية التي كانت قد دفعت الملايين إلى شفا المجاعة بعد خمس سنوات من الصراع.
حيث حظرت المليشيات الحوثية في مناطق سيطرتها استخدام الأوراق النقدية الجديدة التي طبعها البنك المركزي في عدن وتوقف المواطنون ومحلات الصرافة عن التعامل بها خشيةَ أن يزج بهم في السجن لمدة 10 سنوات.
تراجعت قيمة العملة بنحو 15 في المائة في الجنوب في الأسابيع الخمسة الماضية، بحوالي 7 في المائة في الشمال، في تدهور لا يظهر أي مؤشرات على التراجع.
وبدأت الأكشاك في الأسواق مكدسة بالطماطم والبصل والموز، في حين يعرض أصحاب المتاجر المجاورين لهم أكواماً من الملابس والسلع الاستهلاكية غير أن الناس العاديين يقاسون الكرب على نحو متزايد جراء فقدان أموالهم لقيمته.
وأخبر عبدالعزيز علي وكالة الأنباء الفرنسية “لقد أدى الحظر إلى أضرار جسيمة للمواطنين. الكثير منا يمتلك مبالغاً من الأوراق النقدية الجديدة، لكن من الآن فصاعدًا لن نتمكن من استخدامها في شراء طعام اليومي “.
حذر مسؤول رفيع المستوى في الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر من أن بعض العوامل التي تسببت بمفاقمة المجاعة العام الماضي في اليمن، بما فيها انخفاض قيمة العملة الوطنية، أضحت تلوح في الأفق مرة أخرى.
وتحدث رامش راجاسنجام، الذي يقوم بالتنسيق للمساعدات الإنسانية في البلاد، أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة: “في ظل التراجع السريع في مدفوعات الرواتب بالريال المعرقلة، نحن نتصادف لمرة أخرى ببعض الظروف الأساسية التي دفعت اليمن إلى حافة المجاعة قبل عام”.
وقال: “يجب ألا نسمح بحدوث ذلك مرة أخرى”، مضيفاً أنه حتى لو نجا اليمن من المجاعة، فإنه سيظل يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم في عام 2020.
نقلت الحكومة اليمنية البنك المركزي من صنعاء إلى عدن في عام 2016 بغية التحكم الفعال على السياسة النقدية والعملة ودفع الأجور.
لكن المقر التاريخي للبنك المركزي في صنعاء لا يزال يعمل في ظل الحوثيين، الذين يشرفون على الأسواق الاستهلاكية الرئيسة في البلاد.
قال مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية في تقرير حديث له إن الخلاف يتسبب بانهيار النظام النقدي القائم على الريال، وجر البلاد نحو استخدام العملات الصعبة، معظمها بالريال السعودي والدولار الأمريكي.
وقال التقرير: “إن السكان الذين سبق أن عانى الملايين منهم في الجوع، من المقرر أن يقاسوا من كُلف أكبر، وسيعانون أكثر من تآكل القوة الشرائية وتدهور الوضع الإنساني الناشئ عن حرب العملة المتصاعدة”.
قال أنتوني بيسويل، المحلل الاقتصادي في مركز صنعاء، إن “الشمال يعاني من نقص في المعروض من الريال القديم، وأن المواطنين العاديين يتجهون إلى السوق السوداء لتبديل أوراقهم النقدية الجديدة”.
وأخبر لوكالة فرانس برس: “بالنسبة للجنوب، سيكون هناك فائض في الأوراق النقدية المطبوعة مؤخراً قيد التداول.. ويتوقع أنه سيؤدي إلى التضخم”.
وأضاف: “السلع تورد إلى السوق، المشكلة الرئيسية تكمن في القوة الشرائية وقدرة الناس على شراء السلع المتوفرة في السوق”.
وقالت حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي إن الإجراء الذي اتخذه المتمردون كان “قمعياً وسوف يدمر الاقتصاد”، متهمة الحوثيين بـ “ابتزاز الناس”.
وقال وزير التخطيط والتعاون الدولي اليمني نجيب العوج لوكالة فرانس برس: “التقى رئيس الوزراء بسفراء الاتحاد الأوربي ودعوناهم لممارسة الضغوط” على الحوثيين لإلغاء حظر تداول النقود الجديدة.
ووفقاً لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، يعيش أغلبية سكان اليمن البالغ تعدادهم 29 مليون نسمة في ظروف مزرية بعد خمس سنوات من الحرب، ويكافح ما لا يقل عن 11 مليون شخص في الحصول على ما يكفي من الغذاء.