كتب : محمد الثريا
لا أعلم حقيقة.. ! ماهو المسمى الفعلي المتعارف عليه عالميا في قاموس المواجهات العسكرية والذي بالإمكان الإستعاضة به لوصف ما حدث في مدينة جعار أمس؟
اذ لا هدف إستراتيجي او عسكري معتبر تحقق مما حدث حتى يمكن من خلاله تبرير :
ـ مضاعفة حالة الهلع وإقلاق السكينة العامة في ظل وباء منتشر وجنازات لازالت تسير.
ـ إراقة مزيدا من الدماء لدى كلا الطرفين .
ـ البهرجة الإعلامية الجوفاء (شد وجذب بلا عنوان).
ثم النتيجة ماذا؟
لا جديد ..فقط هي ذات الأحجية ويعاد إنتاجها ( دخلوا ـ خرجوا ).
بالفعل وهل ثمة من شيئ كان يستحق كل تلك الجلبة والخسائر سوى ( جلب الحراري ) وتكرار مشهد الفرار التكتيكي؟
للأسف لا شيئ ! فالكل عاد الى موقعه بانتظار جولة مماثلة .
فلماذا إذن يحدث كل هذا؟
وهل من حكمة خلف مضاعفة فاتورة الخلاف والإسراف في القتل دونما تغير يذكر عدا خلق مزيدا من التعقيدات امام اي جهود تهدف لرأب الصدع .
لن أضع قراءة عسكرية لما حدث تجنبا للحساسية وحفاظا على حبال الود خاصة وانك ستضطر حينها لذكر أسماء وشخوص لازلنا نقدرهم فيما لازالوا مع الأسف يكررون نفس الاخطاء دائما .
لكن بالمقابل ثمة قراءة سياسية ومعطيات تم تأكيدها مجددا كنتيجة متوقعة وايضا من خلال ما حصل أمس بجعار..! وهي أن :
ـ مواجهات شقرة عامة تحولت الى بؤرة إستنزاف للجميع، هذا ان لم تكن جعلت منذ البداية لاجل ذلك المقصد.
ـ صعوبة الحديث عن حسم عسكري وفق المؤشرات الحالية وهذا معناه بقاء الطرفين رهائن لزنزانة وواقع الحلقة المفرغة ..اي لا شيئ سوى استمرار الدوران بيدا انه سيكون دورانا مكلفا بطبيعة الحال.
ـ الإنهاك عسكريا بشكل كامل قبل الادراك لاحقا بان لا حقيقة ولا امكانية حول صنع نصر كامل او تحقيق اي من الاهداف السياسية المعلنة بنسبة 100%.
وهذا بدوره سيقود مجددا الى ضرورة البحث عن نقاط اتصال مشتركة بين القيادة الجنوبية المتحاربة والعودة الى مسلمة حوار جنوبي ـ جنوبي بعيدا عن قيود وإملاءات الغير وهنا تحديدا تكمن صعوبة التحدي فلا أحد يعلم مقدار الجهد والثمن اللازم بذله لفصل كل طرف عن مشيمته الاقليمية واستعادة قراره الذاتي .
في الوقت الراهن هكذا باتت تتشكل ملامح الصورة الواقعية وهكذا اضحت حدود الخلفية السياسية التي تدور في فلكها معظم احداث المشهد الجنوبي اليوم لذا قلنا ان ما حدث في جعار أمس كان قرحة طماشة فقط فيما موكب العرس لازال هو ..هو .
وقبل ان أختم ..هنالك بصراحة سؤال ستجرنا اليه أحداث أمس المبتورة ويستحق منا الوقوف أمامه ..!
ماذا لو تبين أن ما حدث في جعار لم يكن سوى مشهد مصغر يختزل حقيقة الصراع الحاصل برمته في شقرة وربما البلد عامة؟
ساعتها ياخسارة ثمن الطماش بس.