كريتر نت / المهرة
أكدت مصادر محلية في محافظة المهرة انتشار قوات “النخبة المهرية” والتحالف العربي في منفذ شحن البريّ على الحدود مع سلطنة عمان، في أعقاب حالة توتر واشتباكات محدودة شهدتها المحافظة إثر محاولة عناصر مسلحة مدعومة من الدوحة ومسقط نصب كمين لرتل عسكري تابع لقوات التحالف.
وقامت عناصر قبلية مسلحة بقيادة علي سالم الحريزي المدعوم من قطر، الاثنين، بمحاولة اعتراض قوات سعودية أثناء توجهها إلى منفذ شحن الحدودي. وتمكنت طائرات أباتشي من إفشال الهجوم وملاحقة المهاجمين الذين انتشروا بكثافة في المنطقة المحيطة بالمنفذ بهدف الحيلولة دون وصول قوات التحالف العربي.
وقال بيان للمركز الإعلامي للسلطة المحلية بمحافظة المهرة إن “رتلاً من قوات التحالف العربي المسنودة بقوات المهام الخاصة تعرض لكمين مسلح نصبته مجموعة من المتمردين المسلحين على الطريق المؤدي إلى منفذ شحن”.
وأضاف البيان أن “مواجهات عنيفة اندلعت عقب الكمين”، لافتا إلى أن قوات التحالف وقوات المهام الخاصة أفشلت الكمين وقامت بملاحقة المسلحين الذين لاذوا بالفرار.
وأوضح أن “قوات التحالف كانت في مهمة دورية معتادة للقيام بعملية التفتيش الروتيني اليومي، إلى جانب استقصاء طبيعة الوضع الأمني في منفذ للشحن”، مشيرا إلى أن الكمين والمواجهات لم يسفرا عن أيّ خسائر بشرية.
ونقل البيان عن مصدر في السلطة المحلية بالمهرة، قوله إن الحادثة تعد “تجاوزا خطيرا وتعديا صارخا للنظام والقانون، ومحاولة يائسة من قبل الجماعات الخارجة عن النظام والقانون لإثارة الفوضى في المحافظة”.
من جهته، اتهم المسؤول الإعلامي في لجنة اعتصام المهرة سالم بلحاف، القوات السعودية بعرقلة حركة التجارة في منفذ شحن، الأمر الذي دفع بالمواطنين للاعتراض على هذا السلوك والاحتماء بالقبائل بحكم الأعراف القبلية.
وتشير تقارير مختلفة إلى تحول منفذ شحن على الحدود مع سلطنة عمان إلى واحد من أهم معابر تهريب السلاح للميليشيات الحوثية، وهو ما يفسّر حالة الانزعاج التي أبدتها قيادات قبلية وناشطون إعلاميون مدعومون من الدوحة ومسقط نتيجة تحرك التحالف لتأمين المنفذ الاستراتيجي.
وكشفت تقارير أممية عن وصول شحنات سلاح متنوعة للحوثيين من بينها قطع غيار لصواريخ وطائرات مسيرة عن طريق الحدود العمانية مع اليمن.
واشارت صحيفة “العرب” في تقرير سابق تصاعد النشاط القطري والعماني في محافظة المهرة في الجانبين العسكري والسياسي، والتحضير لتحويل المحافظة إلى مركز قطري عماني متقدم لدعم الحوثيين وإرباك التحالف العربي، وإطلاق فعاليات سياسية وإعلامية جديدة مناهضة للتحالف من بينها الإعلان عن تحالف سياسي جديد يضم كل الأطراف اليمنية المحسوبة على الدوحة ومسقط.
وتشير مصادر سياسية إلى مشاركة قيادات بارزة في الحكومة في دعم الأجندة المعادية للتحالف العربي في المهرة، وفي مقدّم هذه القيادات وزير الداخلية أحمد الميسري، الذي تؤكد المصادر قيامه خلال الفترة القليلة الماضية بتعيين قيادات أمنية موالية لقطر وعمان وإضفاء الشرعية على تشكيلات عسكرية في وزارة الداخلية تتبع القيادي الإخواني حمود سعيد المخلافي.
ووصفت المصادر تحرك بعض القيادات السياسية والإعلامية المحسوبة على الشرعية في محافظة المهرة وغيرها من المحافظات المحررة لصالح الأجندة القطرية ومشروع التقارب الإخواني الحوثي الذي ترعاه الدوحة ومسقط بأنه تعبير عن حالة الارتباك والضعف لمؤسسات الشرعية وعدم رغبة أطراف فاعلة فيها بتحجيم دور التيار المعادي للتحالف العربي.
ونشر القيادي السابق في تنظيم القاعدة عادل الحسني، الذي يشارك في إدارة النشاط المعادي للتحالف العربي، صورة تجمعه بمحافظ سقطرى رمزي محروس من مدينة إسطنبول التركية، في مؤشر على حجم الاختراق القطري للحكومة الشرعية، والعمل على استهداف التحالف العربي من داخل مؤسساتها وأطرها الرسمية.
وأبدى ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي استغرابهم من طريقة تعاطي الحكومة مع المسؤولين فيها والذين جاهروا بولائهم للمشروع القطري والإخواني في اليمن واصطفافهم ضد التحالف العربي ومصالح الشرعية وأهدافها من دون أن يتم نزع الغطاء السياسي عنهم، والذي تمنحه لهم المناصب الرسمية التي مازالوا فيها.
وأظهرت وثائق مسربة توجيهات من أحمد الميسري أصدرها من مقر إقامته في العاصمة العمانية مسقط يوجه فيها المؤسسات الأمنية والعسكرية في محافظة المهرة بعدم التعاون مع قوات التحالف أو الانتشار في منفذ شحن الحدودي، في الوقت الذي تظهر فيه وثيقة أخرى صدور توجيهات من مكتب نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي بالتعاون مع القوة السعودية لمواجهة ما وصفته الوثيقة “المخربين والمهربين ومنع التقطعات في الطرقات”.
وتحولت المهرة خلال السنوات الأخيرة إلى بؤرة توتر دائمة بين التحالف العربي والسلطة المحلية من جهة وفعاليات شعبية مدعومة من قطر وعمان تعمل على تنظيم أنشطة مناوئة لوجود قوات التحالف في المحافظة التي تبرّر وجودها بالعمل على الحد من ظاهرة تهريب السلاح والممنوعات.
وألقت مسقط والدوحة بثقلهما السياسي والمالي والإعلامي لدعم الاحتجاجات في المحافظة وتمويل ميليشيات قبلية مسلحة تهدد بين الحين والآخر بخوض مواجهة عسكرية مفتوحة مع قوات التحالف.
ومن المفترض أن تنطلق خلال الأيام القليلة القادمة قناة جديدة في إسطنبول التركية تحمل اسم “المهرية” مموّلة من قطر وسلطنة عمان يديرها إعلاميون من جماعة الإخوان تتبنى خطايا إعلاميا مناهضا للتحالف في كل من المهرة وسقطرى وحضرموت.
وعلى ذات الصعيد أقرت اللجنة الأمنية بمحافظة المهرة اليمنية، اليوم الأربعاء، إرسال كتيبتين من الجيش لتعزيز الوضع الأمني بمديريتي شحن وحات، لمكافحة التمرد الذي تقوده مجاميع مسلحة مقربة من حزب الإصلاح.
وقالت وكالة أنباء سبأ الرسمية إن ”اللجنة وافقت خلال اجتماعها برئاسة محافظ المدينة راجح باكريت، على إعداد آلية من قبل ذوي الاختصاص والجهات المعنية لتنظيم وضبط العمل في المنافذ وتسهيل حركة التجارة“.
وأضافت أن ”اتفاقا جرى خلال اجتماع ضم عددا من وجهاء وأعيان محافظة المهرة على تشكيل لجان في كافة المديريات للتحضير والإعداد لمؤتمر جامع وشامل لكل أبناء المهرة ومكوناتها السياسية والاجتماعية، للخروج برؤية وثوابت يجمع عليها الجميع من أجل سلامة المحافظة وأبنائها“.
كما تم ”الاتفاق على الجلوس مع كافة القبائل في إطار المديريات وتشكيل مجالس قبلية لمنع المتمردين من استخدام أراضيهم للقيام بأعمال تخريبية“.
وعقد الاجتماع لمناقشة مستجدات الأوضاع بعد تدخل قوات الجيش بدعم من التحالف العربي لاعتراض مجاميع مسلحة خارجة عن القانون في الطريق المؤدي إلى منفذ شحن البري.
وأكد المحافظ، خلال اجتماعه مع عدد من القيادات الأمنية والعسكرية، أنه ”تم معالجة الأوضاع بعد توجيهات رئاسية بالتعامل مع المجاميع المسلحة وعودة الحياة إلى طبيعتها“.