كتب : م / محمد زين درويش
لو أن نيو كورونا 19 ، حدثت قبل ستة أعوام ، لا أتصور أن أحدا سيجرؤ ، سواء في أرض الحرمين أو خارجها ، على اتخاذ إجراءات منع الصلاة في الجوامع ، ناهيك عن التفكير في منعها في الحرم المكي والمسجد النبوي …
وهي لعمري ثمرة من ثمار التفكير الاستراتيجي الحداثي المستنير ، لحقبة محمد بن سلمان وأبيه ، التي يكابر البعض في إنكار وجودها لأسباب سياسية وتضارب مصالح …
طبعا ! كانت وطأة الجائحة ستقف إلى صف العقلاء والمستنيرين ، بعد حين من الألم والتضحيات ، كما حدث مع نظرائهم في طهران ، الذين أجبروا على الصمت والسير مع القطيع في البدء ، حتى بلغ السيل مستوى أزاح الكهنوت ، ومهد الطريق لتصدر رافعي راية العلم والحداثة …
أتخيل أن مشائخ هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، سيئة السمعة وأمثالهم من مشائخ التزمت والانغلاق ، كانوا سيتقدمون الصفوف في وجه تلك الخطوات ، كما فعل أشباههم في قم والنجف ! …
وبما أن الشيء بالشيء يذكر ، فلا أتصور استسلام الرأسمالية الجشعة ، في أهم مواطنها ، للتنازل عن أرباحها لصالح صحة الناس وسلامتهم ، الذي لم يتأخر كثيرا ، تحت ضغط النجاحات الصينية في مواجهة الوباء ، في إطار مزايا النموذج الصيني المتفرد ، المازج لأفضل مافي النظامي الاشتراكي والراسمالي …
وهو نجاح ونموذج لم يحدث في التاريخ الحديث ، خارج أوروبا وأمريكا في مواجهة الكوارث والحروب ، بكفاءة عالية ، في التخطيط العلمي والسيطرة المنهجية ، وإستخدام الموارد المادية والبشرية بكل أريحية ، بأقل خسائر وفي زمن أقل من القليل ، لصالح المواطن الصيني والبلاد بأسرها ، بل يتعداه لتقديم العون والمساعدة لمن يطلبها ، في المجتمع الإنساني من أقصى الأرض لأقصاها … …
وهو درس عملي ، إن لم يسقط السيطرة والهيمنة للفكرة الراسمالية ، على الوعي الجمعي العالمي كنموذج وحيد للنجاح والريادة ! فهو يقدم للعالم نموذجا رديفا للنجاح ، يصلح للتقليد والإتباع في أي مكان في العالم ، وفي الدول النامية في الشرق على وجه الخصوص !!!