كريتر نت / كتب/عصام علي محمد
استغرب كيف أضحت ثقافة الموت سلعة يتسابق الشباب في عدن حاضرة اليمن قديماً وحديثاً مكرهين للحصول عليه.ربما وحده من يساوي الجلاد بالضحية حين أضحت إحتمالات الموت ميسرة أمام الجميع.
إحتمالات الموت غدت مهيمنة تجثم صدر الحاضر وتحاصر بتمنع كل بوادر انبلاج تبشر بفرح قادم لهذه المحافظة أو لأهلها المتعبين جراء تتابع صور الحزن في ظل مسلسل طالت حلقاته حتى شعر البطل ذاته بالملل من تكرار دور البطولة الهزلية التي تجبر جميع المشاهدين على البكاء.
في عدن فقط يتسأل أللبيب الحيران لماذا يموت شبابنا ؟
لماذا لا تتطهر من رجس شياطين الأرض الا بالموت تساؤلات تفضح تلك الوجوه المتلونة المختفية تحت شعارات وطنية تغتات من ترديد عبارات تلك الشعارات الزائفة.
في عدن فقط تنتصب خيمتان واحدة عزاء لضحية الجلاد والأخرى للجلاد يحتفي بتحقيق نصره المتمثل بقتل الضحية والمؤلم أن الجلاد والضحية هم شباب عدن وعودها الأخضر الغض المرتجى خيره .
عدن وضع إنساني انعدمت فيه بوادر التحرك الشرعي و الاننقالي والعمل الدولي الانساني المنتظم وذاك الغياب أحال وشوارع وازقة مدن عدن إلى مسرح للحزن المؤلم الذي وصلنا اليه ..
عدن اليوم تفتقر إلى ضمانات تؤمن أبسط الحقوق الأكيدة للعيش الآمن.
مع مرارة الأسف المنتشرة في تفاصيل حلوقنا رأينا كيف تحول بعض العقلاء والوجهات ممن يمتلكون زمام الأمر والنهي والحسم لأمور عدن .هؤلاء تحولوا وبكل آسف إلى أدوات تؤسس للبغضاء والاحقاد بين ألشباب.وقد نجحوا مؤخراً في تنمية نزاعات أشبه ماتكون بالعنصرية وأقرب وصف لها أنها تعاملات دونية .
عدن لا تحتمل مزيداً من المآسي فمتى يدرك العقلاء مدى حالة الجفاف الإنساني والجفاء الرسمي بطابعه الرسمي.
اليوم الجميع هنا يحاول إخراج عدن من مشاكلها المصطنعة بفعل فاعل الذي ارتضى لعدن الدمار لشبابها و لرجالها والقهر للكريمات من نساءها والحصار لاطفالها ونسائها والقتل لشبابها .
في ظني واعتقادي آن الأوان لهذه الجرحات أن تندمل وتلتأم تشققاتها إلى غير رجعة .
وبدايات الغيث قطرة تتمثل بالحضور اللافت للجوانب المدنية التي يحاول الطيبين من أبناء عدن إضافتها .
أملنا سيكبر في صدورنا حين يستشعر الجانبان الرسمي والاهلي حجم الجرم الذي يمارسه تجار الموت في عموم مديريات عدن حاضرتنا الأزلية…