كتب : محمد موسى
في 7 مايو / ايار 1250 قبل 770 عاما ، خرج لويس التاسع ملك فرنسا من سجنه بدار ابن لقمان في مدينتي المنصورة ، كان لويس قد قاد الحملة الصليبية السابعة غازيا مصر وفي يقينه أن احتلالها سيمكنه من الزحف على فلسطين واحتلال القدس ، انزل الاسطول الفرنسي قرابة 36 الفا من جنود الحملة في دمياط على ساحل المتوسط واحتل المدينة ثم أخذ طريقه بعد أيام متجها إلى ” جزيرة الورد ” وهو الاسم القديم للمنصورة ، كانت خطة الدفاع عن المدينة بسيطة وعبقرية ، اهالي المدينة مسلحين بكل ما يصلح لأن يكون سلاحا في أيديهم ومعهم المماليك المدججين بالسلاح تركوا أبواب المدينة مشرعة واختفوا بصمت تام فاكتسب جيش فرنسا ثقة مضاعفة واقتحم المدينة ودخل احياءها وازقتها قبل أن تنفتح عليه ابواب الجحيم ويخرج الأهالي من كل مكان ليصطادوا الغزاة ويمعنوا فيهم قتلا ، خسر الجيش الفرنسي الآلاف قبل غياب شمس ذلك النهار وفر الملك ومن معه عائدين إلى دمياط فتعقبهم أهل المنصورة والمقاتلون المماليك واشتبكوا معهم في بلدة فارسكور قبل دمياط واثخنوا فيهم فقتل نحو 10 الاف جندي فرنسي اخر ..وأسر العرب المصريون لويس التاسع وعادوا به مكبلا إلى جزيرة الورد التي أصبح اسمها منذ ذلك الحين المنصورة ، واودعوه سجنا يقع في دار القاضي ابن لقمان هو وعدد من كبار قادته ..
دارت مفاوضات استمرت من فبراير / شباط إلى مايو / ايار لافتداء ملك فرنسا ، دفعت فرنسا 10 ملايين فرنك مقابل حريته وغادر سجنه ومصر كلها محطما مهانا في مثل هذا اليوم ، عاد إلى عرشه في فرنسا ولكنه لم ينس حلمه بالاستيلاء على القدس فخطط للمشاركة في قيادة الحملة الصليبية الثامنة بعد عقدين من الزمن ، كانت نقطة البداية الإنزال في تونس في 1270 متصورا أن يبدأ بها ثم يزحف شرقا نحو القاهرة في طريقه الى فلسطين ، ولكن بمجرد أن حطت قدماه أرض تونس اصابه المرض ومات ..
في 1960 جاء جمال عبد الناصر إلى المنصورة وافتتح متحف ابن لقمان القومي الذي كان سجن ملك فرنسا ، وألقى كلمة تحدث فيها عن حلقات الكفاح المستمر ضد المستعمر الغازي ..
تاريخ لا رغبة – للاسف – في التطرق إليه الآن !
من صفحة : الكاتب في فيس بوك