كتب : زكريا محمد محسن
سنوات عجاف عاشها المتقاعدون المدنيون في الضالع ، ذاقوا خلالها صنوف القهر والحرمان وعانوا الأمرين ، حيث لم يتحصلوا حتى على أبسط حقوقهم المشروعة رغم أنهم قضوا حياتهم في خدمة الوطن وتفانوا في أعمالهم طيلة سنوات خدماتهم الطويلة التي تجاوزت عند بعضهم أحد الأجلين ، في حالة فريدة لا تحدث إلا في اليمن أن يخدم الموظف أكثر من أربعين عاماً أو يصل عمره إلى الستين دون أن يحال إلى التقاعد وعندما يتقاعد بعد أن يفني عمره ويستنفد قواه وطاقاته لا يتحصل على حقوقه كاملة ..!
وكل ذلك ؛ وأكثر من الجهد والتعب والخدمات الطويلة وبالأخير بدون جدوى ، ودون يشفع لهم ذلك عند أصحاب الشأن ، بل أنهم لم يلاقوا من الحكومات السابقة والإدارات المتعاقبة سوى الجحود والنكران لكل ما قدموه إلى درجة أن معاش المتقاعد المدني كان لا يكفي حتى لشراء كيس أرز من النوع الرديء … تصوروا ..!!
ولكن اليوم الحال قد تحسن كثيراً ، فقد تم تسوية أوضاع متقاعدي الضالع ومنحهم كل الزيادات المستحقة لهم غير منقوصة ، وذلك بفضل من الله تعالى ثم بفضل الجهود الخيرة المبذولة من قبل العصاميين نافع احمد محمد وكيل الهيئة العامة للتأمينات والمعاشات ومدير عام تأمينات الضالع ، وعلي حرمل مدير عام مكتب الخدمة المدنية اللذين يستحقان بحق أن ترفع لهما القبعات إجلالاً وإكباراً لعملهما العظيم ذاك الذي تتطلب منهما جهوداً مضنية عالجت أخطاء متراكمة لأعوام طويلة قد خلت ، فليس من السهل أبداً مراجعة كل ملف والتدقيق فيه لعدد يتجاوز الفي متقاعد ، لكنهما بإصرار عجيب وعزيمة لا تلين أنجزا المهمة في وقت قياسي ، كما أنهما قد أبليا بلاء حسناً في المتابعات الحثيثة والمتواصلة لدى الجهات العليا وإقناعها باعتماد تلك التسويات المستحقة لمتقاعدي محافظة الضالع التي سبقت الكثير من المحافظات بمعالجة وتسوية أوضاع المتقاعدين … وهذا إن دل على شيء إنما يدل على ضميرهما الحي وحنكتهما الإدارية ، وإنهما جديران بالمناصب التي أوكلت إليهما .
أخيراً بالأصالة عن نفسي ونيابة عن المتقاعدين وكبار السن في الضالع نتوجه بالشكر الجزيل لهذين المسؤولين الرائعين – الذي لم يجُد الزمان بمثليهما – وكل المختصين لديهما على الجهود التي بذلوها وأثمرت بوضع حد لمعاناة سنين طويلة .. آملين من المسؤولين في بقية المحافظات التي لم تقم بتسوية أوضاع متقاعديها أن يحذوا حذو الضالع ويبادروا سريعاً إلى معالجة أوضاع المتقاعدين الذين تقطعت بهم السبل وضاقت عليهم الدنيا بما رحبت جراء تجاهلهم حتى اليوم وعدم منحهم حقوقهم أسوة بغيرهم .