كريتر نت / احمد مهدي سالم
صباح اليوم نظم ملتقى الشجرة بجعار رحلة إلى كبث لتغيير الجو والمكوث ست ساعات في حضن الطبيعة الخضراء والنسيم العليل وحفيف الأغصان،وزغردة العصافير،والتمتع بمناظر الرعيان والأبقار وقطايع الأغنام،وحركة المسافرين تناولنا الغداء في حضن أحد الحقول بعد صلاة الظهر،والخضرة تحيط بنا إحاطة السوار بالمعصم،وأشعة الشمس الباردة بدت وكأنها ترحب بنا،وشاركها ظل شجرة سدر..علب في احتضان جلستنا الودية التي بدت أكثر جمالا للبعد عن الجوال بضع ساعات..حتى التغطية لشبكتي موبايل وام تي كانت غائبة،وذاك ما ضاعف سرورنا لنتبادل أطايب الأحاديث،وشهي المعلومات،وساخر الطرائف مع جمال منظر تعانق أغصان الأشجار،وانبساط الطبيعة تحتنا وأمامنا كسجادة خضراء جمعتنا لصلاتي الظهر والعصر في أجواء طلقة باهرة الحضور،جميلة المحيا مع تمتعنا بين الحين والآخر بمقاطع غنائية لمطرب الملتقى والعاشق الخمسيني سليمان بكر الذي تفاعل مع جمال البيئة الخلاب فجاشت نفسه بأعذب الأغاريد تجاوبا مع سجع الحمام و شقشقة الطيور وأدخلنا معه ذلك الجو الخيالي البديع.
( لقطات من الرحلة )
– توقفان للسيارتين اللتين نقلتا الزملاء..الأول لسيارة الأخ علي أحمد فليس في نقطة الري،وبنشر للتاير الخلفي يسار لسيارتي في قرية اللكيدة،وسرعان ما تم التحرك بالرغم أن البعض جال في ذهنه تخوف..قده من بدايتها.
-في بقعة الاخضرار حيث قعدنا..مرت بقرة مكممة فعلق صالح طفل أمير الجلسة قاسم فليس : أيش البقر عندهم كورونا فضحك الجميع وكان قاسم قد اصطحب طفليه صالحا و فاطمة وأضفيا جوا من البهجة على الرحلة.
-فيما كان النقاش ساخنا عن التقاليد والأمثال الشعبية حط بجانبنا طائر اسمه كويع فعلق البعض : هذا ذكرنا بالبيت الشعري الذي يقول :
ذي ما حسبها وعاده في النسم
يصبح كما كويع مخنوث الطيور
وأول خلص البيت طار فابتسم أحدهم وقال : أكيد سمع وما أعجبه الهرج.
-صديقنا سليمان المهتم بالأشجار..غافلنا وأجهز على أغصان أشجار الخوع..كمية كبيرة قد تزعل صاحب الأرض،ولما وجدني كشفته رشاني بقليل من الخوع وضعه في سلتي فلزمت الصمت.
-في نقاش اختيار أحسن الأمثال برز الأخ عادل عبدالله السرحي..ذاكرة قوية حافظة.
-ولأن الاتفاق نص على أن كل واحد يحضر غداء من منزله اجتهد الجميع وزادوا فبقي أكل شهي كثير..فرأى الشيخ علي فليس أنه حرام يُرمى فكان يدعي على المارين حتى استجاب البعض وأعطاهم أياه ثم هدأ.
-أبهج النفس وطربت العيون لمرأى بساتين الموز على جانبي الطريق في باتيس واللكيدة وأغصانها الخضراء التي تتهادى في غنج ودلال ،وكأنها ترحب بالقادمين.. بالمسافرين..فتتذكر..الماء والخضرة والوجه الحسن.