كتب : منصور ناصر الحوشبي
النداءات المتكرره للنقابات وللمعلمين لم تأت أُكلها لكنها زادتهم غياًوعنادَ وكأن الهائمون في الأحياء والاسواق في ظل أوضاع ملتهبه واللادوله بدون تعليم ليس أبنائهم وأن أمرهم لايعنيهم ولم يُلتفت لكل الدعوات وآنَّ يستجاب لهاوالأبُ في بلدنا يُعاندإبنه(إذا ناديت حياًقد سمعته،،،ولكن لاحياة لمن تنادي)يبدوأن هناك حلقه مفقوده في الموضوع علينا البحث عنها للوصول لحقيقة هذا الإضراب بموضوعيه وبتجرد بدلامن ذهابنا لننفخ في الرماد،،ِلذلك دعونا نتكلم بشفافيه
1) ًنقدر تقديراً عالياً كل المعلمين من الجنسين الذين كسرواذلك الإضراب المُسيس بإمتياز وأستجابوا لنداء العقل والواجب ففتحوا مدارسهم لإستقبال وتعليم أبنائهم وبناتهم وهو موقف سيُسجله لهم التأريخ بأحرف من نور
2) إن القضيه الأساسيه تكمن في إن دُعاة الإضراب المفتوح من النقابات ومن اليهم وعلى مختلف مستوياتهم وجدوا فيه ضالتهم للتفرغ لإعمالهم الخاصه على حساب العمليه التعليميه والطلبه ولايهمهم ضياعهم أوأن يذهبواللجحيم فالامرسيان بالنسبه لهم فمعظمهم لم يمسك طبشور في حياته قط ولم يعلم مامعنى ضياع جيل وتجهيله ولم يعي أهمية ومكانة التعليم يوماً في حياته وحياة الشعوب والاوطان
3) إن غالبية النقابيين من مخرجات وبقايا من ذبحوا العلم والتعليم على عتبات باب الوالي وبتوجيهاته المباشره بعد العام 1990من خلال توجيه تلك الأكشاك للتوجه جنوباًدون ضوابط قانونيه وعلميه واكاديميه(الجامعات والمعاهد الخاصه)فتخرجوا بالدهفه ولم يستطيعواكتابة قطعة إملاء بطريقة صحيحه ولم يحفظوا جدول الضرب يوما فذهبوا عوضاًعنه لحفظ جدول الإضراب وهم من أطلق عنان الغش في المدارس ففاقدالشي لايعطيه، ونعرف عدداًً من تلك البضاعة الفاسده والكاسده بمافي ذلك مخرجات الجامعات والمعاهدالحكوميه والتي قاومت ذلك الطوفان القادم لهدم العلم والتعليم والنظام الأكاديمي المتميز الا إنه كان أكبر من قدراتهاعلى الصمود فلم تستطع الثبات فسلمت أمرها ومعه ذهبت للتفريط بعددمن حقوقها المكتسبه مقابل هيكل أجور خاص،،إلامن رحمَّ ربي من تلك المخرجات من الدارسين المجتهدين والمتميزين ذاتيا من الذين يمثلون زُبدة المجتمع وطليعته في زمن التفلت القيمي وعلى عدد الأصابع في كل محافظه
4)عودة على بدء إن من تصدروا للمشهدالنقابي اليوم لديهم أعمالهم الخاصه الى جانب مهنة التدريس كما أسلفنا وهذا بحدذاته يكفي للإستمراريه بهذا الإضراب الى مالانهايه وهذا يعتبرمخالفه قانونيه يُعاقب عليها القانون إذا تحدثنا بإسم القانون وبالحق الذي ينادون وتحت يافطته يضربون وسلمنا به وهم منه براء وتناسوا الواجب الذي يُقابل ذلك الحق فأغلبهم يعمل بإكثرمن مهنه منها مهنة المحاماه والأحزمه الأمنيه والويه الحمايه الرئاسيه والألويه الإنتقاليه والعمالقه والدعم والإسناد والأعمال الحره هذاالوضع الغير طبيعي والنشازيُحتم على مكاتب التربيه بالمحافظات والمديريات الوقوف أمامه بجديه كظاهره دخيله على مجتمعنا وتنقيته من تلك الشوائب العالقه والتخيير بين مهنة التدريس والتفرغ الكلي لها أوالعمل الآخروالإستفاده من تلك الشواغرلإحلال البديل المتخصص
5) أن الواجب الوطني والاخلاقي يقتضي بالضروره من هذه التشكيلات العسكريه الحكوميه وغيرالحكوميه وهي لديها من الإمكانيه الماديه أن تسهم في العمليه التعليميه وترفدهامن خلال تفريغ المعلمين الذين التحقوا بهذه الوحدات وإعادتهم لمدارسهم والى جانبهم حملة الشهادات الجامعيه من غيرالمعلمين ومنحهم مكآفاتهم الشهريه الى أن يتم الحصر والتخيير والترقيم وفتح باب التوظيف
6)إن الضروره تقتضي إسهام المجلس الإنتقالي بصوره مباشره بإعتباره القوه الثانيه بهذه المحافظات بعدالشرعيه المغتربه بإن يذهب للتدخل بمنح علاوة رمزيه شهريه مقطوعه مؤقته كمساهمه منه في تخفيف العبء على المعلم لحين حضور الدوله واعتقد إنه إذا تم منحهم مايوازي مخصص لواء من الويته سيفي بالغرض (فمن لاتلزمه الكفايه فلاتلزمه الولايه بالنتيجه) فبدلاًمن ذهابه لدعم الإضراب والوقوف الى جانب المضربين نكايةً بالحكومه المُغيبه متجاهلين مصير أبنائهم وبناتهم بينما هم من تسبب في غياب هذه الحكومه وإبهات دورها ومكانتها حتى وأن وجدت في وقت كان حضورهاالرمزي يسهم ويساعد في حلحلة بعض الامور وإن كانت بحدها الأدنى،، بدلاًمن الذهاب لحشر تلك الكفاءات العلميه الشابه في الزاويه الضيقه للدفاع عن الشمال وتحريره من أهله فإذا أراد الطرف المقابل لإنصار الله تحرير صنعاءلكان لهم ذلك بساعات معدوده وإن أرادوا دخولها سلمالدخلوها بدقائق فلهم طرقهم وأساليبهم الخاصه المتعارفين عليها جميعاً،،هذا كلام قلناه في وقت مبكر وفي أكثر من مناسبه واوضحناأسبابه ومعطياته ومبراراته،، فالاصل أن نذهب لتحرير ماندعي إنه محرر وهوليس كذلكً ًمن إستعمار وإستبداد جديدين أبشع من سابقاته ومن فتن ودسائس تحاك هناوهناك هدفها الجنوب وقضيته الذي يقوده المندوب السامي السعودي بعد أن خلاء له المجال حين تم تكميم الإنتقالي وتكبيله بإغلال إتفاق الرياض،، والذي كانت لنا وقفه نقديه وتقييميه حوله وفي حينه، وتحرير هذا الجيل من شبح الجهاله المُنتظر كي لايكون في يومٍ عاله على مجتمعه أوحطباً لحرب غير مفهومه برغم مضي كل تلك السنوات من عمرها
7) أن غالبية المُضربين هم من مخرجات ذلك النظام البائد السائد في آن فلازالوا يعيشون وقائعه وأحداثه مايعني إنهم متحررين من الشعور بالاحساس وبالمسؤليه فلقد فَتَحُوا أعينهم عليه وفي ظله فهذا النوع من البشر لايهمه التعليم بقدر مايهمه مصلحته الخاصه على حساب العامه أوكاناً من كان غيرمكترثين بالنتائج وعواقبها فلايهمه إن كانت الارض في ودره فهو يريدحقه كالصبي الذي يبكي على لعبه تفوق قدرات أبيه ،مع إدراكهم يقينا أنه لاوجودلدوله أوحكومه في الواقع فمن الظلم أن نصفهم بالشريحه المثقفه،،فالبلد معجون عجن وعلى كف عفريت ولانعلم أي مصير مجهول ينتظره بمن فيه ولأوجودلعامل واحدمن عوامل الإستقرارلذلك فهؤلاء تنطبق عليهم حكاية (الحاكم والمرآه وزوجها والعسل)
8)المحافظات الشماليه التي نُُدعى إنها ليست محرره ومحتله يعملون دون مرتبات، وفي أحسن الأحوال بنصف راتب كل مرافق الدوله تشتغل وتقدم خدماتها للناس ،ودعونا من المزايده السياسيه والتعليق المُعلب الجاهز،إن كان برهبة أوبرغبه كما قد يحلواللبعض أوأن كانوا على حق أوباطل المهم إن الحياه بكل أوردتها وشرايينها مستمره بضخ دمائهاوغير منقطعه،،،وأن ماندعيه من محافظات محرره زيفاتوقفت فيها الحياه وقابعه في نفق التجريبيه المُقيته والتجهيل المتعمدوليس بوسعها مغادرة ذلك المربع الذي يدار بتلك الأدوات الموروثه والمتسخه التي يصعب التخلص منها ومن إطروحاتهافي الزمن المنظورالى جانب تداخل السياسيات الموجهه بشكل هجومي جنوبا ولقطاع التعليم خصوصاً،، فتخريب وهدم التعليم يعني بمحصلته تخريب وهدم وطن ٍوأمه دون خسائرماديه أوبشريه في هذه المعركه الصامته للطرف المهاجم، فقط ماعليك الا تسليط الطابور الخامس وأنتظر النتيجه، فهل أدركت تلكم النقابات هذا المخطط الرهيب
9) تلك النقابات نجدها لا تعطي من التقدير للواقع الموضوعي حقه فهي نتاج لسياسات لاتمتلك القدره على التحليل أو أنها تتمتع ببُعد نظر أوتُفكر بإستقلاليه، بمعنى أنهامعنيه بحفط وتنفيذ مقولة(قال لي سيدي لا أرجع) فمن يحاول نصحهم أوإثنائهم كمن يحاول أن يُكركرجمل ،مسلوبي الإراده والقرار ،فنقول لهم إذلم تخافوا عدالة الأرض فلاتنسواعدالة السماء هي من تنتظركم على أحرِ من الجمرِتستلموا المرتبات التي رُفعت عنها البركه نتيجة هذه الأفعال المخالفه حيث لم تؤدواحقها تعليمياً أوإدارياً بالبقاء في مدارسكم حتى نهاية اليوم الدراسي،،إذاً فأبشروا بحرب من الله،،وقياسا على ذلك فأنتم تأكلون في بطونكم ناراًً وستصلون سعيرا مثلكم في ذلك كمن يأكل مال اليتيم ظلما وبغيرحق ولم يحفظ له أمانته وقس على على ذلك بقية مرافق موظفين الدوله فكل الخوف أن تعود تلك الريالات المعدوده وبالاً بالأمراض والأسقام نسأل من الله لكم العافيه والسلامه والهدايه وتجنب أي مكروه
10) في البلدان الديمقراطيه من تسمح دساتيرها بالإضرابات العماليه فخلال فترة الإضراب يُحجم رب العمل عن دفع الرواتب للمُضربين والنقابات هي من تتكفل بذلك فتدخل بحوارات مباشره مع أرباب العمل ولايذهبواللقول أن هذا الراتب حق مُكتسب كأعتقادكم اليوم وملتزمون بشروط شغل الوظيفه وعقدها لذلك سرعان مايتم رفع الإضراب ايً كانت نتائج الحوار، حتى إذلم تكن في مصلحة المضربين فلم يصلوا يوما للعصيان كما وصل اليه معلمينا فالحوار والعمل مستمران في آنٍ أبحثوا وتأكدوامن هذه الحقيقه فستجدواعينها،صدقوا إن تم تصعيد الأمر وبلغ القضاء الإداري لن يفصل بغيرذلك الأمرحيث أن جهة العمل وهي من تُعرف بالمستأجرأيً كانت عام أوخاص تدفع النقد مقابل العمل للأجير إستناداً لقانوني الخدمه المدنيه والعمل النافذين،،لذلك تجدو إن الإضرابات في تلك الدول مخططاًلها بعنايه ودقه لاتخضع للسياسات والإملاءات والتدخلات الجانبيه وللمزاج والعشوائيه وجلها مطالب حقيقيه مرتبطه بالحقوق وليس سواهاوالعامل أوالموطف غير مزدوج وظيفا وهنا يكمن الفارق في فهم الحقائق القانونيه من عدمها وفي التفريق بين السياسه والحق والواجب وظروف البلدالذاتيه والموضوعيه
11) نعود للقول إن أبنائكم وبناتكم الطلبه أمانه في أعناقكم فصونوا هذه الأمانه وإعطوهاحقهامن التعليم والتربيه الحسنه،، ونُذكركم للمره الألف أن كل من في البلد يُعاني شظف العيش وصعوبته وضآءلة الراتب وهناك وضعا إستثنائيامرتبط بوضع عام ملتهب غيرآمن أومستقر ليس حصرياعلى شريحة المعلمين فحسب بل يشمل الكل برغم تضامننامع المطلب ومشروعيته لكنه جاء خارج سياقه العام والمكان والزمان الصحيحين،، ونود أن يتميز المُعلم بهيكل أجور مستقل خاص إسوةً بالقطاعات التي سبقته برغم عدم قانونيتهاوالتي يظهر فيها وكأن كل قطاع يعمل في دوله مستقله بينما الهيكل العام للإجور يجب أن يكن موحداً لجميع موظفي جهاز الدوله والقطاع العام وهو كذلك وصدر بقانون وإن الفارق يكمن في طبيعة العمل وبعض البدلات المصاحبه، وهذا لن يكون الافي ظل وجود دوله ووضع طبيعي والذهاب لتصحيح تلك العيوب الجوهريه التي أُدخلت وبتعسف لقانون الأجور والمرتبات وفقاً لحسابات خاصه بالحاكم وقناعاته نعلمها ونعلم الهدف منها
12) أن الرجوع للحق فضيله فلايذهب لممارسة الحقد على ابنائه أوغيرهم من تعلوابه الرُتبِ فأتقوا الله ياورثت الأنبياء إن كنتم تتمثلون رسالاتهم التنويريه
ــ ًخلاصة لكل ماتقدم في تقديري الشخصي إن الحلقه المفقوده التي نبحث عنهاوهي من أطالت وستطيل أمد هذا الإضراب لإجلٍ غير مسمى والذي تحول بفعل فاعل لعصيان بعينه إذلم يتدارك الأمر بموقف حازم ومسؤل من كل أطراف العمليه التربويه والتعليميه تكمن في الحقائق أدناه وأرجوأن أكون مخطئاً : ــ
1) آن النقابات التعليميه بدلاًمن أن ًتعمل بمهنيه أصبحت تتعاطئ وتشتغل سياسه ولهاحساباتها وهذا يخالف لوائحها الداخليه التي أُنشئت بموجبها ويخالف حياديتها وإستقلاليتها ومبادئ واهداف الشريحه المجتمعيه الواسعه التي تدعي تمثيلها وهويسقط حقها القانوني في ذلك التمثيل
2)تداخل تلك السياسات المحنطه الموروثه مع الحق المطالب به والتعبئه الخاطئه بإتجاه كيفية الوصول لهذا الحق كان قد تعارض توقيته ومجيئه في الزمن الغيرحق
3) عدم التفريق بين ماهو خاص وماهو عام في وضعٍ غيرإعتيادي موضوع
4)الفهم السطحي للواجب وعدم المقدره على الربط بينه وبين ذلك الحق وتمثله في الممارسة والواقع
5) الجهل المطلق بالعِلم واهميته ومكانته وماتحاك من ممارسات وأساليب تجهيل ممنهجه منذما بعدالعام 1990
6) عدم الفهم العام للقانون وتجييره لماهوخاص في كل الحالات دون الإلتفات لماهوعام ولوضع البلدوقدراته.