كتب : سعيد المعمري
هكذا تتوالى الأحداث في اليمن بصورة دراماتيكية . دون أن يعرف أحد منا . إلى أين تسير الأوضاع فيها ، سيما في مثل هذه الأحوال التي تتربص بها من كل جانب بما فيها هذه الحرب العبثية القذرة .
التي تجري فيها منذ أكثر من خمس سنوات عجاف ..
ولا زال سعيرها مشتعل حتى الآن ، في مختلف المناطق والأرياف على حدٍ سواء .. دون أن تكون هنالك أية بوادر أمل للتهدئة . أو لوقف هذه الحرب . خاصة في الأونة ..
رغم المساعي والجهود التي تبذل في هذا الشأن . من قبل الأمم المتحدة . وكذا الأطراف المعنية بالقضية اليمنية .
ولكن دون جدوى . والمُشكل في هذا .. بأن هنالك من يعمل على تأجيج هذه الحرب .. مستغلاً تلك الأوضاع المتدهورة في اليمن . وبالتالي لا يعير لأمور كهذه بشيئ . اللهمَّ إشباع رغباته وتنفيذ أوامر أسياده ..
وكأن هذا الوطن .. عبارة عن ضيعة لا يهمهم من أمره شيئاً ..
الأحوال ستظل هكذا ..
ولذلك أعتقد بأن الأحوال ستظل . على ذاك النحو السيئ إلى فترة أطول . ولن يندمل جراحها . مالم تكن هنالك خطوات جادة وناجعة من قبل من يعنيهم الأمر .
بعيداً عن الأطراف الخارجية . والتي لا يهمها من أمر اليمن .. أي شيء .. سوى أن تظل الأمور كما هي .. حرب .. قتال .. جوع .. فقر .. مرض .. وإلخ .
التقارب ..
وأمر كهذا ، لن يصلح للبته مالم يكن هنالك تقارباً للأطراف المعنية . في المشكلة ذاتها .. الشرعية . والحوثيين وليس سواهما . ومن ثم إعادة النظر في كل ما أدى إلى إشتغال هذه الحرب .
لأن لا يعقل أن تظل الأوضاع على تلك الشاكلة السيئة والمزرية .. في شتى جوانب الحياة .. بينما الناس تعيش في حالة يرثى لها .. جراء هذا الأحوال التي أدت بهذا الوطن إلى الهاوية .. لإن هناك من لا يروق لهم أنفسهم بأن تستقر الأوضاع داخل هذا البلد .
لإن أمراً كهذا سيقوض من مصالحهم وسيوقف أعمالهم الشريرة . كما يجري الحال حالياً ، في كل من عدن وسقطرى ، وغيرهما ..
قوى المجتمع المدني ..
وبالتالي هو ماينبغي من قوى المجتمع المدني بما فيها الأحزاب السياسية وكذا قواها الإجتماعية الأخرى .. بكل شرائحها ومكوناتها .. العمل على إفشال هذه الأعمال الخارجة عن الشرعية .. والرامية إلى تفتت عُرى هذا الوطن .. وتمزيق نسيجه الإجتماعي .
بفرض خدمة أهداف وتنفيذ أجندة .. خارجية .. على حساب هذا الشعب المغلوب على أمره دون أن يفكروا ولو للحظة واحدة ، بأن ما يقومون به .. هو ضد وطنهم وبلادهم ، ولكن للأسف .. القرش يلعب بحمران العيون .. كما يقولون ..
أذيال ..
إنما مثل هؤلاء هم عبارة .. عن أذيال ينفذون ما يؤمر عليهم من داخل .. وخارج الوطن مقابل حفنة أو فتات من الدولارات ، بينما النتيجة .. هو إستهداف الوطن وتقسيمه إلى مناطق وكنتونات ، كما فعل الإستعمار البريطاني في جنوب الوطن قبل الإستقلال . الوطني ٣٠ نوفمبر ١٩٦٧م
والتي واجهتها مثل تلك المشاريع الإستعمارية بمقاومة كبيرة من قبل الشعب العامل بمختلف شرائحه الإجتماعية والوطنية .. والقيام بإفشال مخططاته الجهنمية .. بعد نضال مستميت خاضته فصائل التحرر الوطني وعلى رأسها الجبهة القومية والذي توج ذلك النضال بخروج الإستعمار ..
وتحقيق الإستقلال الوطني . وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية . بقيادة الجبهة القومية .. أي الحزب الأشتراكي حالياً .
توحيد مناطق الجنوب ..
والذي عمل منذ الوهلة الأولى له .. على توحيد كل مناطق الجنوب .. والمكونة من ٦ محافظات آنذاك .. إضافة الجزر الواقعة في البحرين العربي والأحمر .. بما فيها سقطرى ، وعبدالكوري .. وجزيرة بريم وميون ، وغيرها ..
القضاء على المفاهيم المناطقية ..
بقدر ما قام بالقضاء على تلك المفاهيم المناطقية والقروية ، ناهيك عن توحيده (٢٢ مشيخة وسلطنة وإمارة .. أوماكان يطلق عليها بالمحميات الشرقية والغربية . آنذاك . وهكذا سَرتْ الأوضاع في جنوب الوطن. بصورة جيدة .
رغم إمكانياته الشحيحة .. والتأمر على نظامه الديمقراطي .. من قبل قوى الإستعمار وأعوانه إلا إنه تمكن من التغلب عليها .. وتجاوزها .. على الرغم مما أكتنف الحزب من إشكالات وأوضاع . لم نكن نتمنى أن تحدث ..
ولكن هذه هي سنة الحياة لإننا نحن نعيش ضمن العالم الثالث ( النامي )
مرحلة راقية ..
إنما أقول وللأمانة . بأن الحزب مثل مرحلة راقية من حكمه .. أفضل مما يعيشه أو يعانيه اليمنيون في هذه الفترة .. أو قبلها . ولذا فأن ما يجري في هذا البلد لهو شيءٌ لا يطاق للبته ..
لإنه لا يعطي أية مؤشرات إيجابية .. لإن الأيام أثبتت . بأن القادم لن يكون أفضل حالاً .. ؟
لماذا ؟.
لإن المخرج يريد أن تبقى الأوضاع كما هي . وهذا ما هو ملموس على مستوى الواقع حيث عُطلَّت كل حركة الحياة في البلد .. ولم يبق هناك بصيص من الأمل .. إلا أن يُشمر الشعب عن ساعده. ويعمل على إستعادة شرعيته .. المغتصبة في عدن .. وغيرها وإعادة الأمور إلى ما ماكانت عليه قبل ذلك .. التزاماً بما تم الإتفاق عليه بالرياض .
أمراض فتاكة ..
وإستناداً إلى ذلك أقول إنه .
بسبب الأوضاع التي تعيشها اليمن في الوقت الحاضر .. فقد تعرضت مؤخراً لموجة من الحميات والأمراض الفتاكة ومن ذلك فيروس كورونا أو ما يعرف ب ١٩ covid. ..وهذا ما يزيد الطين بله .
فيما نجدبأن العالم أضحى يتخلص من هذا الفيروس ، بينما اليمن تبدأ مرحلة من المعاناة لهذا الفيروس ، وليس هناك من مغيث أو مجيب له . بالوقت الذي يعيشه هذا الوطن حالة حرب .. قذرة بكل المعايير اللا إنسانية ،
حقول تجارب ..
حيث أصبح اليمنيون كحقول تجارب للأسلحة بمختلف أنواعها حتى منها المحرمة دولياً .. وبالتالي فإن البلاد ذاهبة إلى الجحيم .. خاصة في ظل الوضع الحالي لفيروس كورونا ،
حيث لا توجد مستشفيات . وإن وجدت لا تقدم بدورها كما يجب .. وهذا ما هو واضح في هذه المستشفيات سواءاً في تعز ، عدن ، صنعاء ، وغيرها .
العودة إلى طاولة الحوار ..
إذن ما هو الحال ..؟
أعتقد من وجهة نظري .. هو العودة من جديد إلى طاولة الحوار .. ودون هذا .. لن تكون هنالك حلول .. سوى التمزق للوطن .. أكثر مما هو عليه حالياً ..
على الشرعية أن تحزم أمورها ..
وهذا ليس من مصلحة اليمن .. وشعبه الذي ينتظر الفرح بفارغ الصبر ، لإنه سئم الحياة .. أكثر من اللازم .. وبالتالي على الشرعية أن تحزم أمورها تجاه ما يحدث داخل هذا الوطن والعمل على إستعادة الأوضاع في كل من عدن وسقطرى وغيرها ..
قيامها ..
وعلاوة إلى القيام برفض أي تدخلات خارجية . سواءاً من الإمارات أو غيرها .. في الشؤون الداخلية لها .. وهذا لن يتأتى إلا بتراص الصفوف من الجماهير اليمنية وقواها السياسية . والوطنية في الداخل والخارج .
وذلك بالعمل على إحباط تلك المخططات القذرة في حق اليمن واليمنيين . بهدف إستعادة الشرعية التي أضحت ممزقة .. بين تلك القوى .. المتأمرة التي لا تريد لليمن الخير والصلاح . والأمان . والإستقرار وهذا ما هو واضح للعيان .. فهل من يقظة جديدة ،