كريتر نت – وكالات
أعلنت فرق الإطفاء، صباح اليوم السبت، أنها تمكّنت من “تطويق” حريق نشب في كاتدرائية “سان بيار إي سان بول” في وسط نانت غرب فرنسا، موضحةً أن الأضرار لا تقارن بتلك التي لحقت بكاتدرائية نوتردام في باريس العام الماضي.
وقال مدير قسم الإطفاء الجنرال لوران فرلاي، خلال إحاطة إعلامية أمام الكاتدرائية، إن “الأضرار تركّزت على الأرغن الكبير الذي يبدو أنه دُمّر بالكامل”، موضحاً أن “المنصة التي يقع عليها غير مستقرّة إطلاقاً وقد تنهار”.
وفي ضوء الحادثة، أعلن مدعي عام الجمهورية في مدينة نانت بيار سينيس، لوكالة الصحافة الفرنسية، فتح تحقيق حول “حريق مفتعل” في الكاتدرائية، موضحاً أنه تم اكتشاف “ثلاث نقاط مختلفة للنيران”. وقال “في هذه المرحلة، فُتح تحقيق حول حريق مفتعل، لا وجود لاستنتاجات يمكن استخلاصها الآن إذ يتوجّب علينا القيام بعمليات مسح عدة من شأنها الإتيان بعناصر جديدة”.
وكانت إدارة الإطفاء أُبلغت عن اندلاع “حريق كبير” داخل الكاتدرائية ذات طراز العمارة القوطية عند الساعة 07:44 بالتوقيت المحلي، وأرسلت 60 رجل إطفاء إلى المكان.
وأظهرت لقطات تلفزيونية أعمدة الدخان تتصاعد من مبنى الكاتدرائية. وقالت سيسيل رينود، التي تعمل في متجر لبيع المخبوزات مقابل الكاتدرائية والتي أخطرت خدمة الإطفاء باندلاع الحريق، لقناة “بي أف أم” التلفزيونية، إنها شاهدت نيراناً ضخمةً تندلع داخل المبنى. وأردفت تقول “كانت صدمة كبيرة. الأمر مؤسف للغاية”.
وهذه ليست المرة الأولى التي يندلع فيها حريق في هذه الكاتدرائية. فقد تدمّر جزء منها خلال الحرب العالمية الثانية عام 1944، بعد قصف من قوات الحلفاء. وفي 28 يناير (كانون الثاني) 1972، دمّر حريق سقف الكاتدرائية التي شُيّدت بين القرنين الخامس عشر والتاسع عشر. وتبيّن أن الحريق شبّ بسبب أشغال جارية. ولم تُفتح الكاتدرائية مجدداً للعبادة قبل مايو (أيار) 1985، بعد أشغال استمرّت أكثر من 13 عاماً، أعيد خلالها بناء الكاتدرائية بهيكل خرساني حلّ محل السقف الخشبي القديم.
وفي 2015، دمّر حريق آخر كبير ثلاثة أرباع كنيسة كاثوليكية أخرى في نانت، هي “سان دوناسيان إي سان روغاسيا”، التي بُنيت في القرن التاسع عشر.
وجاء الحريق بعد أكثر من عام على تعرّض كاتدرائية نوتردام التاريخية في باريس، في 15 أبريل (نيسان) 2019، لحريق التهم سقفها وبرجها الرئيس.