كتب : عبدالعزيز الماطري
اطلقت ايران قبل ايّام قمرها الاصطناعي الاول هو ذو طبيعة عسكرية صرفة ، اطلق بعد تجارب فاشلة عدة ، فقد استطاعت مؤخرا من فعل ذلك لتغير قواعد كثيرة في صراعها المستميت مع كثير من دول المنطقة والعالم .
فبرغم ذروة جائحة كورونا داخل ايران وفِي العالم اجمع ، لم يمنعها هذا او يثنيها من فعل ماتريد ، حصار اقتصادي خانق وتدهور اقتصادي مريع وتراجع كبير بعملتها الوطنية تجاه سلة العملات الصعبة .
ايران لا تتراجع عما تخطط له ، يبقى مشروع التمدد وتصدير الثورة هدفها الاول ، مهما كلفها الامر من أثمان .
يحاول اعلام بعض دول المنطقة التهوين والتقليل من خطوة ايران الاخيرة ، بالقول انه مجرد صاروخ لا يحمل شيء يعتد به ، وهو قول غير صحيح بالذات مع ردة فعل امريكا وفرنسا وبريطانيا مثلا تجاه هذه الخطوة .
الصاروخ الحامل للقمر الاصطناعي يعد تطور ملفت بحد ذاته لبرنامج تطوير الصواريخ الباليستيه الإيرانية ، ويدخل في إطار الصواريخ العابرة للقارات ، مع مقدرة الصاروخ على حمل رؤوس نووية اذا ارادت ايران فعل ذلك .
هذا الصاروخ بامكانه ضرب مدن في مناطق بعيدة ، بما يمثل تطوير خطير لبرنامج الصواريخ الإيرانية الباليستيه .
من ناحية اخرى ان القمر الاصطناعي وسيمكن ايران من تحسين مستواها التقني في مراقبة تموضع وتحركات القوة المعادية ، كما وسيساعدها في توجيه صواريخها بشكل افضل .
ايران استغلت انشغال خصومها بجائحة كورونا ، لكنها – اي الجائحة الكورونية – لم تشغلها عما تريد .
انتقدت دول عدة الخطوة الإيرانية ، فقط روسيا دافعت عن ايران ونفت اي تطوير في برنامجها الصاروخي مع ان الواقع الملموس يثبت غير ذلك تماما .
روسيا في علاقتها مع ايران يحكمها محدد مهم بالنسبة لروسيا ، يتمثل في مصلحتها من ايران المحاصرة اكثر من ايران المتقاربة مع الغرب .
روسيا تريد ايران ان تبقى محاصرة حتى تكون روسيا الأقرب الى ايران ، لكن ايران بعلاقات منفتحة مع الغرب ترى روسيا ذلك يضر بمصالح روسيا .