كريتر نت / DEعربية
ظاهرة جديدة تتعلق بتفشي وباء كورونا والوفيات الناتجة عنه تحير باحثين بريطانيين، إذ لاحظ هؤلاء أن خطر الفيروس على أصحاب البشرة السمراء والهنود والبنغاليين والباكستانيين أكبر مقارنة مع العرقيات الأخرى. فما هو تفسير ذلك؟
قال مكتب الإحصاء الوطني في بريطانيا اليوم الخميس (السابع من مايو/ أيار 2020) إن السود والمنحدرين من أصول هندية وبنغالية وباكستانية تزيد لديهم بشدة احتمالات الوفاة جراء مرض كوفيد-19 مقارنة بالبيض حتى بعد أخذ الفروق الاقتصادية والاجتماعية في الحسبان.
واشار المكتب إلى أنه اتضح باستخدام نماذج معدلة وفق مجموعة من العوامل الاجتماعية والاقتصادية، أن ثمة فروقا كبيرة في الخطر الذي تتعرض له الجماعات العرقية المختلفة من الإصابة بكوفيد-19. وقال إن “خطر الوفاة المرتبطة بفيروس كورونا (كوفيد-19) بين بعض الجماعات العرقية أعلى بكثير منه في العرق الأبيض”.
وأضاف “تزيد احتمالات الوفاة المرتبطة بكوفيد-19 بين أبناء العرقيات البنغالية والباكستانية والهندية والعرقيات المختلطة مقارنة بالعرق الأبيض بصورة تدعمها الإحصاءات”.
ويشدد علماء يدرسون فيروس كورونا المستجد على وجود ثغرات كبيرة في معلوماتهم ويستشهدون بفروق كبيرة في معدلات الوفاة على أساس السن والنوع والعرق. ويقول العلماء إن علم الوراثة ربما يتيح العديد من المفاتيح التي يمكن أن تكشف في نهاية المطاف طريقا يؤدي إلى اكتشاف أدوية ولقاح لعلاج المرض.
ودون التعديل بأخذ مجموعة من العوامل في الحسبان منها الحرمان الاقتصادي والتعليم والصحة، توصل مكتب الإحصاء الوطني في بريطانيا إلى أن الذكور السود أكثر عرضة 4,2 مرة للوفاة المرتبطة بكوفيد-19، والإناث السود أكثر عرضة للوفاة 4,3 مرة من الذكور والإناث من العرق الأبيض.
وأظهر النموذج المعدل أن الذكور والإناث السود أكثر 1,9 مرة عرضة للوفاة بالمرض من البيض. وأوضح هذا النموذج أن الذكور من العرقيتين البنغالية والباكستانية أكثر 1,8 مرة عرضة للوفاة. أما الأفراد من المجموعة الصينية والعرقيات المختلطة يواجهون مخاطر مماثلة للعرق الأبيض.
الأمراض والظروف المعيشية جزء بسيط من المخاطر
وتوصلت دراسة أخرى إلى نفس النتيجة، حيث نقلت وكالة “بلومبرغ” عن باحثين في جامعة أوكسفورد وكلية لندن للصحة والطب الاستوائي أن أمراض القلب والسكري، وهي أمراض منتشرة أكثر في المجتمعات ذات البشرة السمراء والآسيوية، لا تمثل سوى جزء صغير من المخاطر الزائدة، وبالمثل الظروف المعيشية الصعبة.
وقام العلماء بفرز البيانات الصحية لأكثر من 17,4 مليون شخص بالغ من الخدمة الصحية الوطنية في المملكة المتحدةلتجميع ما وصفوه بأنه أكبر تحليل في العالم لسجلات المرضى منذ أن بدأ الفيروس بالانتشار في جميع أنحاء العالم في وقت سابق من هذا العام. وقال وليام سميث، أستاذ علم الأوبئة السريري في مدرسة لندن للصحة والطب الاستوائي والذي شارك في إدارة الدراسة: “نحتاج إلى بيانات دقيقة للغاية بشأن المرضى الأكثر تعرضا للخطر من أجل إدارة الوباء وتحسين رعاية المرضى”.
وأظهرت بيانات من الولايات المتحدة ايضا أن الأمريكيين من أصول أفريقية أكثر عرضة للوفاة بكوفيد-19 الأمر الذي يسلط الضوء على اختلافات قديمة في الصحة وعدم المساواة في فرص الرعاية الطبية.
تجدر الإشارة إلى أن بريطانيا هي الدولة التي سجلت أكثر عدد من الوفيات في العالم بعد الولايات المتحدة، إذ وصلت إلى 30150 حالة وفاة من أصل 202359 إصابة، حسب إحصائيات جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، حتى ساعة نشر هذا الخبر. في حين وصل عدد الوفيات المتعلقة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة إلى 73566 حالة.